اسرائيل اليوم – مقال – 14/11/2012 استمرار الحرب بطرق سياسية
بقلم: دان مرغليت
يجب على اسرائيل ان تعمل بلا كلل على حشد تأييد العالم لضربة توجهها الى حماس وقطاع غزة.
تكلم بني بيغن بعد خروجه من مشاورة الوزراء أمس على أنه انقضت جولة المعارك الاخيرة في قطاع غزة وان ذلك خلّف مرارة حامضة عند مليون من سكان المنطقة وعند اسرائيليين كثيرين يسكنون بعيدا عن هناك. وقد وجدت الحكومة نفسها في حرج لأن سلطة حماس حددت موعد اطلاق النار ونطاقه بل ساعة انهائه. وقد أطلق الفلسطينيون رشقات من الصواريخ وردت اسرائيل بضبط للنفس.
وعد بنيامين نتنياهو واهود باراك في الحقيقة برد مناسب في موعد مناسب، لكن ذلك مجرد كلام، فاسرائيل ستعمل فقط مع تجدد اطلاق النار بمبادرة حماس، ومن سوء الحظ أنه لا شك في ان ذلك سيحدث.
ان الاعتدال الاسرائيلي مفهوم جدا. فمصر غير معنية بتجديد اطلاق النار، لكن رئيسها محمد مرسي التزم بالتزامات قد تدهور الوضع الى مواجهة عسكرية واسعة لا يريدها أحد الآن. ومن المنطقي ان نفترض ان الهدنة التي تم احرازها أول أمس كانت تصاحبها تفاهمات مع مصر لكن جوهرها ما يزال مجهولا والاستعداد للاعتماد عليها قليل. وينبع ضبط اسرائيل لنفسها غير النموذجي ايضا من رغبة في عدم فعل اشياء بتسرع كما حدث في حرب لبنان الثانية التي لم يعرف أحد في الحكومة ما هي أهدافها.
تُقدر حماس انه على أثر الربيع العربي في مصر وقبل انتخابات الكنيست التاسعة عشرة بشهرين واسبوع، ستُحجم اسرائيل أو تتردد في الخروج في عملية عسكرية مع تعقيداتها السياسية، بيد أنهم في غزة لا يرون إلا وجها واحدا فقط من قطعة النقد لأنه لا تستطيع أية حكومة اسرائيلية ان تُسلم بجولة معارك اخرى تنتهي بصورة مشابهة لا في جميع ايام السنة ولا في موسم الانتخابات بالتأكيد.
كان الاعتدال الاسرائيلي المُخيب للآمال سيُستقبل بتفهم عام لو كان واضحا ان اسرائيل تستعد استعدادا جيدا لتجدد الحرب وأنها تستغل الوقت القليل حتى اطلاق الصاروخ التالي على مستوطنات غلاف غزة كي تُجند تأييدا دوليا. لو كانت وزارة الخارجية مختصة ودينامية لدخلت الآن نشاطا محموما بلا ايام سبت وبلا أعياد ولما ترك مسؤولوها الكبار الحكومات الصديقة (وغير الصديقة ايضا) وكانوا سيعلمونها بالخطر في الوضع الذي نشأ وبنية حماس تجديد اطلاق النار. لو أنني كنت في مكان ليبرمان لنسقت اجراءا لم يُفعل مثله الى الآن وهو ان تبلغ اسرائيل الولايات المتحدة ودول الاتحاد الاوروبي ان كل واحدة تريد ارسال ملحقها العسكري أو ضابطا منها تستطيع ان تضمه لكل جولة للجيش الاسرائيلي على طول جدار الحدود ليرى بأم عينيه من الذي ينقض الهدنة، ولا يكونون صحفيين ولا “نشطاء” ولا مُضايقين بل دبلوماسيا أو ضابطا مخولا مفوضا من حكومته. ان هذه الخطوات ستضع القاعدة لتفهم دولي جزئي لاستعمال القوة الاسرائيلية في المستقبل.
يبدو لي بوضوح ان الضربة المضادة الاسرائيلية بسبب تجديد اطلاق النار من غزة ستقوم على قدمين: عملية رصاص مصبوب من الجو موجهة على مؤسسات حكم حماس في قلب غزة لا مطاردة خلايا مخربين فقط؛ وتجديد الاغتيال المُركز للقادة لا اصابة الارهابيين فقط. لكن ينبغي التوصل الى ذلك مع الاستعداد. تقتضي ايام التهدئة القليلة استمرار الحرب بطرق سياسية.