اسرائيل اليوم – مقال -12/11/2012 حينما يُجند اولمرت اوباما
بقلم: يعقوب احمئير
ان المقربين من رئيس الوزراء السابق اولمرت يضرون بصورة اوباما حينما يجعلونه حليفا لاولمرت والمعارضة الاسرائيلية.
يتجول محللون كثيرون في وسائل الاعلام في اسرائيل في الايام الاخيرة في رضى لأن رئيس الولايات المتحدة براك اوباما انتُخب من جديد. وكأن اولئك المحللين الذين يؤيدون ولاية اوباما الثانية قلقون من وضع الولايات المتحدة الاقتصادي وكأنهم يدعون الله ان ينجح الرئيس اوباما في ولايته الثانية في مضاءلة البطالة واعادة بناء الطبقة المتوسطة وتقليل عدد المواطنين الامريكيين الذين لا يُنهون الشهر الذين يقف عددهم الآن على 50 مليون انسان.
هل الاهتمام حقا بوضع أهم قوة هو الذي يقف في مقدمة اهتمامات المحللين الاسرائيليين؟ أنا أزعم أن لا وأريد ان أقترح تفسيرا مختلفا. ان سبب الفرح باستمرار حكم اوباما للولايات المتحدة يتعلق برغبة محللين كثيرين في رؤية اوباما يُخضع رئيس الوزراء نتنياهو. وهم يرون ان من المرغوب فيه ان يستطيع الرئيس الامريكي ان يُخضعه حتى قبل الانتخابات القريبة للكنيست. فاوباما في واقع الامر مُجند لمهمة سياسية داخلية في اسرائيل.
من هو المتضرر الرئيس من هذا الشوق ومن الشعور بالسعادة بفوز اوباما؟ ان المتضرر الرئيس في رأي فريق من الرأي العام في اسرائيل هو الرئيس اوباما أكثر من رئيس الوزراء نتنياهو. فقد سمعنا على ألسنة مقربين من رئيس الوزراء السابق اهود اولمرت انه سيتخذ قراره – على العودة الى الساحة السياسية – بعد ان تُنشر نتائج الانتخابات في الولايات المتحدة فقط. وقد فهمنا في تلك اللحظة انه اذا انتخب براك اوباما مرة ثانية فسيترشح اولمرت للكنيست.
هذا القول على ألسنة مقربي اولمرت يضر جدا بصورة اوباما في اسرائيل لأن مقربي رئيس الوزراء السابق جعلوا الرئيس الامريكي بواسطته “حليفا” لشخصية معارضة كبيرة في اسرائيل. هل سأل شخص ما اوباما هل يرغب في هذا الدور الذي رشحه له مقربو اولمرت؟ يعلم اسرائيليون كثيرون من مؤيدي اولمرت أو معارضيه الآن ان اولمرت عزز فقط صورة اوباما باعتباره خصما لنتنياهو. ومن المهم ان نذكر ان كل ذلك كان في حين يحاول سفير الولايات المتحدة دان شبيرو ان يُخمد النار التي أُججت وذلك قبل ان تنتهي اجراءات محاكمة اولمرت.
صحيح ان صورة اوباما في نظر اسرائيليين كثيرين لم تكن بمثابة سر، فقد دلت استطلاعات الرأي على ان الاسرائيليين في أكثرهم فضلوا انتخاب ميت رومني على انتخابه. لكن ما سببه مقربو اولمرت بقولهم ان رجلهم هنا سيقرر فقط بعد النتيجة هناك هو أنهم دفعوا رئيس الولايات المتحدة ربما بخلاف رغبته، الى مكان رفيع في منظومة المعارضة السياسية في اسرائيل وجعلوه جنرالا في صفوف المعارضة.
حتى لو كان هذا الافتراض مقبولا عند الرئيس اوباما وأكثر الاحتمالات انه ليس كذلك، فان الحديث عن ضرر شديد بالادارة الامريكية الجديدة – القديمة، لا بالرئيس نفسه فقط. لأنه اذا أرادت الادارة في الولايات المتحدة ان تعيد لنفسها منزلة الوسيطة النزيهة، واذا جُدد التفاوض مع السلطة الفلسطينية، فسيبلغ اوباما منزلة وساطته الجديدة في حين تكون الثقة به في اسرائيل قد تضررت. أي قدر من الثقة سيشعر به الاسرائيليون بالولايات المتحدة ومندوبيها بعد ان “جند” مقربون من شخصية اسرائيلية رفيعة المستوى، اوباما لمعسكر المعارضة؟.
قد تعجبون، لكن رئيس الولايات المتحدة يهتم بالتصور عنه في نظر سكان دولة صغيرة يُعرفها بأنها “حليفة”.