اسرائيل اليوم – مقال – 5/3/2012 قُبيل القمة: ايران ليست كوريا الشمالية
بقلم: زلمان شوفال
ليست ايران مثل كوريا الشمالية التي أعلنت تعليق برنامجها الذري فكل ما تفعله ايران هو لكسب الوقت ولخداع الغرب وهي ماضية الى الأمام في احراز هدفها.
أعلنت الادارة الامريكية في توقيت كامل – ولو كنا متشككين لأضفنا انه كامل جدا – قبل وصول رئيس حكومة اسرائيل الى واشنطن ان كوريا الشمالية وافقت على تعليق جميع نشاطاتها لتخصيب اليورانيوم وتجريب صواريخها بعيدة المدى، وماذا تطلب مقابل ذلك؟ سيزودها الامريكيون فورا بـ 240 ألف طن من مختلف أنواع الأغذية. وكأن واشنطن تقول موجهة نظرها الى القدس: “ها أنتم ترون ان الدبلوماسية تنجح وان العقوبات الاقتصادية ناجعة فينبغي عدم التعجل في الأخذ بخطوات عسكرية”. وقالت وزيرة الخارجية كلينتون ايضا في استماع في مجلس النواب الامريكي ان “الحوار مع ايران لم يتقدم في الحقيقة لكن زاد الضغط عليها ونحن نعتقد ان للضغط الاقتصادي تأثيرا في اتخاذ القرارات في ايران”.
غير ان ايران ليست كوريا الشمالية وكل موازنة بينهما مضللة وغير ذات صلة. ان كوريا الشمالية التي أصبحت مسلحة بقنابل ذرية تبرهن على ان العقوبات الاقتصادية ليست ناجعة دائما وعلى ان دولة عرجاء جائعة مثلها تستطيع احراز مطلوبها حينما تكون ذات تصميم، هذا الى كون ايران غنية بالنفط وبرغم ان اقتصادها قد تضرر من العقوبات الاقتصادية (العاضة) التي فُرضت عليها، فان مواطنيها ما يزالون بعيدين عن معاناة الجوع كما في كوريا الشمالية. ويشير الامريكيون الى تشابه بين استعداد ايران وكوريا الشمالية لاجراء محادثات دبلوماسية مع الجهات الدولية، لكن العنوان متشابه في هذا الشأن ايضا؛ ليس هدف بيونغ يانغ من اجراء المحادثات تخفيف العقوبات فقط والحصول على رزم أغذية بل ضمان استمرار حكم عائلة كيم ايضا، فهي تملك قنبلة أصلا وهي بخلاف ايران الأصولية، ليست لها أهداف عقائدية أو أهداف هيمنة على المنطقة التي تقع فيها، وليست لها مطامح الى “محو دول اخرى من فوق البسيطة” (برغم أنها ما كانت لتعارض لو استطاعت السيطرة على جارتها الجنوبية). وكوريا الشمالية ايضا غير متعجلة ولهذا فهي غير مهتمة بتعجيل ايقاع المحادثات، بالعكس، انها معنية بأن تطول ما بقي يتدفق الغذاء عليها.
وطهران في مقابلة هذا معنية باجراء محادثات دبلوماسية زمنا محدودا فقط الى ان تجتاز بنجاح السقف التقني الذي يُمكّنها من التوصل الى هدفها الذري. وينتج عن هذا ان الاجراء الدبلوماسي بالنسبة لايران هو حيلة للاستمرار في جهودها في اتجاه الذرة.
برغم ان الرئيس اوباما نشر عشية لقائه مع نتنياهو سلسلة تصريحات حازمة وأضاف ان تحذيره ليس “حيلة دعائية”، فانه ينبغي ان نفترض ان متخذي القرارات في طهران ايضا يُخمنون ان الرئيس/ المرشح اوباما لن يريد حتى تشرين الثاني ان يكون في وضع يضطر فيه الى الاعتراف بفشل المسار الدبلوماسي أو الانجرار بصورة ايجابية أو سلبية الى تحقيق الخيار العسكري سواء كان خيار امريكا أو اسرائيل.
يعتقد اوباما كما قال ان أفضل طريقة لجعل ايران تمتنع عن احراز سلاح ذري هي ان تدرك “أن هذه مصلحتها”. وأضاف ليعزز زعمه ان “ايران دولة عقلانية”.
لكن السؤال هو هل تشبه “عقلانية” آيات الله في طهران الذين زادت قوتهم السياسية على أثر الانتخابات هناك، عقلانية الرئيس في واشنطن.