ترجمات عبرية

اسرائيل كوهين / إما جيش الله أو جيش الشعب

هآرتس – بقلم  اسرائيل كوهين  – 15/8/2018

العاصفة الجماهيرية التي حدثت في اعقاب سلوك عشرات المتدربين الذين اداروا ظهورهم اثناء قيام مدربة المظلات نوعا حليوه بتمثيل حركة، تمثل أن النضال من اجل طابع وصورة الجيش الاسرائيلي يوجد هنا ليبقى. وكما يبدو حتى ليتعزز في المستقبل. الحادثة الحالية وصلت الى عناوين الصحف في اعقاب تغريدة في تويتر لشيرا مرغليت، والدة المدربة التي كتبت “أمس استطعت النوم بصعوبة بعد يوم قاس اضطررت فيه لسماع ابنتي الجندية نوعا التي هي مدربة مظلات تروي لي أنه اثناء قيامها بتمثيل بعض الحركات للسبعين مظلي، قام خمسون منهم بادارة ظهورهم لها بسبب انها امرأة. وهذه ليست مجموعة حريديين، هذا هو الواقع المشوه”.

حقيقة ان المدربة هي ابنة لامرأة تعمل في الاعلام وجنرال في الجيش الاسرائيلي جعلت الحادثة تحتل العناوين، لكن حسب ادعاءات “المنتدى العلماني” فان الامر يتعلق بمنحى واضح. مثلا في الشهر الماضي نشر انه في قاعدة شزيفون تم منع المجندات في دورة قادة مدرعات من ارتداء القمصان الداخلية البيضاء اثناء التمارين الرياضية بسبب الخوف من المس بمشاعر الجنود المتدينين. في المقابل طلب جنود علمانيون الاذن للتغيب عن جولات الغفران في شهر ايلول والاعياد بزعم ان الامر يتعلق بالاكراه الديني.

رد حاسم جاء من جدة الجندية نوعا التي في مقابلة مع “واي نت” هاجمت الجنود الذين اهانوا حفيدتها وقالت “اذا كان هذا غير مقبول عليهم فيجب أن لا يكونوا مطلقا في الجيش”. رئيس قسم القوة البشرية الجنرال موتي الموز الذي التقى مع لوبي النساء في اعقاب سلسلة احداث اقصاء قال إنه “ربما كان الامر يحتاج الى رد اكثر قوة”.

يؤسفني القول إن جدة نوعا كانت محقة تماما. اذا كان هذا هو سلوك الجيش الاسرائيلي تجاه الجنود المتدينين فان مكانهم ليس في الجيش. في جيش كهذا لا يوجد مكان لجنود مؤمنين يريدون الحفاظ على الفرائض والوصايا، البسيطة وغير البسيطة منها. لقد قيل الكثير عن الملاءمة المطلوبة لتمكين خدمة ابناء المدارس الدينية الحريدية في الجيش. لأن الامر يشمل فصل كامل عن النساء والحرص على اوقات الصلاة ودروس التوراة والطعام الحلال. ولكن يتبين أنه في لحظة الحقيقة يوجد للجيش الاسرائيلي اجندة معاكسة لا تقل اهمية عن ذلك وهي دمج النساء، فرض قيم علمانية وسيادة ثقافة بوتقة الصهر. صحيح، هذه المرة لم يكن هؤلاء جنود حريديين بل متدينون وتقليديون، لكن يمكننا التعلم من هذه الحادثة كيف يفضل الجيش التصرف في حالات مواجهة بين المقاربات المتناقضة.

هذا لا يتساوق. الحرص على الدين والخدمة العسكرية هما ايديولوجيتان متصادمتان. حيث أنه كلما زاد الجنود المتدينون والحريديون في الجيش فان اقصاء النساء سيزداد. عندها إما أن قادة الجيش مستعدون للتسليم مع توجه التهويد وإما انهم ينوون معارضة ذلك ومحاربته. اذا كان رئيس قسم القوة البشرية ورؤساء الجيش الاسرائيلي ينوون أن تسود رؤيتهم وفرضها على الجنود المتدينين فمن المفهوم ضمنا أن عليهم رفض الخدمة في الجيش. على رؤساء جهاز الامن تقرير ماذا يفضلون. تنازل للجنود المتدينين من خلال حرص على الشريعة اليهودية أو تنازل عن هؤلاء الجنود في الجيش.

امر من اثنان: إما ان الجيش الاسرائيلي هو جيش له رؤية وقيم علمانية، يفرض على الجنود المتدينين الخدمة العسكرية مع النساء. واذا كان الامر كذلك فليس لديهم ما يبحثون عنه في مثل هذا الجيش. وإما أن الجيش مستعد للاهتمام بالجنود المتدينين المتجندين في صفوفه، وحينها سيكون عليه استيعاب ظواهر مثل اقصاء النساء والتهويد التي ستتحول الى ظواهر منتشرة. لا يوجد وسط، لقد وصلنا الى نقطة الحسم. إما جيش الله أو جيش الشعب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى