افتتاحية هآرتس – الحفاظ على طابع عنصري

هآرتس – افتتاحية – 27/11/2018
بقلم: أسرة التحرير
لقد كان الاحتفال الذي أجراه اعضاء المجلس الجدد في العفولة يوم الخميس الماضي، والذي اقسموا فيه بالحفاظ على الطابع اليهودي للمدينة، طقوسا قومية متطرفة مع امكانيات كامنة خطيرة. فرئيس البلدية الجديد، آفي الكبتس، نشر أمر حصوله على الفيسبوك بل وتباهى في أنه أغلق قبل يوم من ذلك حديقة البلدية لسكان المدينة فقط. يفي الكبتس بوعوده الانتخابية. فقد تعهد في الحفاظ على الطابع اليهودي للمدينة ومكافحة “احتلال الحديقة”.
ليست هذه هي المحاولة الاولى “للحفاظ على الطابع اليهودي” للعفولة. ففي الماضي ثار في المدينة احتجاج بعد أن فازت عائلات عربية في عطاءات لبناء عشرات وحدات السكن. العفولة ليست وحيدة. ففي كفار فرديم ايضا حاولوا قبل بضعة اشهر وقف عطاءات لتسويق اراض، بعد أن تبين أن نصف الفائزين في العطاء السابق كانوا عربا. وبشكل عام، لاسرائيل تاريخ طويل من الانهزامية، الاقصاء والتمييز، سواء في تخصيص الاراضي وغيرها من المقدرات، ام في توزيع السكان في البلاد أم في السكن بواسطة لجان القبول – ليس فقط تجاه الاقلية العربية بل وتجاه الشرقيين وغيرهم من الجماعات.
ان الاحتفال الذي اجراه اعضاء المجلس في العفولة هو ضوء تحذير،يحذر من السياقات الخطيرة التي تمر على المجتمع اليهودي، برعاية الحكومة الاكثر يمينية في تاريخ الدولة، ورئيس وزراء يتغذى انتخابيا من التحريض ضد مواطني الدولة العرب.
ان احتفال القسم هو استمرار مباشر لقانون القومية. فهذا القانون، بخلاف لما يقولونه في اليمين، يعبر عن شرخ في ايديولوجيا صاغها آباء الامة المؤسسون، خيانة لقيم وثيقة الاستقلال وتنازل عن المساواة كقيمة تأسيسية لدولة اسرائيل. على خلفية تشريع التفوق اليهودي ودونية العرب وخطاب التحريض والعنصرية والتي اصبحت منذ الان طابع حكومة نتنياهو، لا مجال للدهشة لمظاهر الانعزالية القومية والتحريض فحسب، بل ينبغي الاعتياد على الفكرة الرهيبة بان هذه من المتوقع أن تنتشر فقط.
ان للمواطنين في الدولة الديمقراطية الحق في ان يعيشوا حيثما يريدون، ليس لاي سلطة محلية الحق في أن تمنع أحدا من السكن في اراضيها، او ان تغلق حديقة بلدية في وجه العرب، بحجة العمل على حماية “اجواء العفوليين”.
ينبغي الامل في أن تلفظ هذه الحكومة المحرضة والعنصرية انفاسها في اقرب وقت ممكن. وحتى ذلك الحين فان الامل الوحيد في وقف انتشار المرض يكمن في المعارضة التي ستنشأ عن كل تلك الامان التي ينجح فيها اليهود والعرب، ضد كل الاحتمالات، في أن يعيشوا الواحد الى جانب الاخر بسلام، بما في ذلك في العفولة نفسها.