ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم – مقال – 17/2/2012 صباح الخير يا مئير دغان



بقلم: يوسي بيلين

رئيس الموساد السابق دغان يرأس حركة ترمي الى تغيير طريقة الانتخابات وطريقة الحكم في اسرائيل لتصبح شبيهة بالطريقة الالمانية التي يريد الالمان أنفسهم التخلص منها.

       قد أدركنا آخر الامر ما الذي أتى برئيس الموساد السابق مئير دغان الى الحياة العامة، انه: تغيير طريقة الانتخابات، فبعد سنين طويلة في اعمال امنية مختلفة وجد علاج أمراضنا. فهو لا يريد – كما قال – ان يتخذ رئيس الحكومة قرارات السلام أو الحرب وهو يخضع لضغوط سياسية وسيجد طريقة لتحريره منها.

          يتبنى دغان الطريقة الالمانية وبحسبها يُنتخب نصف اعضاء البرلمان بانتخابات مناطقية ونصفهم بانتخابات نسبية، ويضمن ان يكون رئيس الحكومة هو الذي يرأس أكبر الاحزاب.

          صباح الخير يا مئير. وصلنا بحماقتنا ايضا الى طريقة لا مثيل لها في العالم لاختيار رئيس الحكومة المباشر. وكان من حسن حظنا ان وجد عدد كاف من اعضاء الكنيست لالغاء هذه الطريقة السيئة والعودة الى طريقة فيها تمثيل حقيقي لمختلف الألوان في المجتمع وهي موجودة منذ أكثر من ستين سنة في الدولة. فعلت اشياء مهمة في السنين الاخيرة لكن لا يناسبك ان تنشيء حركة هدفها الوحيد تغيير طريقة الحكم مع اثارة دعاوى رُفضت مرات كثيرة جدا في الماضي.

          خُذ مثلا الاقتراح الذي يقول ان من يحصل حزبه على أكثر الاصوات يصبح رئيس الحكومة: ان هذه الفكرة تم الفحص عنها ورُفضت. في بعض المرات كان الفرق بين الحزبين الكبيرين فرق بضعة نواب. فتخيل ان تعين رئيس الحزب الأكبر ليرأس الحكومة في حين تواجهه معارضة غير مستعدة للانضمام اليه وهي أكبر من الائتلاف. هل يكون هذا نظاما مستقرا؟ ان رئيس الحكومة يحتاج في نظام برلماني الى أكثرية في البرلمان.

          وفيما يتعلق بحلمك برئيس حكومة بلا ضغوط سياسية – أهذا حقا ما تريده؟ لم تخف قط معارضتك اتفاق سلام مع سوريا يصاحبه تنازل عن هضبة الجولان. فهل أنت مستعد لأن يصنع رئيس حكومة في اسرائيل اتفاقا مع الادارة السورية القادمة من غير ان تقع ضغوط عليه؟ ألست أول من يريد الضغط عليه. ان الحاجة الى اتخاذ قرارات مع الأخذ في الحسبان المحيط السياسي هي روح الديمقراطية.

          وفيما يتعلق بتبني الطريقة الالمانية نقول انها طريقة معقولة بيقين. فالنواب في البوندستاغ يمثلون كما قلنا آنفا الأقاليم والتيارات السياسية في المجتمع الالماني. وأنا أعترف بأنني كنت قبل سنين كثيرة اعتقد ان هذه الطريقة أفضل من طريقتنا، لكن تبين خلاف ذلك. فاليوم يوجد في المجلس النيابي هناك خمسة احزاب ولا يستطيع أي حزب ان يحقق سياسته. وتحظى الاحزاب الكبيرة بتأييد نحو من 30 في المائة فقط ويبحث الالمان عن طرق اخرى تضمن الاستقرار وتُمكّن الحزب الفائز من تعبير أكثر حقيقية عن مواقفه.

          هل يعني كل هذا ان طريقتنا هي الأفضل؟ من المؤكد أن لا، فقد حان الوقت لندرك ان المشكلة هي ماهية ونوعية الناس الذين يبلغون الى موقع متخذي القرارات. فمن السذاجة ان نعتقد ان تغييرا تقنيا سيغير الوضع تغييرا جوهريا، هذا الى انه لا يمكن ان نعيب استقرار الديمقراطية الاسرائيلية، فعندنا لا يُبدل رؤساء الحكومة كل سنة وحتى لو بُدلوا فقد اعتادوا ان يعودوا.

          يا مئير العزيز، لا تختبيء خلف الشعار المبتذل وهو تغيير طريقة الانتخابات فهذا غير حقيقي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى