ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم– نداف شرغاي يكتب _ بتخوف كبير وبأمل

اسرائيل اليوم– بقلم نداف شرغاي – 11/6/2021

” حكومة التغيير تواجه تحديات غير قليلة  في ان يبقى جناحها اليميني على ولائه لليمين والا يخضع للضغوط الخارجية والداخلية. واختباره سيكون ليس فقط حماية الاستيطان بل وتطويره أيضا “.

ولعل الشيطان ليس فظيعا بهذا القدر؟ ولعل “حكومة التغيير” التي تعلق لنا الان في الحلق، ستكون مع ذلك محتملة فنتفاجأ ايجابا؟ كنا جدا نريد أن نصدق ومع ذلك يصعب علينا، وفي كل الاحوال هذا لن يحصل من تلقاء ذاته. 

لاول مرة في تاريخ دولة اسرائيل، يشارك في الحكومة حزب عربي يتماثل ايديولوجيا مع الاخوان المسلمين (جسم اعلن كمنظمة مارقة في عدة دول). عباس ورفاقه الى جانب بينيت ولبيد، يكنسون ذلك حاليا تحت البساط. ولكن من هو علاقته مع مخربين قتلة، مع “الجناح الشمالي” غير القانوني او مع التحريض في موضوع الحرم – ثبت منذ الان بانه “مرفوض الزواج” في كل موضوع امني بالمعنى الاوسع للكلمة. ستكون بالتالي حاجة لبناء  حائط حديدي ومد خط احمر فاقع بين “الاجندة المدنية” لراعم، المشروعة، وبين الاجندة التآمرية والخفية لها كما تبسط اليوم هناك في   صفحات هذا العدد من ملحق اسرائيل هذا الاسبوع.

البطن تتقلب أيضا حين تترك مالية الدولة سائبةفي يدي رئيس حزب الكراهية، رجل المقاطعة والنبذ، من اقترح قبل ثلاثة اشهر فقط ارسال الحريديم على شريط متحرك نحو المزبلة. ورغم ذلك، يرغب القلب في أن يصدق بان ليبرمان سيوضح، وليس فقط بالكلام، من أنه على “الشريط المتحرك” في طريقه الى المزبلة سيحمل الان بالذات أيديولوجيا الكراهية. الرسم البياني التعليمي لنظرية احتواء خصومه واحتياجاتهم، سيتعين عليه أن يكون منحنيا جدا اذا كان يرغب في أن يقنعنا بانه بالفعل اصبح وزير المالية لنا جميعا. 

المخاوف شديدة أيضا بالنسبة لجهاز القضاء، الذي بقدر كبير امسك بيديه في السنوات الأخيرة حبال الحكم بل وحل في مجالات عديدة محل القيادة المنتخبة. ومع ذلك، فالامل هو أن ينجح جدعون ساعر وآييلت شكيد، حتى في الظروف المقيدة لـ “حكومة الوحدة” في ان يضعا حدودا لمحكمة العدل العليا؛ ان يقيدا قوتها، يلجما حكم الموظفين والمستشارين القانونيين، الذين اصبحوا عمليا مدراء الدولة، وان ينوعا قائمة القضاة بشخصيات من التيار المحافظ. 

عميقا عميقا يتسلل حتى الاشتباه بان بينيت، شكيد، ساعر والكين، الذين لا يزالون من اليمين – سيغيرون رأيهم مثلما فعل شارون وأولمرت. يبدو هذا شبه مدحوض، ولكن عندها أيضا رفضنا أن نصدق ذلك. بالمقابل، فان الجزء المتفائل الذي فينا يصلي لان يواصلوا رؤية الأمور من هناك مثلما يرونها من هنا: الا “يتحولوا”. ليس امام الضغط الشديد من الخارج، وليس امام الاغراء ليظهروا في صورة جميلة، وليتحصنوا من اجل نيل التسويغ الإعلامي.

“ورقة الفحص” التي سيختبر عليها ولاؤهم للطريق، ستكون الاستيطان اليهودي في القدس وفي يهودا والسامرة. وهم سيعتبرون ليس فقط في قدرتهم على الحفاظ عليه بل وأيضا في قدرتهم على ان يواصلوا تطويره في الظروف الصعبة التي نشأت الان. فبايدن سيحاول عرقلتهم. ميرتس، العمل وراعم، سيساعدونه. وسيتعين على بينيت ان يثبت بانه صامد- ليس مثل نتنياهو، الذي فشل في موضوع الاستيطان وغير مرة جمده – بل انه افضل بكثير من نتنياهو. 

فضلا عن كل هذا، بودنا أن نصدق انه في كل ما يتعلق بمعايير السلوك والشفافية تجاه الجمهور ستكون هذه بالفعل حكومة تغيير. ان تحترم الاتفاقات، ان تحل الحقيقة محل الكذب، الحديث المحترم محل الشتائم، والاحتواء محل الاقصاء. فكل شيء يمكنه أن يكون مختلفا  لو انه فقط … ربما الان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى