ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم – مقال -5/11/2012 رد غير مهندم على تصريح غامض

بقلم: دان مرغليت

ان سلوك أبو مازن وزملائه في السلطة الفلسطينية يثبت أنهم لا يريدون مفاوضة اسرائيل برغم زعمهم خلاف ذلك.

       ان رد الحكومة على المقابلة الصحفية التي أجراها أبو مازن لـ أودي سيغال في القناة الثانية كان فظا خشنا غير حذر. فقد عزز الكلام الذي كتبه مختصو وزارة الخارجية بقيادة افيغدور ليبرمان وفحواه ان نظرة اسرائيل الرسمية الباردة للتفاوض مع الفلسطينيين لا تُمكّن دبلوماسييها في العالم من عرض برنامج عمل ينافس ذاك الذي ينشره أبو مازن.

          كان يجب على بنيامين نتنياهو والوزراء ان يقولوا انهم يتقبلون بالمباركة اعلان أبو مازن لأنه يتخلى عن حقه في العودة الى صفد؛ وأن يطلبوا اليه ان يجمع المؤسسات المخولة من السلطة الفلسطينية للمصادقة على اعلانه باعتباره سياسة شعبه الرسمية؛ وان يتحدوا اهود اولمرت في الفرق بين هذا التصريح وبين الاقتراح الذي قدمه للفلسطينيين الذي اشتمل على دخول لاجئين الى داخل اسرائيل وطرحه أبو مازن في القمامة الدبلوماسية (كما فعل مثل ذلك ياسر عرفات بتشجيع من أبو مازن لاحباط مهادنة اهود باراك في كامب ديفيد في سنة 2000).

          إنني باعتباري أعتقد ان نتنياهو فنان في الحيل الدعائية السياسية – كما ثبت في خطبته الذرية في الامم المتحدة – لا أفهم كيف لم يأمر أمام عدسات التصوير بمهاتفة رام الله فورا واقتراح لقاء عاجل مع أبو مازن. ان عدم وجود هذه الاجراءات جعل دبلوماسيين غربيين اصدقاء يزعمون أمس ان رد الحكومة المتحفظ يُثقل عليهم دفع توجه أبو مازن الى الامم المتحدة للاعتراف بالسلطة الفلسطينية بأنها دولة غير عضو فيها.

          ان النغمة تصنع الموسيقى وعلى الحكومة ان تقف عند ذلك ايضا في فترة انتخابات، ومع ذلك فمن الواضح ان المقابلات الصحفية الاختراقية لا تُطلق في فترة انتخابات. لأن الدبلوماسية في هذه الاشهر تكون في شلل. انقض اولمرت وتسيبي لفني أمس على الحكومة ودافعا عن أبو مازن ودعما منتقدي اسرائيل في العالم لكنهما يعلمان أفضل من الجميع انهما لم ينجحا وهما الباحثان عن السلام في نظر أنفسهما ثلاث سنين كاملة في التوصل الى اتفاق مع أبو مازن. لماذا؟ هل شوش نتنياهو عليهما ذلك من المعارضة؟.

          شمل اولمرت لاجئين فلسطينيين في داخل الخط الاخضر؛ وأبلغ أبو مازن اقتراحا لن يحصل على أكثر منه هوادة من أية حكومة اسرائيلية اخرى؛ ووعد أبو مازن بالعودة في الغد الى القدس واختفت آثاره منذ ذلك الحين – 2009. فمن أين يأتي اولمرت بالوقاحة وبالاستعداد لخدمة أبو مازن وكأنه “شريك”؟.

          كل ذلك حق ومستقر حتى قبل ان تنجم الدعوى الاخيرة: فأمس محا أبو مازن تفسير اولمرت ولفني الحلو وأعلن ان حق العودة مقدس وأنه بصورة شخصية غير معني بالعودة الى صفد لكن اخوته جميعا لهم الحق الكامل في العودة الى داخل اسرائيل.

          تُدبر حكومة اسرائيل امورها في عدم نظام يجعلنا نرتاب في أنها لا تعزز استعداد نتنياهو للسعي الى انشاء “دولتين للشعبين”. لكن ماهية سلوك أبو مازن وزملائه تثبت فوق كل شك أنهم يعارضون هذه المصالحة بشدة ولولا ذلك لما اشترطوا على نتنياهو شروطا سابقة لمجرد اجراء التفاوض، لم يشترطوها على أسلافه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى