ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم – مقال – 11/11/2012 اوباما والامتحان الاسرائيلي

بقلم: ايزي لبلار

يجب على الجهات الموالية لاسرائيل في الولايات المتحدة بعامة وفي الحزب الديمقراطي بخاصة ان تعمل على تعزيز تأييد الادارة الامريكية لاسرائيل.

       كان مكوثي في الولايات المتحدة في اثناء الانتخابات تجربة شعورية لا مثيل لها وقطارا جبليا مؤثرا. انتخب الشعب الامريكي، لأحسن أو لأسوأ الرئيس اوباما من جديد لكن هذا الانتخاب سيؤثر كما يبدو فينا في اسرائيل أكثر مما يؤثر في كل أمة اخرى وذلك بسبب اعتمادنا الكبير على تأييد امريكا سياسيا وعسكريا.

          يجب على حكومتنا الآن ان تحصر عنايتها في بناء استراتيجية تؤدي الى أفضل علاقات بادارة اوباما الثانية من غير ان نُهادن في أمننا واستقلالنا، وليست تلك مهمة سهلة لكن الامر سيكون ممكنا ما سلكنا سلوكا عقلانيا ومع افتراض ان التأييد الامريكي الشعبي لاسرائيل سيظل قويا وان مجلس النواب لن يتخلى عنا.

          برغم حقيقة ان أكثر الساسة اعتادوا ان ينقضوا الوعود التي يعطونها قبل الانتخابات بصورة عادية، يجب علينا ان نعمل في البدء بحسب افتراض ان يسلك اوباما بصورة محترمة ويتمسك على نحو عام بالالتزامات التي أعلنها في خلال الاشهر الاخيرة نحو اسرائيل. وينبغي ان نُذكره بأنه في المواجهة الاخيرة مع رومني قد بالغ وقال ان “اسرائيل صديقة حقيقية… وهي حليفتنا الكبرى في المنطقة، واذا هوجمت اسرائيل فستقف الولايات المتحدة الى جانبها”.

          سيضطر رئيس الوزراء نتنياهو الى العمل كي يتغلب على الخصومة الشخصية التي أثارتها علاقاته باوباما والتي زادت في حدة الاختلافات في الرأي بين الدولتين في السنين الاربع الاخيرة.

          ينبغي ان نأمل ان يكون اوباما متنبها لحقيقة ان مجلس النواب بقي برغم ضعف ما في صفوف الحزب الديمقراطي، بقي في أكثريته المطلقة مؤيدا لاسرائيل. وهذا الامر يُبين مستويات التأييد التي لم يسبق لها مثيل والتي تتمتع بها اسرائيل بين الشعب الامريكي. فاذا عاد اوباما الى نهجه السابق الذي اشتمل على توبيخ متواصل معلن لاسرائيل في حين كان يعامل الزعماء الفلسطينيين المنافقين بقفازي حرير، فسيقود نفسه الى مواجهة وجها لوجه مع مجلس النواب.

          هذا الى انه بعد ان لُذِّع مرات كثيرة بسياسته الفاشلة في الشرق الاوسط فمن المحتمل جدا ان تختار الادارة الجديدة ان تُبعد نفسها عن محاولة حل الصراع العربي الاسرائيلي العاصي.

          وعلى ذلك يجب علينا ان نعمل، في البدء على الأقل، عن افتراض ان يتمسك اوباما بالتزاماته وان يتم الحفاظ على التحسن الذي نشأ في العلاقات باسرائيل في نصف السنة الاخير. وفي نفس الوقت من المهم ان يستعد النشطاء الموالون لاسرائيل لاسماع صوتهم اذا نقض وعوده. ويصح هذا على الخصوص على كل ما يتعلق بالتصريح الحماسي الذي وعد به اوباما وفحواه انه لن يسمح أبدا لايران بالحصول على قنبلة ذرية في فترة ولايته. وصرح مرة بعد اخرى بأنه “لن يكون لايران سلاح ذري ما بقيت رئيس الولايات المتحدة”.

          يجب على اسرائيل ان تكون مستعدة وقت الحاجة الى القيام بحملة دعائية عامة لبيان موقفنا اذا أصر اوباما على ان تكون خطوط الهدنة غير القابلة للدفاع عنها في 1949 نقطة بدء التفاوض مع الفلسطينيين. ويجب مع ذلك على الزعماء اليهود الامريكيين، بقيادة الـ “ايباك” كما يبدو، ان يجعلوا في مقدمة الأولويات القيام بحملة دعائية لاصلاح التوجه الموالي لاسرائيل التقليدي في الحزب الديمقراطي.

          في المستوى الشعبي، لا شك ألبتة في انه توجد قلة يسارية متطرفة أخذت تزداد في صفوف الحزب الديمقراطي. وقد تم الشعور بالزيادة خاصة في فترة ادارة اوباما الذي أراد ان يُبعد نفسه عن اسرائيل مع جهد لارضاء العرب. وقد تم التعبير عن التأثير الذي أخذ يزداد لفصائل معادية لاسرائيل في خلال المؤتمر الوطني للحزب الذي عُقد في المدة الاخيرة ومُحيت في اطاره التطرقات الايجابية لاسرائيل التي كانت تُدمج بصورة تقليدية في اعلان المؤتمر.

          ان تعزيز التأييد فوق الحزبي لاسرائيل حيوي لأنه اذا أصبحت العناصر المعادية لاسرائيل مهيمنة أو ذات تأثير ما في الحزبين المركزيين فان ذلك سيضعضع واحدا من الأسس الأقوى المؤيدة للحلف بين الولايات المتحدة واسرائيل. وفي هذا السياق، يجب على الديمقراطيين الصهاينة ان يستغلوا حقيقة ان أكثر اليهود استمروا في تأييد اوباما في الانتخابات من اجل ان يدفعوا العناصر المعادية لاسرائيل عن الحزب وليعززوا مكانة اسرائيل فيه.

          قد نكون نواجه أوقاتا غير سهلة، لكن يجب علينا الاستمرار في التفاؤل عن علم بأن الولايات المتحدة ديمقراطية. فما بقي الرأي العام يؤيد اسرائيل فان العلاقات بين الدولتين قد تُجرب التوتر لكنها ستظل موجودة بصورة كاملة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى