اسرائيل اليوم – مقال – 25/10/2012 اسقاط المسؤولية عن قطاع غزة عن كاهلنا
بقلم: أوري هايتنر
يجب على الحكومة الاسرائيلية ان تبارك كل خطوة تفصل اسرائيل عن قطاع غزة ومنها زيارة حاكم قطر للقطاع.
قبل سبع سنوات نفذت دولة اسرائيل واحدا من الاعمال الصادمة الأقسى والأشد ايلاما في تاريخها. فقد اقتلعت منطقة استيطان اسرائيلية كاملة، وانسحبت الى خطوط 1949 الى حدودها مع قطاع غزة وأحدثت شقاقا فظيعا في الشعب.
كان يفترض ان يكون مقابل الانسحاب هدوءا على الحدود. وقد وعدونا بأنه اذا استمر الارهاب مع كل ذلك فان اسرائيل ستضرب الفلسطينيين بكامل القوة ضربة شديدة مؤلمة بعد الرصاصة الاولى، وسيؤيد العالم كله الرد الاسرائيلي القاسي.
دفعت اسرائيل كامل الثمن وهو الانسحاب حتى آخر ملليمتر واقتلاع اليهودي الاخير. وقد أفضى الانسحاب في واقع الامر الى تصعيد لم يسبق له مثيل للارهاب واطلاق القذائف الصاروخية. وبرغم ذلك ضبطت اسرائيل نفسها ثلاث سنوات ونصف سنة الى ان ردت بهجمات عملية “الرصاص المصبوب”. ولم يكن الرد فقط بعد الانسحاب بل بعد ضبط طويل للنفس، لكن الدعم الدولي عبرت عنه افتراءات غولدستون والقوافل البحرية على اختلافها.
كان المقابل الرئيس عن الانسحاب يفترض ان يكون الانفصال عن غزة بالفعل. لكن كان انسحاب ولم يكن انفصال. واستمرت اسرائيل في السلوك وكأنها مسؤولة عن غزة، وعلى اطعام مطلقي النار عليها وعلى تزويد الفلسطينيين بالكهرباء من محطة مستهدفة لهم باعتبار ذلك هدفا نوعيا استراتيجيا. وفي الفترات القاسية جدا من ارهاب القذائف الصاروخية ايضا، حينما كانت الحياة في النقب الغربي غير محتملة، استمرت مئات الشاحنات تنقل السلع الى قطاع غزة في كل يوم.
ولما كنا نرى أنفسنا مسؤولين عن غزة بعد ان انسحبنا منها، فان العالم يرانا كذلك ايضا. ان اسطورة الـ “الحصار” صار لها مستمسك في أنحاء العالم، وتتلقى اسرائيل التنديد بها من كل جهة بسبب ذلك. وحينما تم الكشف عن وثيقة تشير الى تخطيط اسرائيل كيف تمنع ازمة انسانية عن العدو الذي يطلق النار على مواطنين، وما هو التركيب الغذائي الضروري الذي ينبغي تزويد القطاع به لمنع ازمة كهذه، عُرضت على أنها “وثيقة تجويع”. وفي المقابل فان السلطة الفلسطينية في غزة لا يُطلب اليها تحمل مسؤولية ألبتة عن مواطنيها. فانها لو أصدرت فقط أمرا بسيطا بوقف اطلاق القذائف الصاروخية على مواطني اسرائيل لما وجدت كل القيود على التزويد بالسلع.
حانت ساعة الانفصال بعد سبع سنوات من الانسحاب من غزة واقتلاع غوش قطيف. فيجب على اسرائيل ان تنفصل عن كل مسؤولية عن غزة. وعلى حكومة اسرائيل ان تعرض جدولا زمنيا قصيرا، تعرضه على الفلسطينيين والعالم وعلى نحو ثابت منظم من اجل الانفصال.
لا يوجد ما يدعو الى ان يكون أنبوب أوكسجين الفلسطينيين في غزة اسرائيليا. فالفلسطينيون جزء من العالم العربي، وعلى العالم العربي ان يساعدهم. وان فتح الحدود بين مصر وقطاع غزة خطوة ايجابية من جهة المصلحة الاسرائيلية وكذلك ايضا المساعدة القطرية لحكومة حماس.
نددت حكومة اسرائيل في رد بافلوفي بزيارة أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني لقطاع غزة وعرضتها على أنها خطوة تأييد لمنظمة ارهاب. وهذا رد خطأ. يجب على اسرائيل ان تبارك كل خطوة تفصل غزة عنا وتربطها بالعالم العربي. فكل خطوة تشجع التطوير المدني لقطاع غزة مرغوب فيها ومباركة، وأي الأطراف تستثمر في هذا التطوير إن لم تكن الدول العربية الغنية؟ يحسن ان تتحمل الدول العربية المسؤولية عن اعادة تأهيل “اللاجئين” ايضا لحل هذه المشكلة التي انشأتها بسياستها المعادية لاسرائيل. ان زيارة حاكم قطر خطوة ايجابية قد تدفع الى الأمام بانفصالنا عن قطاع غزة.