ترجمات عبرية

افتتاحية هآرتس / اعدام

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير  – 13/12/2018

قتل جنود الجيش الاسرائيلي الاسبوع الماضي محمد حبالي، شاب مضطرب نفسيا ابن 22، من سكان مخيم طولكرم للاجئين. فقد اطلقوا النار من مسافة نحو 80 مترا بينما كان ضحيتهم، بمشورة رفاقه، تراجع الى الوراء وأوشك على الانصراف من الشارع في طولكرم حيث وقف الجنود. حبالي لم يهرب، بل سار ببطء ومثله سار ببطء ايضا ثلاثة الجنود الذين اطلق احدهم النار عليه. اشرطة الفيديو لكاميرات الحراسة في الشارع، والتي نشرتها منظمة “بتسيلم” تظهر شارعا هادئا، حين اطلق الجنود النار وسلوكا هادئا وبطيئا. من المسافة التي كان يقف فيها، ما كان يمكن لحبالي ان يعرض حياتهم للخطر في كل حال. لا يمكن لهذ التواصل للصدف، والذي نشره في “هآرتس” بتوسع جدعون ليفي واليكس فيبك امس الا يؤدي الى الاستنتاج بان الجنود اطلقوا النار على حبالي، وعلى شاب آخر اصيب في ساقه دون أي سبب منظور للعيان. والانطباع الذي يؤخذ من اشرطة الفيديو ومن الشهادات هو ان هذا اعدام لشاب عديم الوسيلة، يحمل عصا مكنسة حملها تحت ذراعه حين قتل باطلاق النار عليه. لقد اطلق الجنود النار عليه في ظهره.

ان اعداما من هذا القبيل لا يمكن ان يبقى دون رد سريع وقاطع من القيادة العسكرية العليا. صحيح أن الجيش الاسرائيلي اعلن عن فتح تحقيق للشرطة العسكرية، مثلما هو دارج بعد كل حالة قتل، وكذا عن تحقيق قيادي ولكن هذا لا يكفي. فالتجربة طويلة السنين تفيد بان تحقيقات من هذا القبيل وان كانت تفتح فور كل حادثة، الا انها بعد ذلك تطول على مدى اشهر بل وسنين دون نتائج حقيقية. في هذه الحالة لا يحتمل العقل ان يكون الجنود الذين اطلقوا النار على حبالي ورفيقه سيواصلون خدمتهم العسكرية وكأن شيئا لم يحصل. العقل لا يحتمل الا يسارع الجيش الاسرائيلي الى ان يمرر لجنوده الرسالة بان أمرا خطيرا جدا حصل يوم الثلاثاء من الاسبوع الماضي في الساعة 2:24 قبل الفجر في شارع يافا في طولكرم.

يمكن للتحقيق ان يكون قصيرا اذا كان الجيش الاسرائيلي معنيا بان يحقق بجدية في ما حصل. فثمة وفرة من اشرطة الحراسة من الساحة، وهوية الجنود معروفة وشيء لا يمنع من استكمال التحقيق في غضون بضعة اسابيع.

ان السلوك الاعتيادي للجيش الاسرائيلي والنيابة العامة، مع تحقيق يستمر الى ما لا نهاية واغلاق الملف في نهايته، سيبث رسالة مشوشة، خطيرة ومرفوضة للجنود بانه مسموح لكم اعدام الفلسطينيين، حتى لو كانوا مضطربين نفسيا وعديمي الوسيلة، حتى عندما يكونوا يقفون على مسافة بعيدة من الجنود، حتى عندما يكون الميدان هادئا نسبيا وحتى عندما لا يحدقوا اي خطر على الجنود.

تحقيق نشط وتقديم للمحاكمة بمخالفات خطيرة للجنود وحده سيمنع حالات مشابهة في المستقبل. ان جيشا يدعي بانه الجيش الاكثر اخلاقية في العالم لا يمكنه هذه المرة ان يواصل كالمعتاد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى