ترجمات عبرية

افتتاحية هآرتس – وحد تسد

هآرتس افتتاحية – 24/7/2018

“نحن نتخذ اليوم خطوة ذات مغزى في بناء البديل للحكم الحالي”، قال أمس رئيس المعسكر الصهيوني، آفي غباي، في ختام الاعلان عن اختيار تسيبي لفني لرئاسة المعارضة. وحسب الاتفاق مع رئيسة الحركة، “مقابل” تولي لفني رئاسة المعارضة ستتنافس الحركة والعمل مرة اخرى معا في الانتخابات القادمة. وكررت لفني رسالة غباي: “نحن نعرض اليوم معارضة وبديل”. يبدو أنهما يفهمان بان الجمهور تواق لمعارضة تعرض بديلا ذا مغزى لحكم بنيامين نتنياهو.

منذ سنين درج القول على انه لا يوجد بديل لنتنياهو، وعليه فمن يدعي الحلول محله يشوش الفوارق الايديولوجية بينه وبين نتنياهو. وبدلا من أن تعرض احزاب المعارضة فكرا مغايرا والدفاع عنه مهما كان الثمن الانتخابي – فانها استقامت في الخط مع نتنياهو في كل شأن تقريبا، خوفا من أن يشكك أحد بمدى وطنيتها. هذه استراتيجية جبانة وعديمة الجدوى؛ فمن يتماثل مع فكر نتنياهو لن يصوت لتقليده الرخيص؛ ومن ينفر من نتنياهو لا يمكنه أن يرتبط انتخابيا بمن يقلده.

ان غياب البديل السلطوي يمس بشدة بالديمقراطية. نتنياهو يحدد النبرة، والكل يسير على الخط، والجمهور لا يتعرف على افكار اخرى. والتوافق البرلماني في مواضيع الامن خطير. على الجمهور أن يطلع على فكر مغاير ومتبلور بالنسبة لخطى اسرائيل في سوريا وانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي. وكذا في موضوع حل النزاع مع الفلسطينيين مطلوب بديل: فما هو حقا الفرق بين “دولة فلسطينية ناقص” لنتنياهو والدولة “المجردة” لغباي؟

يرسم اليمين منذ سنين رؤيا الضم. صحيح أن هذه رؤيا شوهاء، ولكنها على الاقل تتحدى نتنياهو وبالتالي فان الحوار السياسي اليوم هو بينه وبين نفتالي بينيت. اما اليسار فلا يتحدى الحكومة ولا يهددها.

على المعارضة برئاسة لفني وغباي ان تشارك في النقاش السياسي. توجد بؤر معارضة كثيرة ومتنوعة لحكم نتنياهو، ومنها مكافحة الفساد، التدين، الصراع المدني، المثليين، صراع المقعدين، صراع اللاجئين وبالطبع الصراع ضد الاحتلال. على المعارضة ان توفر مأوى سياسي لكل الصراعات، ان توحد بينها بخيوط المصالح والتكافل وتشرح للجمهور المشترك بين كل هذه الصراعات.

تشن حكومة نتنياهو هجوما على الاقليات، على سلطة القانون، على الاعلام وعلى الديمقراطية وهي تتغدى بالتحريض والعنصرية. نتنياهو يحكم بطريقة فرق تسد، وعلى المعارضة ان تتصرف بالعكس تماما: وحد تسد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى