ترجمات عبرية

افتتاحية هآرتس – المشروع التجريبي الحيفاوي

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير  – 12/12/2018

لا ينبغي أن نتفاجأ من تجند بنيامين نتنياهو للمهامة التي أخذها على عاتقه وزير الداخلي آريه درعي – في رفض تعيين رجا زعاترة – ممثل الجبهة الديمقراطية – حداش في مجلس بلدية حيفا، نائبا لرئيسة البلدية براتب. ولكن من الطبيعي ان رئيس  الوزراء، الذي يتحفظ من تحقيق المواطنين العرب حقوقهم في الاقتراع، وبالتالي يحذر من “العرب يندفعون بجموعهم الى صناديق الاقتراع”، لن يتردد في التحفظ من أنهم يتجرأون على تحقيق حقهم في الانتخاب.

منذ البداية يتغذى نتنياهو انتخابيا بالتحريض ضد العرب، بعرضهم كطابور خامس وكمؤيدين للارهاب. هذا تحريض “مجد” لليمين مرتين: فهو يشجع من جهة التصويت لمن يعد بمكافحة الاقلية والحفاظ على “الطابع اليهودي”، ويتآمر على شرعية الارتباط السياسي بالاحزاب العربية، مثلما فعل اسحق رابين.

لقد تحدث زعاترة في الماضي منددا بالصهيونية وقال ان حماس وحزب الله ليسا منظمتين ارهابيتين وان مقاومتهما الاحتلال شرعية. وقال نتنياهو انه توجه الى كليش روتم كي تلغي تعيين “نائب رئيس بلدية يؤيد حزب الله وحماس، اللتين تعلنان نيتهما ابادة اسرائيل”. ومع أن تصريحات زعاترة لا تروق لاذان الاسرائيليين اليهود، فان محاولة النزول في مستوى اقواله الى مستوى التأييد للصراع لابادة اسرائيل هي محاولة ديماغوجية ومصابة بالازدواجية الاخلاقية. فزعاترة هو فلسطيني اسرائيلي وعنصرا هويته يعيشان نزاعا مضرجا بالدماء. شعبه يعيش تحت سيطرة عسكرية اسرائيلية منذ اكثر من خمسين سنة ومنذ زمن غير بعيد ودعت الدولة التي هو فيها مواطن فيها قيمة المساواة وسنت قانون القومية الذي ينص على التفوق اليهودي وعلى الدونية العربية.

ان المواقف السياسية لزعاترة، مهما كانت قاسية على السمع، هي مواقف شرعية. لو كان لمعارضيه اساس قانوني لشطب ترشيحه بسببها، لكانوا فعلوا هذا قبل ان ينتخب. ينبغي امتداح رئيس حزب العمل آفي غباي ورئيسة ميرتس تمار زندبرغ اللذين أيدا موقف كليش روتم الشجاع في مواجهة الضغوط لالغاء التعيين. على ائتلافها ان يبعث الالهام لدى زعماء اليسار. لديها تحد غير بسيط لتسيير حياة مشتركة في المدينة”، قال غباي. وبالفعل، فان مستقبل الدولة، فما بالك مستقبل المعسكر الذي يقوده، متعلق بامكانية الحياة المشتركة وخلق تحالفات سياسية بين العرب واليهود.

للمواطنين العرب يوجد حق في انتخابممثليهم. وقد عين زعاتر بشكل ديمقراطي، في اطار اتفاق ائتلافي، ولا يوجد أي سبب قانوني لمنعه. ومن المتوقع أن يعقد اليوم مؤتمرا صحفيا وعلى ما يبدو أن يقترح على كليش روتم ان تعين رقم اثنين في قائمتها، شهيرة شلبي، نائبة لرئيسة البلدية بدلا منه. قد يكون هذا حلا ذكيا، ولكنه غير عادل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى