ترجمات عبرية

افتتاحية هآرتس – الفصل هو اقصاء

هآرتس افتتاحية – 29/7/2018

وزير التعليم، نفتالي  بينيت، مؤيد متشدد للمسارات المنفصلة للاصوليين. ففي اعقاب الالتماس الاول الى محكمة العدل العليا ضد هذه المسارات، قرر مجلس التعليم العالي في 2015 السماح بالتعليم المنفصل للجنسين حصريا في “صفوف التعليم”. كما تقرر منع امكانية ان تمس التعليمات بشأن الملابس أو “مطالب الحشمة الاخرى” بكرامة الانسان أو بالمساواة. ولكن يتبين ان المؤسسات الاكاديمية لا تلتمس بالشروط المقربة. فالمؤسسات الاكاديمية التي تنتهج مسارات للاصوليين بدء بمؤسسة عامة مثل جامعة بار ايلان وحتى آخر الاجسام الخاصة فان الفصل بين النساء والرجال خرج منذ زمن بعيد عن حدود صفوف التعليم. ومظاهر ذلك عديدة: الفصل في بوابات الدخول وفي اروقة مباني التعليم، ساعات مختلفة في المكتبة، يافطات تمييز في ارجاء الحرم الجامعي، وكذا “لوائح الحشمة” التي تفرض اساسا على النساء. وقد استخدمت احدى المؤسسات “غرفة انتظار” ينتظر فيها الرجال الى أن يكون مجال التعليم نقيا من النساء، وفي اخرى وبخت طالبة على تجرأها المجيء الى المؤسسة على دراجة.

ان الانتهاك الواسع للانظمة يقوض جوهر الاكاديمية. قرار آخر لمجلس التعليم العالي، وبموجبه يجب على المناهج التعليمية في الاطر المنفصلة ان تكون “متماثلة ولا سيما على مستوى الطاقم الاكاديمي” مع مناهج التعليم العامة، ينتهك هو ايضا. فحص لدراسة هندسة البرمجة وعلوم الحاسوب للاصوليين وجد فوارق كبيرة في مستوى المحاضرين. كل هذا في ظل تجاهل المس بالمحاضرات اللواتي لا يسمح لهن بتعليم الرجال. ويرد مجلس التعليم العالي بتسامح منهاجي على انتهاك التعليمات التي اصدرها هو نفسه. وحقيقة أن بينيت ورؤساء مجلس التعليم العالي يجعلون الفصل بين الرجال والنساء منتشرا بهذا القدر، لا تعني أن هذا شأنا طبيعيا أو مطلوبا. فالاستجابة الحكومية للطلب الاصولي للتعليم المنفصل هي مس ملموس بكرامة الانسان، والادعاء بانه يمكن التحكم بمدى الفصل بين الجنسين، بعد أن يكون هذا حصل على الاعتراف الرسمي والتشجيع المتحمس من فوق، هو ادعاء خطير بالبراءة.

ان المجال العام يتغير امام ناظر الجمهور الاسرائيلي: مدارس علمانية تفصل بين البنين والبنات في المناسبات التي يشارك فيها تلاميذ متدينين؛ في الجيش المجندات هن أول من يدفع ثمن “دمج” الجنود المتدينين والاصوليين؛ اعلانات تظهر فيها النساء يتم افسادها؛ نساء يطلب منهن تغيير اماكنهم في الرحلات الجوية؛ نساء يعتبر لباسهن غير محتشم بما يكفي يتعرضن للعنف، وتلميذات في سراويل قصيرة يتعرضن للاهانة في “طوابير الحشمة”. ان المساواة بين الرجال والنساء تتعرض لهجمة منهاجية وثابتة، والاكاديمية هي احدى الجبهات المركزية فيها. على الاكاديمية على تدافع عن نفسها وان تصد المحاولة لتخريبها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى