اسرائيل اليوم : مصر تهدد، سنتوقف عن التوسط بين اسرائيل وحماس
اسرائيل اليوم – من دانييل سريوتي:
على خلفية التوتر المتعاظم على حدود غزة، يفكر الوسطاء في المساعي لاحلال هدوء وتسوية في القطاع وتنفيذ اتفاق المصالحة الفلسطيني الداخلي بين فتح وحماس بوقف الدور المصري في الاتصالات.
وكان وفد حماس برئاسة صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي اسماعيل هنية، ووفد من مسؤولي فتح وصلوا في منتصف الاسبوع الماضي الى القاهرة لعقد جولة لقاءات مع مسؤولي المخابرات المصرية العامة، قد اطلعوا على القرار المصري الذي ينظر في استمرار دورهم في مسألة غزة ومساعي المصالحة الفلسطينية الداخلية. وغادر الوفدان اللذان كان يفترض أن يبقيا في القاهرة بضعة ايام، العاصمة المصرية بعد 24 ساعة فقط.
قال مصدر امني رفيع المستوى في مصر لـ “اسرائيل اليوم” إن هذا هو السبب للضغط على حماس على الجدار الحدودي. وعلى حد قوله فانه “اذا أوقفت مصر دورها في الاتصالات فهناك احتمال عال بأن تنشب مواجهة عسكرية في غزة. فحماس ستوجه الضغط نحو اسرائيل”. واضاف بأن اسرائيل تنسق مع القاهرة في الخطوات الاخيرة.
حسب المصدر المصري، فان الخطة التي وضعها الوسطاء المصريون كان يفترض أن تشمل عدة مراحل، أولها وقف النار والهدوء بين اسرائيل وحماس في قطاع غزة.
وحسب المرحلة التالية، اذا ما صمدت التهدئة – تنفذ حماس واسرائيل صفقة تبادل في اطارها تعيد حماس جثماني اورون شاؤول وهدار غولدنوتسلم معلومات عن ابرا منغيستو وهشام السيد. وبالتوازي، ستخصص مئات ملايين الدولارات لبناء وتحسين البنى التحتية ومشاريع مدنية في صالح السكان في غزة. اضافة الى ذلك، يفتح معبر رفح بشكل دائم بين غزة ومصر وتقدم تسهيلات من اسرائيل، بما في ذلك في مجال القيود على الصيد.
أما المرحلة الثالثة فهي عمل مصمم على تنفيذ المصالحة بين حماس وفتح والنقل التدريجي للسيطرة المدنية في غزة الى السلطة الفلسطينية. وحسب الخطة، ينزع رجال الذراع العسكري لحماس والفصائل الفلسطينية سلاحهم وينخرطوا في معظمهم في اجهزة الامن والشرطة في السلطة.
في مصر يوجهون اصبع الاتهام نحو رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن، الذي يدعون أنه مارس ضغوطا شديدة لاحباط الخطة التي وضعها رئيس المخابرات العامة المصرية، عباس كامل ورجاله. وحسب المصدر المصري “بينما كانت حماس مستعدة للبحث في الخطة باستثناء المرحلة التي ينزع فيها الذراع العسكري سلاحه، رفض أبو مازن حتى السماع وطلب من الرئيس السيسي الغاء الخطة فورا”.
وقالت مصادر مصرية وفلسطينية مطلعة على الضغط الذي مارسه أبو مازن إنه في محادثاته مع السيسي وزعماء عرب آخرين، شدد رئيس السلطة على أنه اذا استمرت الوساطة المصرية بين اسرائيل وحماس، في ظل تجاهل السلطة الفلسطينية – فستفرض السلطة عقوبات خطيرة على غزة لدرجة وقف كل الميزانية الفلسطينية التي تحول الى القطاع والاعلان عنه كـ “اقليم متمرد”.
وقال مصدر رفيع المستوى في رام الله لـ “اسرائيل اليوم” إن “أبو مازن لن يسمح باجراء مفاوضات مع حماس كصاحبة السيادة في غزة. وحماس تستغل وقف الميزانيات من رام الله الى غزة وتوجه الضغط والاضطراب في غزة نحو اسرائيل”.
اضافة الى ذلك، اطلق الرئيس السيسي أمس رسالة تهدئة لاسرائيل حين قال إن “الحفاظ على السلام هو تحد لا يقل عن الحفاظ على الحرب. في الحالتين، أوضحت مصر بأنها عندما تقرر، قادرة على الايفاء بذلك”.