اسرائيل اليوم – مقال – 16/10/2012 واجب البرهان على اوباما
بقلم: بوعز بسموت
لا شك في ان براك اوباما سيحضر المواجهة الثانية هذه الليلة في نيويورك وسيكون أكثر عنفا وأكثر اهتماما وإلا فقد نسبا اخرى من المصوتين.
لا يستطيع براك اوباما ان يُبيح لنفسه ظهورا فاشلا آخر هذه الليلة في ولاية نيويورك. لم يمنح ظهور الرئيس السيء في الثالث من تشرين الاول في دنفر رومني تفوقا في استطلاعات الرأي وفي التأثير فقط بل منحه ايضا وربما في الأساس الانطباع عند الناخبين انه هو الذي يرمز الى التغيير، أما اوباما فهو الوضع الراهن. ولا مناص لاوباما هذه المرة سوى ان يأتي الى المواجهة مع الكثير من الطاقة والاهتمام والشهوة. وقد فهم اوباما فجأة ان الرئيس ايضا يجب ان يستثير الناخب. تعدنا استطلاعات الرأي المتقاربة بأن المتنافسين سيصعدان الى الحلبة بلا قفازات. وهم في مقر عمل رومني يعلمون جيدا ان اوباما قد يغير اسلوبه. وهم يرون ان تغيير الاسلوب وتغيير التكتيك لا يهددانهم لأن اوباما لا يستطيع ان يغير التوازن ولا السياسة ايضا.
سيتواجه المرشحان هذا المساء في الأساس في شؤون السياسة الخارجية للولايات المتحدة. وسيُعرض على الناخب الامريكي في هذه المرة ايضا كما كان في المواجهة في دنفر بالضبط تصوران عامان مختلفان. وسيستعرض رومني عجز الادارة في افغانستان وايران وسوريا وليبيا (وينتظرنا هنا فصل طويل)، وفي مصر والصين ويمس بالعلاقات بين اسرائيل والولايات المتحدة مساً. وسيتحدث الجمهوري عن الاخطار التي ستتعرض لها امريكا لاربع سنين اخرى لاوباما. وقد يذكر اوباما الميراث القاسي الذي تلقاه وسيتحدث خصوصا عن الطاقة الكامنة الموجودة في استمرار ولايته.
يتوقع ان تكون المواجهة هذه المرة بعكس السابقة على هيئة “مجلس البلدية”، ولهذا أهمية ايضا. ويجب على المرشحين ان يُظهرا تواصلا حسنا مع الجمهور. واوباما يتميز بذلك لكنه يعلم انه كي ينجح يجب عليه ان يكون عنيفا إن لم نقل عنيفا جدا. ولاوباما في المواجهة القريبة ميزتان لأن الحديث عن مواجهة مع جمهور ولا يستطيع ان يكون اسوأ مما كان في دنفر.
سيجلس ثمانون شخصا في موقع الجمهور ويطرح بعضهم اسئلة. ويستطيع اوباما ورومني ان يُبيحا لأنفسهما تجاهل اسئلة الصحفيين لا اسئلة المواطنين. ان مقري العمل يخشيان الشيء نفسه ومن كان يصدق ذلك: فهما لا يريدان ان تعرض مديرة المواجهة الصحفية السياسية من الـ “سي.ان.ان” كاندي كراولي الاسئلة التي تأتي بعد ذلك.
وفي الاثناء ما تزال استطلاعات الرأي تعدنا بتنافس متقارب الى خط النهاية. واستطلاع بوليتكو الذي نشر أمس يمنح الرئيس اوباما تفوقا بدرجة مئوية واحدة (48 – 49) في استطلاع قطري، أما رومني فمتقدم في عشر ولايات متأرجحة (48 – 50). وكانت عندنا استطلاعات معاكسة قبل اسبوع وهو شيء يثبت مبلغ كون الامر كله مهتزا.
أصبحت انتخابات 2012 آسرة لأنه يوجد باستثناء استطلاعات الرأي توجهان متعاكسان: فرومني من جهة يحسن صورته، وبدأ الامريكي المتوسط من جهة اخرى يجدد ايمانه بالاقتصاد. والسؤال ما الذي سيغلب في السادس من تشرين الثاني.
كان 61 في المائة من المصوتين حتى المواجهة الاولى يُقدرون ان اوباما سيفوز وما يزال 53 في المائة فقط يعتقدون هذا اليوم. ومن المثير ان نعلم ماذا ستكون المعطيات بعد المواجهة الثانية.