اسرائيل اليوم – مقال -7/11/2012 خط واشنطن – القدس
بقلم: دان مرغليت
غطت وسائل الاعلام الاسرائيلية الانتخابات في الولايات المتحدة بصورة محمومة وكأنهم هناك هم الاسرائيليين هنا.
غطت وسائل الاعلام الالكترونية في اسرائيل المعركة الانتخابية المنتهية في الولايات المتحدة بصورة لم يسبق لها مثيل، ويبدو كأن جميع مقدمي التلفاز قطعوا المحيط ليرسلوا التقارير من القوة العظمى، وبقي في البلاد قليلون فقط كي يوجد من يفتتحون البث من هنا في نشرات المساء.
في هوامش ذلك كانت لحظات خامرني فيها شعور بالمبالغة وكأن التغطية الالكترونية واسعة وعميقة جدا ولا تنتشر فقط بسبب الأهمية التي لا يُشك فيها للنتيجة بالنسبة لمستقبل اسرائيل بل لأنه يوجد عند فريق من الجمهور عندنا نوع رغبة خفية في ان يكونوا امريكيين شيئا ما وكأنهم نحن بقدر ما.
في جيلي الكبير السن الذي رفض دائما تصور “الوطن الثاني” كان حجم ارسال التقارير المصورة والمذاعة كبيرا جدا. ومع ذلك فمن الواضح ان انتخاب الرئيس الامريكي هو دائما حدث عظيم الأهمية بالنسبة لاسرائيل. ماذا كانت ستكون خريطة الشرق الاوسط لو خسر هاري ترومان الانتخابات في 1948 في ذروة حرب التحرير؟ لا نعلم، وبخاصة ان الحزب الخصم آنذاك – الجمهوري – كان مصابا في تلك السنوات بقسم منه أيد تصور التمايز الذي كان يطمح الى رؤية الولايات المتحدة منطوية بين محيطيها.
كانت عدة معارك أثارت “لو” فيها تساؤلات. فقد كان انتخاب جون فيتس جيرالد كنيدي تهديدا لا يُستهان به للمشروع الذري في ديمونة، وماذا كان سيكون مصيره لو أنه تم انتخابه مرة ثانية؟ ان وجود وريثه لندون جونسون شكل مكانة اسرائيل بعد حرب الايام الستة وكان مختلفا جدا عن الادارة الجمهورية التي كانت تتولى زمام الحكم بعد عملية سيناء في 1956، وكان ذلك مصيريا. مثل وجود ريتشارد نيكسون في البيت الابيض في اثناء حرب يوم الغفران والرئيسين من عائلة بوش في معركتي العراق.
في السنين 1977 – 1981 تولى الرئاسة الرئيس جيمي كارتر ولولاه لما وقع اتفاق السلام مع مصر، وفي المقابل أكان من هو أعظم ضررا منه بالمساومة مع الفلسطينيين؟.
ستُسجل انتخابات 2012 على أنها معركة مصيرية من النوع الذي ذكرناه في مفترقات زمن سابقة لأنه يظهر في هذه المرة انتظار اسرائيلي متميز يتعلق باستمرار السلوك الامريكي لمنع حصول ايران على القدرة الذرية. ان المرشحين ملتزمان لكن ماذا سيكون ايقاع عملهما بعد ان أُغلقت صناديق الاقتراع أمس؟ ان هذه الاسئلة ليست نظرية فقد كانت فروق بين الأمل والتحقيق منذ زمن بعيد.
ان التأثير المباشر في اسرائيل في الانتخابات الحالية فوري لأنها هي ايضا في ذروة معركة سياسية. ان افتراض المحللين الرائج هو ان فوز ميت رومني سيكون بمنزلة دعم لبنيامين نتنياهو أما انتخاب براك اوباما من جديد فسيعزز منتقديه في اليسار وفي المركز. هذا الى ان اهود اولمرت ينتظر في الولايات المتحدة مفترضا ان يستطيع ان يحظى بصورة مشتركة مع الرئيس العائد الى البيت الابيض كي يبدأ حملته الانتخابية.
هذه افتراضات وتحليلات فقط. وستصبح رمادا اذا انتُخب المرشح الذي ينافس من يأملونه. ان مصير مرشحي البيت اليهودي الذين اختاروا في هذا اليوم خاصة اجراء انتخابات تمهيدية في حزبهم سيء ومرير لأنه من سيتكرم عليهم بعنوان صحفي؟.