ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم / شرخ في قيادة حماس في غزة

اسرائيل اليوم – بقلم  دانييل سيريوتي – 22/11/2018

شرخ غير مسبوق في قيادة حماس: فقد أكدت مصادر في المنظمة لـ “اسرائيل اليوم” بانه يسود بين رئيس المكتب السياسي للحركة اسماعيل هنية وزعيم حماس في القطاع يحيى السنوار نزاع عميق يمس باعتبارات سياسة المنظمة التي تحكم قطاع غزة وان رجلين لا يتبادلان  كلمة الواحد مع الآخر.

فضلا عن ذلك، يروي مسؤولون كبار في غزة بان النزاع بين الرجلين القويين في المنظمة أدى الى أن تكون الحركة منشقة اليوم الى معسكرين – معسكر هنية، الذي يضم معظم كبار رجالات الذراع السياسي للحركة، ومعسكر السنوار الذي يحظى باسناد الذراع العسكري لحماس ورئيسه محمد ضيف.

وقال مسؤول كبير في قيادة حماس السياسية لـ “اسرائيل اليوم” ان الشرخ في قيادة المنظمة والذي لم يشهد له مثيل في الماضي أدى الى عدم انضاج اتصالات وقف النار مع اسرائيل وامكانية تنفيذ تسوية في قطاع غزة الى مستوى الصفقة مع اسرائيل.

وحسب هذا المسؤول فان “السنوار الذي تحرر في صفقة شاليط وعد من تبقوا في السجن بان يفعل كل شيء كي يحررهم وهو يعمل انطلاقا من الالتزام تجاه السجناء الفلسطينيين. اما هنية فتعنيه مسألة السجناء اقل وقد رفض العروض المختلفة لتنفيذ صفقة تبادل مع اسرائيل”. بل واضاف المسؤول الفلسطيني وقال ان “مع ان السنوار يتخذ صورة تمثيلية اكثر من هنية بانه يأتي من صفوف الذراع العسكري الا انه عمليا اكثر براغماتية بكثير من هنية غير القادر على اتخاذ قرارات صعبة وتحمل المسؤولية”.

الى جانب ذلك، خفض مبعوث الامم المتحدة نيكولاي ملدنوف مستوى التوقعات في كل ما يتعلق بصفقة تحرير الاسرائيليين المحتجزين في غزة. فقد قال: “نحن بعيدون جدا عن صفقة اعادة جثماني الجنديين والاسرائيليين المحتجزين لدى حماس”. وهاجم ملدنوف السلطة الفلسطينية وقال انه “منذ بدأت مصر التوسط بين مصر وحماس في 2017 فان هناك “احد ما هناك في الخارج” يحاول تشويش التقدم”.

وقال مصدر كبير في الذراع السياسي لحماس في قطاع غزة لـ “اسرائيل اليوم” ان السنوار ورجاله مسؤولون عن رفض مصر السماح لهنية الخروج أمس لحملة مكوكية سياسية في البلدان العربية كان يفترض به في اطارها ان يشارك في مؤتمر الوحدة الاسلامية في طهران واللقاء مع كبار مسؤولي نظام آيات الله.

وقال مصدر فلسطيني كبير انسحب مؤخرا من قيادة حماس ان هذه هي الازمة الاكثر حدة في قيادة حماس لدرجة أنها أدت الى انسحاب مسؤولين كبار كثيرين في المنظمة. وعلى حد قوله، فان من جملة الخطوات التي اتخذت لتخفيض مستوى التوتر بين هنية والسنوار، تم التوجه الى خالد مشعل، الذي كان الرجل القوي في حماس واعتزل وانتخب محله اسماعيل هنية – ولكن حتى تدخل مشعل لم ينجح في حل الازمة.

هنية عربد غضبا

وكمثال على “الدم الفاسد” الذي يسود بين هنية والسنوار، كما تسمي ذلك محافل في حركة حماس، يضرب المسؤول الكبير في المنظمة الذي روى لـ “اسرائيل اليوم” بان عمليا حماس تتصرف اليوم كـ “حركة ذات قيادة من رأسين. احدهما الذراع السياسي والاخر الذراع العسكري”.

وحسب مسؤولين فلسطينيين في غزة، فان التنسيق بين هنية والسنوار يكاد ينعدم: “قبل بضعة اسابيع وصل هنية لتأييد المتظاهرين الفلسطينيين على الجدار الحدودي، ولكن حراسه هربوه من المكان بعد بضع دقائق خوفا من اصابته بالغاز المسيل للدموع ووسائل تفريق المظاهرات التي يستخدمها الجيش الاسرائيلي. بعد وقت قصير من ذلك علم هنية ان السنوار وصل بعد اقل من ساعة من ذلك الى مجال لقاء المتظاهرين الفلسطينين في خانيونس في جنوب القطاع”. وعلى حد قول المسؤول الفلسطيني فان “هنية عربد غضبا وقال لمقربيه ان السنوار يفعل كل شيء كي يمس بمكانته، لاخجاله واهانته”.

نار تحذير وزرع عبوات

وعلى حد قولهم فان الشرخ في قيادة حماس ادى الى اعمال عنف بين المعسكرين كاطلاق نار التحذير نحو منازل مسؤولين كبار في المنظمة وزرع عبوات ناسفة بل واتهامات في اوساط المسؤولين في المنظمة بان الذراع العسكري يستخدم وحدة تصفية بهدف ردع كبار الذراع السياسي لحماس. وحسب مصادر غير قليلة في حماس، فانه حتى الوسطاء المصريين فهموا بان الرجل القوي حقا في داخل حماس هو السنوار وليس هنية “فليس صدفة أن يعمل المصريون مع السنوار ولم يعودوا يبدون اهتماما بهنية على الاطلاق”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى