اسرائيل اليوم – مقال -30/10/2012 الوحدة: مقامرة سياسية كبيرة
بقلم: ايزي لبلار
ان الوحدة بين الليكود واسرائيل بيتنا قد تكون تعزيزا لكليهما لكن عدم استقرار المحيط الداخلي والخارجي قد يغير الصورة.
ان حسما كذلك المتعلق بالوحدة بين الليكود واسرائيل بيتنا، يتم اعتمادا على توصيات مستشار سياسي اجنبي من غير مشاورة مسبقة ومن غير أخذ في الحسبان معقول لقادة كبار آخرين في الحركتين، يعبر تعبيرا سلبيا عن الديمقراطية الداخلية في الحزبين وعن مسؤولية قائديهما.
اذا أخذنا في حسابنا الصفقة الانفعالية التي أتمها نتنياهو مع كديما في أيار الاخير والتي نُفذت هي ايضا من غير تخطيط مسبق مناسب والتي انفجرت انفجارا مُدمرا في وجهه، فمن السائغ ان نشك في تقديره في حالات كهذه. وكذلك يُسأل هل خطط تخطيطا كافيا للمبادرة المشتركة الحالية.
أي اتفاقات تم صوغها في شأن تجنيد الحريديين وفي شؤون دين ودولة اخرى كالتهويد والزواج وعمل المؤسسة الدينية والتي كان نتنياهو وليبرمان مختلفين فيها في الماضي؟ وهل توصلا الى اتفاق واسع على المسيرة السلمية؟ وهل تباحثا في شؤون حقوق المواطن التي كانا مختلفين فيها في الماضي؟ وهل لهما رؤيا تتعلق بائتلاف في المستقبل لا يقوم بالضرورة على الاحزاب الحريدية؟ وهل أحرز نتنياهو وعداً بأن يكف ليبرمان عن النقض عليه وتوبيخه على الملأ؟ وهل أخذ نتنياهو في حسابه حقيقة ان يوصي المستشار القانوني للحكومة بعد ذلك بتقديم لائحة اتهام على ليبرمان في قضايا فساد؟.
هذه موضوعات يستحق المصوتون ان ينالوا توضيحا لها.
يوجد خطر ان يفقد الحزبان مصوتين بدل ان يقويا وهما اللذان يتوقع ان يحصلا الآن على 43 نائبا. فاذا كان الامر كذلك فماذا ستكون جدوى القائمة الموحدة؟ قد يعارض فريق من مصوتي الليكود الشرقيين واولئك الذين يميلون الى توجهات أكثر ليبرالية ارتباطهم بحزب قاعدته علمانية – روسية غير مُصالِحة. وقد ينشق فريق من مصوتي اسرائيل بيتنا بسبب غضبهم لأن جهودهم للحد من قوة الحريديين المفرطة ستضعف أو لأن حزبهم سيُنقل الى مركز الخريطة السياسية.
افتخر نتنياهو وبحق بأنه نقل مركز ثقل السياسة الاسرائيلية الى الاجماع في المركز. وقد يكون اجراؤه الاخير علامة على تغيير نهج صارم ومرونة أقل كثيرا. فهل هذا هو الهدف الذي نصبه لنفسه؟.
قد يكون الناتج المصاحب الايجابي المحتمل لهذه الوحدة محو احزاب أصغر، وصعود منظومة من ثلاثة احزاب واصلاحا لطريقة الانتخابات الحالية. لكن هل تم الحصول على اتفاقات أو هل صيغت استراتيجيات محددة لتحقيق هذه التغييرات؟.
ستكون الرابحة من هذا الاجراء بلا شك احزاب العمل لشيلي يحيموفيتش و”يش عتيد” ليئير لبيد، وشاس كما يبدو. والسؤال المركزي هو هل ستتشكل حكومة وحدة أوسع يبقى فيها اجماع يقوم على سياسة المركز أم هل تنتقل القيادة السياسية للدولة نحو اليمين العميق.
من غير ان نأخذ في اعتبارنا مسألة من يكون الفائز في انتخابات الولايات المتحدة، فان اسرائيل تنتظرها تحديات عالمية لا مثيل لها في خلال السنين القريبة، وان حكومة وحدة واسعة ستخدم مصالحها بصورة صحيحة. ان موضوع الذرة الايرانية هو تهديد وجودي بعيد الأمد. وقد تتجدد الدعوات الى تجديد التفاوض اعتمادا على خطوط الهدنة التي لا تمكن حمايتها في 1949 باعتبارها نقطة البدء. ونحن نواجه تجديد الارهاب على حدودنا كلها وتوجد تحولات وعدم استقرار في أنحاء العالم العربي.
من المفارقة الشديدة وبرغم الاعلام المعادي لنتنياهو، فان رئيس حكومتنا تبين انه سياسي حقيقي وما يزال عظيما اذا ما قيس بكل منافس محتمل في الزعامة. فسياسته مع الفلسطينيين – الاستعداد للقيام بتنازلات كبيرة اعتمادا على مبدأ التبادلية مع الامتناع عن تنازلات من طرف واحد – تتمتع بتأييد الأمة كلها. وبرغم المحاولات الدائمة لتنفيذ عمليات فقد تم الحفاظ على مستوى أمني عالي.
ان مشاركة نتنياهو السابقة في الاقتصاد الاسرائيلي، مع نجاحه في اقناع ستانلي فيشر في ان يتولى عمل محافظ بنك اسرائيل مكّنا اسرائيل من الثبات للانهيار الاقتصادي العالمي أكثر بكثير من اقتصادات اوروبا وشمال امريكا. وتم علاج شؤون الاحتجاج الاجتماعي وفي حين ما تزال توجد حاجة الى القضاء على قوة الاتحادات التي تملكها عائلات، فان الشأن المهيمن على المعركة الانتخابية قد يكون الأمن لا الاقتصاد. فهل يُضعف نتنياهو نفسه الآن بالقائمة الموحدة مع ليبرمان؟ ان كل شيء محتمل في محيط سياسي متقلب كهذا. والايام ستخبرنا.