اسرائيل اليوم – مقال – 13/11/2012 الخروج الى عملية “رصاص مصبوب” جوية
بقلم: دان مرغليت
تستطيع اسرائيل للقضاء على اطلاق النيران من غزة ان تقوم بعملية جوية تشبه الرصاص المصبوب تغتال فيها وزراء حكومة حماس ورئيسها.
أُشيع ان الهدنة في جبهة غزة كانت ستدخل حيز التنفيذ في منتصف الليل أمس. ويبدأ الامتحان في هذا الصباح وأهميته هامشية لأنه حتى لو كف الفلسطينيون عن اطلاق النار على بلدات غلاف غزة فستكون الهدنة قصيرة. فهم من جولة الى جولة يُقصرون التهدئة ويُضيقونها أكثر.
ان معنى ذلك انه في ايام الهدنة ايضا التي تصبح ساعات فقط، يجب على اسرائيل ان تعمل في الساحة السياسية – الدبلوماسية. وعليها ان تحشد تفهما لمواقفها في جميع أنحاء العالم ولا سيما في الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وكأنه لا توجد تهدئة لأنها غير موجودة حقا بالفعل.
يجب على اسرائيل ان تضع نفسها في موقف تكون فيه في كل لحظة تجديد لاطلاق النار الفلسطينية في ذروة معركة دبلوماسية نشيطة للحصول على تفهم العالم المستنير أنه لا مفر لها سوى ان تضرب حماس. هذا هو البدء السياسي لمعركة عسكرية مركزة على الارهاب من غزة. لكن ما هي صورتها؟ وماذا سيواجه الجيش الاسرائيلي؟.
ان النار في غزة تُسمى حرب استنزاف – وهذا الاسم نشأ عن ثلاث سنوات معارك قوية مع هدنات بين الجيش الاسرائيلي ومصر عند قناة السويس انتهت في 1970. لكن المقارنة مخطوءة. لأن مصر آنذاك حاربت لرد حصون الجيش الاسرائيلي عن ضفة القناة لكن الفلسطينيين الآن يحاولون جعل مليون اسرائيلي في داخل الخط الاخضر يهربون ويصبحون لاجئين في وطنهم.
من الصحيح الى الآن ان الجيش الاسرائيلي مشغول في اصطياد المخربين والكشف عن خلايا ارهابية وقتل قادتها المباشرين، فهو يقطع ذيل الحية لا رأسها. وذلك لأن اسرائيل لا تعترف بحكومة حماس التي سيطرت على قطاع غزة.
صحيح ان اسرائيل لا تستطيع الاعتراف بها. والاسباب كثيرة ومتنوعة أحدها – وهو فلسطيني في بواعثه – هو أنها اذا ألصقت باسماعيل هنية صفة “رئيس وزراء” فسيتهمها أبو مازن وحاشيته والدول الغربية بمحاولة شق الشعب الفلسطيني، لا سمح الله.
لكن اسرائيل تستطيع ان تعاملها معاملة حكومة حقيقية، وسلطة محتلة لا يُعترف بسيادتها، فتكون مسؤولة.
سيظل الجيش الاسرائيلي يحدد مواقع خلايا المخربين على الارض مع قيادتها المحلية، لكن المسؤولين والمذنبين هم اسماعيل هنية ووزراء حكومته، وعلى ذلك سيكون الرد على اطلاق حماس أو الجهاد الاسلامي النيران ضرب التجمعات والقواعد والممتلكات التي جمعاها في السنين الاخيرة في قطاع غزة.
ان الادارة المحلية هي التي تبادر الى اطلاق النار على جنود الجيش الاسرائيلي الذين يقومون بدوريات على طول الاسلاك الشائكة الحدودية. وكما لم يكن الفلسطينيون ليقبلوا حجة اسرائيلية بأن سكان كيبوتس غاضبين من ناحل عوز اجتازوا الاسلاك الشائكة عن رأيهم الخاص وعاثوا فسادا في غزة، وكانوا يطلبون الى حكومة اسرائيل ان تتحمل المسؤولية وتمنع تكرار هذه الحوادث – فان لاسرائيل اهتماما ثانويا فقط بأن تضع يدها على المخربين، بل يجب قبل كل شيء معاقبة المسؤولين عن حرية عمل المخربين ومن يستطيعون منع ذلك ولا يفعلونه.
لا يقتضي الامر عملية برية كـ “الرصاص المصبوب ب” بل يمكن ان تكون رصاصا مصبوبا من الجو فقط تشمل ايضا اغتيال وزراء الحكومة غير الشرعية هذه.