ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم / BDS: الحل الحقيقي لحركة المقاطعة

اسرائيل اليوم – بقلم  عكيفا بيغمن 10 /7/2018

في مكافحة اسرائيل لحركة المقاطعة (BDS) جربنا كل شيء تقريبا – طرد النشطاء من مطار بن غوريون، تشريع يسمح لرفع الدعاوى المدنية، حملة حكومية كثيرة المقدرات، كفاح دبلوماسي وماذا لا. ولكن الحرب البسيط، المستقيم اللازم للغاية لم يجرب ابدا: تحسين الجاذبية الاقتصادية لاسرائيل.

فما هي الـ BDS؟ محاولة للمس باسرائيل من ناحية سياسية من خلال ضغوط اقتصادية. مظاهرات، احتجاجات ومقاطعات يفترض بها أن تدفع الشركات لان تسحب استثماراتها من اسرائيل، وهكذا تضعف اسرائيل وتستسلم. ومع ذلك، اذا كان ميدان المعركة هو الميدان الاقتصادي، فبدلا من تبذير الاموال العامة على مساع عابثة – وهكذا المس مرة اخرى باقتصاد اسرائيل – لماذا لا نرد لـ BDS الحرب الصاع صاعين في هذا الميدان. بخلاف الدبلوماسية، الاعلام والعلاقات العامة، في الاقتصاد بالذات يوجد لاسرائيل عدة مزايا هامة: فضلا عن ذلك، فان هذا هو مجال قابل للقياس يمكن التأثير عليه بسهولة ورؤية النجاحات فيه.

تسجل اسرائيل انجازات في عدة جداول اقتصادية، مثل الناتج للفرد، والذي تجاوز مؤخرا ذاك الذي في اليابات. ولكن عندما نريد ان نفحص الى أي حد تعتبر اسرائيل جذابة للاستثمارات – والذي هو موضوع الكفاح ضد الـ BDS – يوجد جدول واحد هام لا يقل عن ذلك: جدول سهولة اجراء الاعمال التجارية للبنك الدولي، والذي يفحص مستوى البيروقراطية ووجع الرأس الذي يواجهه مستثمر يفتح مصلحة تجارية او يستثمر في اعمال تجارية في اسرائيل. في هذا الموضوع الانباء بشعة للغاية. لقد تدهورت اسرائيل في السنوات الاخيرة بثبات في هذا الجدول بدء من المرتبة 26 في العام 2006 حتى المرتبة 44 اليوم. وتبرز اسرائيل سلبا في بنود مثل تسجيل الاراضي (المرتبة 130)، دفع الضرائب (99) وانفاذ العقود (92).

مستثمر يفكر في الاستثمار في البلاد من شأنه ان يفزع من الاحتجاجات ضد “الاحتلال” وفي صالح “اطفال غزة”، ولكن من شأنه أن يفزع اكثر من حقيقة أنه سيحتاج الى 81 يوم عمل كي يسجل هنا عقارا؛ وسيحتاج الى عبور 15 اجراء مختلف كي يحصل على رخصة بناء؛ ومن اجل القيام باجراء قانوني، سيضطر الى ان يودع نحو 25 في المئة من مبالغ الدعوة، حتى لو فاز. ناهيك عن أن المصلحة التجارية في اسرائيل ينبغي أن تدفع ما لا يقل عن 33 نوعا من الضرائب والرسوم المختلفة، الامر الذي يقتطع ايضا زمنا طويلا.

بخلاف حملة الكراهية العالمية، فان هذه الجداول متعلقة بنا وبنا فقط، وسهل جدا التأثير عليها. لا حاجة للتجول في كل العالم واللقاء مع الاغنياء على انواعهم: يكفي احداث تغييرات بسيطة هنا، عندنا في البيت، في كنيست اسرائيل وفي الوزارات الحكومية: لتخفيض الضرائب، لتبسيط الاجراءات الادارية، لكسر الحواجز ولتفكيك مراكز القوة عديمة المسؤولية مثل الهستدروت او شركة الكهرباء. هناك حاجة فقط الى الارادة الطيبة، الزعامة وبعض السياسة.

أذكر شكاوى اليسار قبل نحو سنتين عن أن الغاز الطبيعي الذي عثرنا عليه من شأنه ان يجعل اسرائيل اقل حساسية للضغوط وللمقاطعات الاقتصادية. هذه صحيح. كلما قويت اسرائيل اقتصاديا، هكذا حملة التشهير من جانهم ستصبح سخيفة جدا. تصوروا عالما تقفز فيه اسرائيل الى العشرية الاول في جدول سهولة خوض الاعمال التجارية، حيث لا تكون جارتنا في الجدول كزاخستان وارمينيا، بل الولايات المتحدة، انجلترا وسنغاورة. عندما تتدفق الشركات من كل العالم الى صهيون للتمتع بمنظومة مريحة، وفيرة وجيدة للمستثمرين – فان النشطاء الصبيانيين مع القبعات الوردية سيبحثون عنا في الجوار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى