ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم– عوديد غرانوت – تهديدات بايدن لا تنجح في طهران

اسرائيل اليوم– بقلم  عوديد غرانوت – 29/8/2021

” ايران ترى سلوك ادارة بايدن في افغانستان وفي الشرق الاوسط ولا تفهم منه الا الضعف وبالتالي فان “تهديدات” بايدن لا تحرك فيها ساكنا “.

الانسحاب الفزع من افغانستان والعملية الاليمة في مطار كابول  القيا ظلالا سميكة على اللقاء الاول لبايدن وبينيت، والذي كان طيبا. الاعلام الامريكي لم يهتم. الرئيس الامريكي، الذي يتعرض لوابل من النقد من كل صوب على التنفيذ المهمل لجلاء مخطط مسبقا واستعداد فاشل في ضوء اخطار مركز بدا تعبا جدا، منشغل البال، منطوٍ على نفسه، يقل في الكلام. وفي الشرق الاوسط ايضا  ادت القصة في افغانستان، وليس اللقاء الودي في البيت الابيض، معظم العناوين الرئيسة. كما أن التوافق نشأ بين مؤيدي “محو الشر” بقيادة ايران والمعارضين الالداء لطهران. أي: الولايات المتحدة ضعيفة، منعزلة، لا يمكن الاعتماد عليها. 

الاستنتاجات، بطبيعة الحال، اختلف عليها منذ الان. في السعوديةوفي دول الخليج تفجرت الصحف والشبكات الاجتماعية في تعابير قاسية من خيبة الامل من سياسة الولايات المتحدة الخارجية ومما بدا كغياب استراتيجية وتصميم. جرى الحديث عن التجلد الامريكي الحرج في ضوء الضربة الايرانية للناقلات وللسفن التجارية. عن التجاهل في واشنطن لصواريخ حزب الله التي اطلقت نحو اسرائيل. عن غياب الفرض الحقيقي للعقوبات. 

كتب صحافي مقال رأي في صحيفة سعودية يقول ان الضعف الامريكي الذي انكشف في افغانستان يستوجب من كل دول المنطقة ان تقيم على عجل منظومة دفاعية مشتركة كي تواجه وحدها خطر ايران وميليشياتها. كاتب آخر اعتقد ان على الولايات المتحدة الان ان تطلق لاسرائيل يدا حرة كي توقف طهران. 

بالمقابل، وجد الناس في ايران صعوبة في اخفاء السرور. نصرالله، الحليف المخلص كان أول من قفز واعلن بانه بعد “الهزيمة الامريكية في افغانستان” يجب أن يأتي الجلاء السريع للجنود الامريكيين من العراق ومن شرق سوريا. 

في واشنطن وفي القدس ايضا يخشون بان هذا ليس مجرد خطابا حماسيا وان دروس محور الشر من الانسحاب من افغانستان سرعان ما ستترجم الى تشديد الضغط العسكري من الميليشيات المؤيدة لايران في العراق على القوات الامريكية المرابطة هناك كي تسارع الى الانسحاب: استئناف نار الصواريخ نحو “المنطقة الخضراء” في بغداد واطلاق المسيرات الانتحارية نحو قواعد الجيش الامريكي.  

في الساحة البحرية قررت ايران منذ الان بانه حان الوقت للصعود درجة في تحدي ادارة بايدن. أول أمس،  كما افادت الانباء، ابحرت من ميناء في ايران ناقلة اولى في طريقها الى بيروت بناء على طلب حزب الله لمساعدة لبنان “في التغلب على النقص في الوقود”. يدور الحديث، كما هو معروف، عن خرق فظ للعقوبات التي تحظر على ايران تصدر منتجات النفط، ولكن ايران تستخف، ونصرالله الذي حذر من كل محاولة لوقف الناقلة، يرى في ذلك فرصة رائعة لتوسيع النفوذ الايراني في لبنان. لا حاجة للاشارة الى ان الولايات المتحدة كان يمكنها أن توفر على نفسها معضلة كيف تتصرف تجاه الخرق الايراني الجديد، لو أنها استبقت هي بنفسها فساعدت لبنان بمنتجات الوقود الحيوي، ولكنها لم تفعل هذا. وفي اسرائيل يفهمون جيدا بان الناقلات الايرانية في ميناء بيروت يمكنها ان تنزل ليس فقط الوقود بل وسائل قتالية ايضا.

في اسرائيل احبوا ما قاله بايدن امام بينيت في أنه لن يكون ابدا سلاح  نووي لايران. وفي ايران احبوا على نحو خاص اصراره على “الحل الدبلوماسي اولا” لازمة النووي واحتجوا فقط، لغرض البروتوكول على أنه ذكر ايضا “خيارات اخرى”. 

رئيس امريكي آخر، ثيودور روزفلت، اعتقد بان على واشنطن ان تتحدث برقة لكن ان تلوح بعصا كبيرة. رئيس آخر، ترامب، اعتقد بانه يجب الحديث بقوة والتلويح بعصا كبيرة. ايران تتعامل مع ادارة بايدن في افغانستان وفي الشرق الاوسط كمن يتحدث ضعيفا ويمسك ايضا بعصا صغيرة، لا تهدد. ينبغي الامل بان تكون مخطئة.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى