اسرائيل اليوم – مقال -14/11/2012 علاج جذري لحماس
بقلم: د. رؤوبين باركو
يجب على اسرائيل ان تضرب غزة وحماس خاصة وتغتال قادتها بحيث يكون ذلك ردعا.
ان الانفصال عن غزة واطلاق الصواريخ على اسرائيل بعده يشبهان حكاية معالَج فوجيء بكلفة العلاج بعد اقتلاع أسنان استمر دقائق. وبين له الطبيب ذلك قائلا: “دفعت كثيرا لأن العلاج كان قصيرا، وكان يمكن ان يمتد ساعتين”.
لما كان مواطنو اسرائيل في الجنوب يعانون أصلا من اطلاق صواريخ حماس، فمن المناسب ان نستغل كما ينبغي الألم المستمر برغم “الاقتلاع” (أو الانفصال) وان نؤلم الطرف الثاني بقوة كما يقول المثل العربي: “المُبتل لا يخشى المطر”. فالحل هو إحداث ضرر غير محتمل وغير تناسبي بممتلكات حماس من غير اصغاء لشروطها ورسائلها. والفكرة “بافلوفية” وهي انه اذا كانت الحال عندنا جحيما فسنُرسل كثيرين جدا منكم الى “الجنة”.
أعلمت حماس الاسرائيليين هدفا استراتيجيا للقتل، وهدفها هو اقامة الدولة الاسلامية على أنقاض اسرائيل. وهي ستُحادث اليهود في شيء واحد هو إبادتهم أو طردهم “الى الغرب من هنا” الى البحر. فالحديث عن اعتقاد ديني يعتبر تغييره كُفرا.
تُصرف حماس بصورة تريحها سياسة ذات وجهين غايتها الخداع. فهي تحاول من جهة ان تبدو بمظهر سلطة ذات شرعية وذات مسؤولية حكومية عن سكانها في حين تغمز الغرب (الذي يرفض جزء منه التنديد بها باعتبارها منظمة ارهابية) وتعرض نفسها على أنها سلطة انسانية تنافس شرعية م.ت.ف. وتشتغل حماس من الجهة الاخرى بادارة نادي ارهاب كثير الاعضاء، ولهذا لا تستطيع ان تتخلف وراء المنظمات الارهابية الاسلامية الاخرى (التي يخضع أكثرها لها) في فعلها المضاد لاسرائيل. فهي تعمل على مواجهة اسرائيل باعتبارها “منظمات جبهة متقدمة” بأمر حماس كي تحافظ على “الصورة الشرعية” للمنظمة القاتلة، وهذه الطريقة تُمكّنها من المنافسة في الشعبية بين الفلسطينيين ومن جمع التبرعات والحظوة بقوافل بحرية تأييدية وزيارات ومساعدة سياسية (كزيارة أمير قطر) وتحسين علاقاتها مع مصر.
مع ذلك، حينما يعظم احتفال المنظمات الارهابية الاخرى في مواجهة اسرائيل “تخرج حماس من الخزانة” وتشارك مشاركة معلنة في اطلاق القذائف الصاروخية لأنها إن لم تفعل ذلك فستخسر اشتراكها باعتبارها “مديرة نادي الارهاب”. وهذه الحيلة معروفة فقادة حماس يذكرون كيف ساعدوا في حينه عرفات المدعي للسذاجة على الاضرار بنا إذ كانوا “مقاولي عمليات ثانويين”. وتذكر حماس ايضا كيف تمردت في نهاية الامر على م.ت.ف و”لوح الذنب بالكلب”. وينبغي ان نستعمل ذاكرة حماس الجماعية هذه أداة تصوغ الوعي. كيف؟.
كشف الاعلام الفلسطيني أكثر من مرة عن ان حماس بخلاف صورتها “الاسلامية التي تشتهي الموت” حساسة بالنسبة لأملاكها. والحديث في الأساس عن رؤوس قادتها وبنيتها التحتية التي تعرض حياة طبيعية وشرعية. وحماس في واقع الامر مُصغية لرسائل الألم التي تنبع من فقدان البنى التحتية ونشطاء الارهاب والخدمات العتيدة الاخرى.
لا يجوز لاسرائيل ان تكون ضحية لنزوات منظمة مُلتحين ما. عليها ان تقصف القطاع وان تُحدث ضررا لم يسبق له مثيل بالنشطاء وبالبنى التحتية من غير ان تُعرض جنودها لتماس مع الأعداء. ان غزة هي تاريخ قتال سيزيفي سيُحسم بردع قائم على أضرار ضخمة ولهذا فان كل جندي خسارة. ولما كان البديل عن قيادة حماس في غزة قد أصبح مُعداً فينبغي ان نُبقي من القدماء قلة باعتبارهم “مركز معلومات” يكوي الوعي للحفاظ على الذاكرة والردع.