اسرائيل اليوم – مقال -24/10/2012 الولايات المتحدة: كواسر المساواة في الطريق الى صناديق الاقتراع
بقلم: ابراهام بن تسفي
بعد ان انتهت المواجهات التلفزيونية بين مرشحي الرئاسة في امريكا بفوز طفيف لاوباما ستكون القاعدة التنظيمية والمعطيات الاقتصادية عاملي الحسم في تحديد من هو الرئيس القادم.
أول أمس، في الحرم الجامعي لجامعة لين بعد مضي 90 دقيقة اخرى من الصدام، انتهى موسم المواجهات التلفزيونية بين الرئيس براك اوباما وخصمه الجمهوري ميت رومني. وبعد نحو من ثلاثة اسابيع كانت اللقاءات الاربعة على الشاشة الصغيرة (وفيها المواجهة بين المرشحين لوظيفة نائب الرئيس) في مركز الاهتمام والاصغاء العامين، نسأل هل بقي في صندوق أدوات الطامحين الى الرئاسة سلاح ما قد يساعده على الدخول الى البيت الابيض. لأنه برغم نجاح الرئيس النسبي في اللقاءين الاخيرين، لم ينجح بعد في ان يغير لصالحه بصورة أساسية واضحة اتجاه المعركة وذلك بسبب فشله الحاد في دنفر الذي منح خصمه الجمهوري زخما عظيما دفعة واحدة.
ينبغي ان نؤكد في هذا السياق ان مجال مداورة مرشحي الرئاسة محدود الآن لأن كاسر التساوي الحقيقي قد يوجد خاصة في خارج سيطرتهما وتأثيرهما. والحديث عن معطيات عن نسبة النمو في الاقتصاد الامريكي في الربع الاخير، قد تُنشر يوم الجمعة القريب، وعن معطيات البطالة عن شهر تشرين الاول، التي ستصدر بعد اسبوع في الثاني من تشرين الثاني – قبل ان يتجه المواطنون الامريكيون الى صناديق الاقتراع بأقل من اسبوع. لا مُخالف عن ان مجموع معطيات مشجعة ورسائل متفائلة – إن وجدت – سيعزز مكانة الادارة في الساحة، بعد ان كانت هذه الموضوعات الى الآن على الأقل نقاط ضعفها المركزية، ويصدق ذلك بصورة خاصة اذا أخذنا في حسابنا ان نسبة البطالة الحالية في عدد من الولايات الرئيسة المترددة حيث ما تزال المعركة فيها متقاربة (مثل اوهايو وإيفا وفسكونسن) أدنى من النسبة القطرية – وهذه حقيقة قد يكون معناها مفرطا اذا استمر اتجاه التحسن هذا. ويجوز ان نذكر، انه على خلفية المعركة المتقاربة جدا، تستطيع معطيات اقتصادية تُخيب الآمال ان تكون كاسرة للتساوي وتحبط بذلك طموح الرئيس الرابع والاربعين الى ان يضمن لنفسه اربع سنوات اخرى في البيت الابيض.
بعد ان بدأ هدير المدافع التلفزيوني يضعف، قد ينحصر الصراع الآن في الصعيد التنظيمي. وينبغي ان نذكر في هذا السياق انه يوجد عدم تناسب راسخ وأساسي بين الحزب الديمقراطي وخصمه الجمهوري. ففي حين يشعر القسم الأكبر من المعسكر الجمهوري (ولا سيما في أعقاب نجاح رومني في المواجهة الاولى) بالتزام عميق للنهج السياسي والعقائدي لحزبه، وسيزور صناديق الاقتراع على كل حال وكل وضع (دونما صلة بحالة الجو)، توجد في الحزب الديمقراطي هوامش وجيوب واسعة لمؤيدين “ليّنين”. وستكون مهمة مقر العمل الديمقراطي التحقق من وصول مجموعات المناصرين هذه (ومنهم مصوتون من أصل افريقي امريكي واسباني) الى صناديق الاقتراع في السادس من تشرين الثاني.
قبل اربع سنوات جند المجتمع الافريقي الامريكي نفسه بصورة لم يسبق لها مثيل من اجل انتخاب اوباما، لكن الامور تختلف اليوم. فالبيت الابيض لم يُلبي توقعاته التي بلغت عنان السماء في جميع المستويات. ويُقال ذلك ايضا في المجتمع الاسباني العظيم الأهمية الذي قد يصوت 10 في المائة من اعضائه في الانتخابات. ان 70 في المائة منهم سيمنحون اصواتهم لاوباما وذلك خاصة بسبب مواقف الحزب الجمهوري المتشددة من قضية الهجرة غير القانونية من المكسيك. ولا يجوز ان ننسى ايضا وجود تجمعات كبيرة من المصوتين الاسبانيين في عدد من الولايات الرئيسة مثل فلوريدا وكولورادو ونيفادا. وليس السؤال لمن سيُمنح “الصوت الاسباني” في أكثره بل ماذا ستكون نسبة تصويت هؤلاء السكان، بالفعل.
قد تحل محل الخطب الفصيحة عشية الحسم، القاعدة التنظيمية وقدرة نشطاء الميدان على استغلال الطاقة الانتخابية الكامنة لحزبيهما في كل ركن واقليم وحي وشارع. ولم يبق سوى ان ننتظر السادس من تشرين الثاني لنرى أي حزب سينجح في ترجمة الافكار الكبيرة الى قاعدة تنظيمية أنجع، ويمهد طريق مرشحه بذلك مباشرة الى البيت الابيض.