ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم / لماذا يمنع الاردن دخول اللاجئين السوريين

اسرائيل اليوم – بقلم  د. رونين اسحقرئيس دائرة دراساتالشرق الاوسط في اكاديمية الجليل الغربي – 5/7/2018

“الاردن لن يستقبل أي لاجيء سوري آخر”، هكذا صرح رئيس الوزراء الاردني، د. عمر احمد الرزاز، في نهاية الاسبوع. وعلى حد قوله، استوعب لاجئين سوريين اكثر من قدرته الاقتصادية. وعليه فلن يتمكن من تحمل ادخال مزيد من اللاجئين السوريين. وقد جاءت اقوال الرزاز على خلفية اشتداد القتال في جنوب سوريا ونشر أنباء عن تدفق الاف المدنيين نحو حدود سوريا واسرائيل. نحو 160 الف نازح سوري فروا في الايام الاخيرة من المعارك في منطقة درعا، ونحو نصفهم ينتظرون قرب الحدود مع الاردن في محاولة للدخول الى المملكة الهاشمية.

منذ بداية الحرب الاهلية في سوريا، في اذار 2011، استوعب الاردن وفق التقديرات نحو 1.4 مليون لاجيء سوري. وتضرر الاردن من القتال في سوريا اكثر من دول اخرى، لانه استوعب عدد اللاجئين الاكبر بالنسبة لحجم السكان. صحيح انه حسب مفوضية الامم المتحدة للاجئين لا يسجل في الاردن “سوى” نحو 650 الف لاجيء، ولكن هذا لان معظم اللاجئين غير معنيين بان يسجلوا، خشية أن يطردوا في لحظة ما ليعودوا الى سوريا. بهذا الشكل يعاني النظام الاردني اقل من نصف مليون سوري تسللوا الى الدولة واستقروا فيها، ولا سيما في المدن الكبرى (عمان، المفرق، اربد وجرش)، بينما لا يوجد في مخيمات اللاجئين الكبرى، الزعتري والازرق سوى نحو 120 الف نسمة.

تقدر كلفة العناية باللاجئين السوريين حتى الان بنحو 10 مليار دولار. دول غربية وعربية، الصليب الاحمر، الامم المتحدة ومنظمات اخرى تساعد الاردن، ولكن حكومته هي التي تتحمل اساس العبء. وعليه فمفهوم ظاهرا رفض الحكومة السماح بدخول لاجئين سوريين جدد الى الدولة. اضافة الى ذلك، يخلق اللاجئون في المملكة الهاشمية مشاكل اجتماعية – اقتصادية آثارها ستظهر على مدى سنوات طويلة.

رغم كل هذا، يبدو أن السبب الحقيقي لرفض الاردن السماح بمزيد من اللاجئين السوريين الدخول اليه، هو الخوف من ضعضعة الاستقرار السياسي في الدولة. فمنذ دعوة الملك عبدالله الرئيس السوري بشار الاسد الى الاستقالة من منصبه – في اعقاب المذبحة التي ارتكبها بحق مواطنيه في بداية الحرب في 2011، وهكذا كان الزعيم العربي الاول الذي دعا الاسد الى عمل ذلك – ساءت العلاقات بين الدولتين، وحاول النظام السوري ضعضعة الاستقرار السياسي في الدولة.

صحيح ان المخابرات الاردنية نجحت في احباط المؤامرات (بما في ذلك اعتقال متسللين مشبوهين وملاحقة لاجئين سوريين)، الا انه في الاشهر الاخيرة – مع تعزز مكانة النظام السوري، السيطرة المتجددة على المناطق، بما في ذلك في جنوب سوريا، والتواجد الايراني في الدولة – يتعاظم الخوف من استئناف المساعي السورية للعمل على اسقاط النظام الهاشمي في الاردن.

ان دخول مزيد من اللاجئين السوريين، بالتالي، من شأنه أن يسمح للنظام السوري وايران باستغلال ذلك كي يدخلا الى الاردن عملاء في صورة لاجئين سوريين أبرياء، كي يقيما “شبكات غافية” والعمل على اسقاط النظام الهاشمي عندما يحل اليوم. ايران، كما هو معروف، تتطلع الى زيادة نفوذها في الشرق الاوسط واطلاق أذرع شيعية الى دول اخرى لضعضعة الاستقرار فيها. والاردن في نظر الايرانيين هو دولة مجدية جدا للسيطرة عليها، لانه يمكن أن يشكل رأس جسر ايراني للهجوم على اسرائيل.

ولهذا فان الخطوات الاردنية منسقة مع حكومة اسرائيل لاحباط هذه المؤامرة، ضمن امور اخرى من خلال محاولة للوصول الى اتفاق وقف للنار مع الثوار، الامتناع عن التوتر في جنوب سوريا وابعاد القوات الايرانية عن المنطقة. هذه تشكل خطرا ليس فقط على اسرائيل بل وعلى الاردن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى