ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم – مقال – 12/3/2012 الوضع في الجنوب: بين غزة وطهران

بقلم: رؤوبين باركو

تحاول حماس وتوابعها في غزة ان تجر اسرائيل ومصر الى مجابهة عسكرية لكن اسرائيل متيقظة متنبهة لهذه الحيلة.

       ظهر في الصباح الذي تلا اغتيال الامين العام للجان المقاومة في صحيفة ما في اسرائيل تحفظات من عدم حكمة اغتيال نشيط الارهاب.

          ان تلك الصحيفة التي يوجد من يسمونها “صحيفة وعي العدو” حظيت باسمها هذا بسبب شكل تصوير عدد من مراسليها لأهواء أعداء اسرائيل. وتتميز هذه الموالاة بتوجه أبوي مضلل وقاطع لا شبهة فيه ونخبوي يرفض التقدير الجاهل لأصحاب البسطات الذين هم “ناس البطيخ من اليمين”. ان الريح التي تهب بين الأوراق تميز النضال الاسرائيلي للارهاب الفلسطيني باعتباره ينبع من “غريزة بدائية” غير شرعية. وعند هؤلاء المحاربين دائما أدوية عبقرية يعرضونها.        

          في ذلك الصباح وفي الصحيفة نفسها اقتبس خبير آخر بأمراض الشرق الاوسط من كلام نابليون ورؤيته للجغرافيا باعتبارها مفتاح فهم بواعث السياسة، وقضى بأنه اذا قُصفت ايران فستغلق مضيق هرمز ردا على ذلك. وبازاء هذه الامكانية من وجهة نظره لن تُقدم الولايات المتحدة واسرائيل على قصفها. ولم يُبد الخبير رأيه في ان ايران حينما تمتلك قنبلة ذرية فانها ستسمح لنفسها باغلاق مضيق هرمز وتجعل العالم رهينة اقتصادية.

          يقولون بالعربية “معليش”، ليتكلموا، وللحقيقة ليس لنا خيار: فحماس وتوابعها الاسلامية، الجهاد ولجان المقاومة على اختلافها، جعلت هدفها القضاء على اسرائيل. ويجب ان نفهم ان هذا خلل في موروثاتهم الجينية وهو خلل هناك من يزعمون انه أصاب عناصر من منظمة التحرير الفلسطينية ايضا. وقد طرأ في المدة الاخيرة سوء على وضع المنظمات في غزة وسادها الشعور بطريق مسدود. وهي تعاني من مشكلات صعبة في أعقاب الانفصال عن السُرّة السورية الايرانية وليس لها مكان بديل للقيادة الخارجية ولا يوجد مال، وفي منظمة الغوث الدولية يزنون الغاء حرفة “اللاجيء الفلسطيني”. وليست المصابيح القوية ايضا مسلطة عليها لأن العرض السوري هو “الأفضل في المدينة”.

          تحاول حماس ان تتظاهر بأنها السيد والمسؤولة، لكنها “تُبعد الشبهة عنها” وتُبيح، بحيلة اسلامية معروفة، لمجموعات ارهابية ان تعمل ضد اسرائيل على حدود مصر مع اغماضها عينيها. ومع استكمال الجدار الحدودي الاسرائيلي على حدود سيناء أخذت تسيطر على شبه الجزيرة توابع التطرف الاسلامي ومنها القاعدة مع استغلال مسارات انتقال السلطة المصرية الى أيد اسلامية وعدم قدرتها وربما عدم ارادتها فرض النظام والامن في الارض الصحراوية الشاسعة.

          ان غزة وشبه جزيرة سيناء يجري عليهما مسار تمايز فلسطيني اسلامي ارهابي في حين “يحتوي” المصريون ذلك عن طموح خطير الى تحقيق حلم الدولة الفلسطينية الموحدة مع الضفة. والتعلق المصري الذي يزداد بالغرب لا يبشر بالخير. وفي هذه الحال تحاول المنظمات التحرش لجعل الحدود “سلك تعثير” يفضي الى مواجهة اسرائيلية مصرية.

          ان مصدر عيش البدو في سيناء ايضا الذي اعتمد منذ فجر التاريخ على التهريب وعلى السطو والسلب وتحول في المدة الاخيرة الى الدعارة والمخدرات والسلاح والارهاب، يوشك ان يتلقى ضربة حينما تغلق الحدود بصورة مطلقة. وتحاول حماس وتوابعها في غزة الآن ان تستعمل دواءا بدويا قديما وهو “كي مكان من الجسم بالحديد المحمى اذا آلمك مكان آخر”. وسنستمر بكوننا اسرائيليين على علاج مصدر المرض. ولهذا سنضرب غزة مرة بعد اخرى لا حدود مصر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى