ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم / نكافح في سبيل تصميم الواقع الجديد في الجولان

اسرائيل اليوم – بقلم  عوديد غرانوت- 12/7/2018

ان الطائرة المسيرة السورية التي اعترضت امس، ليس قبل الاستيضاح التام بان ليس الروس هم من اطلقها، هي تذكير على الواقع الجديد الناشيء على الحدود الشمالية: جيش الاسد يعد الارضية لاعادة السيطرة على الجولان السوري، واسرائيل تشعر بالتزام عظيم للحرص على كرامة بوتين.

لقد فهمت اوساط الجيش الاسرائيلي، وعن حق، بان الاسقاط بالخطـ لطائرة مسيرة روسية قبل ساعات قليلة من لقاء نتنياهو في موسكو لن يساهم، على اقل تقدير، في نزع التزام اكبر من الزعيم الروسي تجاه الاحتياجات الامنية لاسرائيل في ضوء التطورات الاخيرة في سوريا.

هذا هو اللقاء الثالث لبوتين ونتنياهو منذ بداية السنة، والى جانب الابتسامات، المصافحات والاجواء الطيبة يوجد في القدس احساس من الاحباط جراء انعدام الرغبة، أو القدرة، الروسية، لدحر أقدام ايران وفروعها عن الساحة السورية.

ان انجازات الجيش السوري امام الثوار في جنوب غرب سوريا في الاسابيع الاخيرة تجسد هذا جيدا. فرغم الوعود والاتفاقات السرية التي بين الولايات المتحدة، روسيا، الاردن واسرائيل – فقد شارك مستشارون ايرانيون وميليشيات مؤيدة لايران في الهجمة لاحتلال المنطقة، والتي تمت بمساعدة القصف المكثف من سلاح الجو الروسي.

فضلا عن ذلك، ووفق شهادات عديدة، فان رجال الوحدة المختارة من حزب الله هم الذين خططوا وقادوا الخطوة لالحاق الهزيمة بالثوار في منطقة درعا، وساعدوا الجيش السوري في اعادة السيطرة على معبر الحدود مع الاردن. وقد فعلوا ذلك فقط ببزات الجيش السوري كي “لا يثيروا حفيظة اسرائيل”. وبالتالي من يضمن ان تكون هذه القوات المؤيدة لايران، الخفية أو العلنية شريكة ايضا في المرحلة التالية من المعركة، التي غايتها اعادة الاسد الى السيطرة في هضبة الجولان؟

عشية سفره الى موسكو كرر رئيس الوزراء مطلب اسرائيل ابعاد الايرانيين وحلفائهم عن كل الاراضي السورية، ولكن وزير الخارجية الروسي، لافروف أوضح بان هذا المطلب غير واقعي. وبتعبير آخر: هم هناك – طالما لم يطلب الاسد منهم الخروج.

في هذه الظروف، يحتمل أن يتعين على اسرائيل، اذا لم ترغب في الدخول في معركة عسكرية ضد الايرانيين في سوريا، ان تكتفي بأقل من هذا. أي ابعاد العناصر الشيعية عشرات الكيلومترات عن الحدود في هضبة الجولان وحرص جيش الاسد – الذي وافقت اسرائيل بالصمت على عودته الى قاطع الحدود – على تنفيذ اتفاقات الفصل من العام 1974.

يحتمل أن يكون ممكنا تجنيد موافقة بوتين على ذلك، رغم أنه في هذه الظروف لن يكون سهلا تشخيص ومنع انغماس العناصر الشيعية في داخل الجيش السوري في الجولان.

ان اللقاء الذي جرى امس في موسكو بين بوتين ونتنياهو هام في هذا السياق وينبغي الامل في أن تكون القمة التي ستعقد بين الرئيسين الروسي والامريكي في هلسنكي في سياق هذا الشهر تساهم في شيء ما في تغيير الواقع الجديد المتشكل في سوريا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى