اسرائيل كوهين يكتب – هجمة الفر الشديدة على فريدمان

هآرتس – بقلم اسرائيل كوهين – 13/6/2018
“شرير”، هكذا وصف روغل الفر سفير الولايات المتحدة في اسرائيل في مقال له في “هآرتس” في 10/6. الفر يحتج على أن “الشخص الذي عليه أن يمثل هنا المصالح الامريكية هو بالذات سفير المستوطنين… والذي يأمر بوحشية قاسية المراسلين الاسرائيليين بكم أفواههم” وعدم انتقاد الحكومة. الحديث يدور حسب اقوال الفر عن “مظاهر للفاشية”. هجوم الفر الخطير في نظري، سواء بسبب التعبيرات القاسية واللاذعة التي استخدمها، لكن في الاساس بسبب حقيقة أنه ليس صوت وحيد في البرية. الذي يتحدث فقط باسمه، بل هو يمثل، حتى لو باسلوب استفزازي، انتقاد يساري، ينبع من دوافع مصلحية. فعليا، وجهة نظره تمثل رؤية النخبة الليبرالية المتماهية مع اوساط اليسار، والتي هي غير مستعدة لهضم سفير امريكي يهودي يعتمر القبعة، ويتفاخر بيهوديته ولا يخجل من التصريح بذلك علنا.
الجملة الاكثر فظاعة في نظري في مقال الفر هي “يبدو أن فريدمان يتلقى الحق في اسكات مراسلين في اسرائيل ليس فقط بفضل مكانته كسفير للدولة العظمى، التي تمد رعايتها على اسرائيل، بل كيهودي. يبدو له أنه بسبب حقيقة كونه يهوديا وأن اسرائيل هي دولة اليهود، فانها دولته. هو يتصرف هنا كصاحب بيت، بسيادية مزدوجة – يهودي وممثل رسمي للدولة العظمى”.
هل تجرأ الفر واليسار على مهاجمة صديقتنا الكبرى خلف البحار، بذريعة أنها تتدخل فيما يجري في اسرائيل بصورة فظة، في فترة ولاية الرئيس براك اوباما والسفير دانييل شبيرو؟ هل انتقدوا في حينه غياب التضامن من جانب اوباما وسفيره والادانات التي تلقتها اسرائيل اكثر من مرة من الامريكيين؟ في حينه قالوا إنه محظور تحدي الولايات المتحدة، وأن رئيس الحكومة نتنياهو ورجال اليمين يخطئون في اثارتهم اكبر حليفة لنا علينا.
صحيح أن جزء من ادعاءات الفر صحيح، لكنه يربط بينها وبين ادعاءات خاطئة، من اجل عرض فريدمان على أنه مستوطن متخفي ويميني متطرف. هكذا علخى سبيل المثال هو يوجه انتقاد لفريدمان لأنه “التقط صورة في بني براك بجانب صورة معالجة للبلدة القديمة، التي تضمنت وضع الهيكل بدل قبة الصخرة”. وكما وثقت الصورة التي يدور الحديث عنها ربما حان الوقت لأن اضع الامور على الطاولة. السفير الامريكي لم يكن يعرف تفاصيل الصورة التي اختارها تنظيم حريدي ليعطيه اياها كهدية.
لكن اذا ذهبا خطوة واحدة اخرى وافترضنا أن فريدمان يتماهى مع ما هو في الصورة، فما هو السيء في ذلك؟ الامر يدور حول صورة معروفة لملايين اليهود في ارجاء العالم، والتي في نظرهم هي شرعية تماما، حيث أن كل يهودي مؤمن يصلي ثلاث مرات في اليوم “واعيننا تشهد عودتك الى صهيون برحمة”. من الواضح ان فريدمان الذي يأتي للصلاة بصورة ثابتة في حائط المبكى، يأمل مثل كل يهودي متدين أن يأتي الخلاص الكامل، ويؤمن بأن الهيكل سيبنى قريبا. السفير الامريكي لا يجب عليه الخجل من اعتقاداته ونمط حياته، عدا عن أن هذا الامر لا يروق لعدد من الليبراليين.
يجب قول الحقيقة وهي أن الفر واصدقائه تغضبهم حقيقة أن الادارة في الولايات المتحدة تغيرت، وبدل رئيس ديمقراطي يفكر مثلهم ويتحدث لغتهم ويطبق رؤيتهم، يجلس في البيت الابيض رئيس وطاقم دبلوماسي يريدون تطبيق ايديولوجيا محافظة.
ليس عبثا أنه تمت ازاحة كل الحاخامات الاصلاحيين والنشطاء الديمقراطيين عن اروقة البيت الابيض ومراكز القوة في واشنطن، الذين كانوا في السابق هم اصحاب البيت في قمة السلطة. وقد احتل مكانهم حاخامات ارثوذكسيين ونشطاء يهود جمهوريين يعتمرون القبعات، وحتى هناك نشطاء حريديين. الذين فقدوا السيطرة على مراكز القوة يجدون صعوبة في التسليم بهذه الحقيقة.
اليسار الاسرائيلي وألفر كبوق رئيسي له، غير مستعدين للتسليم بحقيقة صعود نظام ترامب، كما أنهم لا يستطيعون التسليم بنجاح رئيس الحكومة نتنياهو وطاقمه، ولا سيما التسليم بالتعاون الناجح بينهما.
في صالح فريدمان تقف هناك النجاحات الكثيرة في فترة ولايته. لقد احدث خطوات تاريخية. لقد تسبب بنقل السفارة الامريكية الى العاصمة، عمل من اجل الاعتراف بالقدس كعاصمة لاسرائيل وتبين أنه مؤيد كبير لاسرائيل. اذا يوجد لنا سفير هو ايضا يهودي فخور وكذلك امريكي فخور ويقول ذلك على طريقته بلا خجل ولا تملق.
لقد حان الوقت لأن يفهم اليسار أنه مسموح احترام ايضا مواقف وايديولوجيات مختلفة عن التي لديه، بدل التشهير والقذف والازعاج كان يمكننا توقع أن يحاول الفر أن يفهم ويحترم ايضا من هو مختلف عنه.
لقد حان الوقت ايضا لأن نثني على السفير ونشجعه على نجاحه الكبير، الذي هو بالذات نجاح للدولة اليهودية. نجاحه هو نجاحنا جميعا.