اسرائيل اليوم – مقال – 28/2/2012 نجح الهجوم على المفاعل الذري لكن هناك من يُعيد كتابة التاريخ
بقلم: اهارون لبيدوت
كان تدمير اسرائيل للمفاعل الذري العراقي عملا سليما صحيحا برغم أنها تلقت تنديدا من جهات كثيرة في العالم.
اختار المحلل الكبير في القناة الثانية، امنون ابراموفيتش، في الاسبوع الذي نتذكر فيه مرور عشرين سنة على موت مناحيم بيغن ان يحاول ضعضعة واحدة من العمليات الناجحة التي تم تنفيذها في فترة ولاية رئيس الحكومة الراحل وهي مهاجمة المفاعل الذري العراقي في حزيران 1981.
قال ابراموفيتش (باقتباس غير مباشر) ان ليس سلاح الجو هو الذي وضع حدا للبرنامج الذري العراقي بل الغزو الامريكي للعراق بعد ذلك بعشر سنين (عاصفة الصحراء، 1991). وليس هذا فقط بل ان العملية أضرت باسرائيل وجرت خلفها تنديدا دوليا بل أحرزت نتيجة مضادة لما أرادت اسرائيل احرازه لأن العراق زاد في جهود تسلحه بالسلاح الذري بعدها.
لنبدأ أولا بالحقائق: لم ينجح العراق بعد الهجوم في تطوير سلاح ذري ولم يُعد بناء المفاعل الذي دمره سلاح الجو ألبتة. ووجدت برامج ووافقت فرنسا على المساعدة مترددة – لكن صعابا تمويلية وسياسية طوت الخطط. وفي حرب الخليج في 1991 دمر الامريكيون ببساطة أنقاض المفاعل التي بقيت خاوية على عروشها عشر سنين.
بل ان وزير الدفاع الامريكي آنذاك ديك تشيني أرسل الى سفير اسرائيل في الولايات المتحدة، دافيد عبري، الذي نُفذ الهجوم تحت قيادته، صورة لقمر صناعي للمفاعل المدمر كتب عليها “مع الشكر والتقدير، سهلتم مهمتنا في عاصفة الصحراء”.
ما الذي حدث مع كل ذلك؟ يعتمد ابراموفيتش على كلام عدد من العلماء العراقيين (مثل خضر حمزة) زعموا ان صدام الغاضب أمر بتحويل البرنامج الذري الى عسكري وسري، وانتقال الى تخصيب اليورانيوم بواسطة آلات الطرد المركزي وقد وجدت مثل هذه حقا في العراق. لكن البرنامج الذري العراقي أوقف في واقع الامر ولم يُنتج حتى ذيل قنبلة. وأنفق صدام جهوده على المدفع الضخم لجورج بول، مع تحسين المدى والدقة لصواريخ سكاد وتطوير سلاح كيماوي ظهر في حرب الخليج الاولى ايضا.
في حرب الخليج الثانية ايضا التي كان سببها نزع سلاح الابادة الجماعية الذي جمعه صدام حسين في مستودعاته، اضطر المشاركون جميعا من الرئيس بوش فمن دونه الى الاعتراف بعد ذلك بأنه لم توجد أي دلائل على هذا السلاح.
وفيما يتعلق بالتنديد تلقت اسرائيل حقا تنديدات من جميع الجهات ومنها الامم المتحدة بل من الامريكيين الذين لم يطلعوا على سر العملية وغضبوا لأنهم فوجئوا. وقد بالغ وزير الخارجية الذي قال “جُن بيغن”. بيد ان وخز الوزير قد يضعف قليلا اذا ذكرنا ان الحديث عن كاسبر واينبرغر وهو مؤيد معروف لاسرائيل يذوي بسببه جونثان بولارد في السجن حتى هذا اليوم.
لكن الخطوات العملية التي صاحبت هذه التنديدات، وتعالوا نعترف بحقيقة ان اسرائيل كانت ستتلقاها حتى لو أهبطت فوق علماء المفاعل رزما من الشكولاتة السويسرية الفاخرة قد انحصرت في تأخير التزويد بأربع طائرات اف 16 مدة شهرين.
لخص الامر بصدق الرئيس بيل كلينتون في سنة 2005 إذ قال: “أعتقد بالنظر الى الوراء ان اسرائيل فعلت شيئا جيدا جدا حينما قصفت المفاعل الذري العراقي أوزيراك”.