ترجمات عبرية

افتتاحية هآرتس – اليمين القومي المتطرف الجديد

هآرتس – افتتاحية – 31/12/2018

بقلم: أسرة التحرير

ان قرار وزير التعليم نفتالي بينيت وشريكته وزيرة العدل آييلت شكيد الانسحاب من حزب البيت اليهودي وتشكيل حزب جديد برئاستهما هو قبل كل شيء اعتراف بالسقف الزجاجي الانتخابي لحزب المستوطنين. فبينيت وشكيد يعرفان بانه لا يوجد ما يكفي من الاسرائيليين المعنيين بشراء البضاعة الايديولوجية الصهيونية الدينية. فالتطرف، المسيحاني، العنصرية والخوف من الانسان في البيت اليهودي – وهذه اغلب الظن هي عناصر ضرورية لطبخته الايديولوجية – كانت حتى اكثر مما ينبغي بالنسبة لبينيت وشكيد. وكمن يتطلعان الى رئاسة الوزراء، فقد كانت هذه مجرد مسألة وقت الى ان يتركا المتطرفين ويحاولا غمز الوسط من جانب اليمين.

غير أن حقيقة أن شكيد وبينيت وجدا النائبين بتسلئيل سموتريتش وموتي يوغاف متطرفين اكثر مما ينبغي لطموحاتهما السياسية لا تشهد على أن الثنائي الذي علم اليمين كيف يكف عن الاعتذار هو معتدل من ناحية سياسية. اذا كان بينيت وشكيد سيغمزان الوسط، فهذه بالفعل ستكون غمزة، بمعنى تظاهر وذلك لان بينيت وشكيد هما يمين قومي متطرف، تكنوقراطي وخطير.

ان ثورة شكيد في وزارة العدل وثورة بينيت في جهاز التعليم هي المادة التي سيتشكل منها حزبهما “اليمين الجديد”: حزب مجند لنزع الليبرالية عن دولة اسرائيل، لتصفية حماة الحمى، للتراجع الى الوراء في جهاز القضاء وتبني جهاز قضاء عتيق، قيمة المساواة غريبة عليه.

بينيت وشكيد سيواصلات بمنهاجية العمل على ضم المناطق المحتلة، بموجب الخطة السياسية لبينيت. سيبدآن بضم المناطق ج وسيقيما نظام أبرتهايد رسمي – اي منظومتان قانونيتان متوازيتان على ارض سيادية واحدة: مواطنون اسرائيليون ذوي حق اقتراع وسكان من الدرجة الثانية محرومون من الحقوق.

ان انسحاب بينيت وشكيد يترك حزب البيت اليهودي في ايدي رجال الاتحاد الوطني – الوزير اوري ارئيل والنائب سموتريتش – الايادي التي باتت منذ الان ممتدة باتجاه الكهانيين من “قوة لاسرائيل”. ينبغي الامل بان يكون الضرر الانتخابي الذي لحق بهما جسيما والا ينجحا في اجتياز نسبة الحسم. اذا كان بينيت وشكيد، اللذين رفعها بايديهما حزب البيت اليهودي الى حجوم ضارة، فانهما سيكونا هما من سيدفنان هذا الحزب – فان هذا سيكون مثابة عدالة شعرية.

ينبغي الامل ايضا بان يكون الخوف الذي عبر الليكود عنه – “ثمة من يتعلم درس انتخابات 1992، عندما حطم اليمين نفسه الى شظايا الاحزاب وهكذا ادى الى صعود حكومة اليسار – سيتحقق في الانتخابات القريبة القادمة، والجمهور الانتخابي اليميني سيعاقب بينيت وشكيد ويحاسبهما في صندوق الاقتراع.

هذا سيكون انجاز هام للديمقراطية الاسرائيلية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى