ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم: خطأ واحد سيشعل حرباً في الشمال

إسرائيل اليوم 17-07-2023، بقلم ليلاخ شوفال: خطأ واحد سيشعل حرباً في الشمال

على خلفية التخوف من التصعيد في احتجاج الطيارين ورجال الاحتياط تهدد الحوادث المتواترة على طول حدود لبنان الهدوء والاستقرار بين إسرائيل و”حزب الله”.

أول من أمس، كان أولئك نحو 18 لبنانياً، بينهم نائب برلمان وصحافيون، اجتازوا الحدود بنحو 80 متراً إلى داخل أراضي إسرائيل في منطقة هار دوف، ورفضوا الإخلاء.

بخلاف حوادث سابقة، ردت قوات الجيش الإسرائيلي، هذه المرة، بسرعة نسبية، وأطلقت النار في الهواء، واستخدمت وسائل تفريق التظاهرات لأجل إبعاد منتهكي السيادة الإسرائيلية.

بفضل الرد السريع من جانب الجيش الإسرائيلي، في غضون وقت قصير للغاية، نحو نصف ساعة، عاد المستفزون إلى الأراضي اللبنانية.

استفزازات على الجدارينضم الحدث إلى سلسلة حوادث مقلقة في حدود لبنان. هكذا، يوم الأربعاء سجل ما لا يقل عن ثلاثة أحداث شاذة على طول الحدود. في الأول، وصل نشطاء إلى منطقة عرب العرامشة، قرب أدميت وحاولوا تخريب الجدار.

استخدم الجيش الإسرائيلي عبوة “غير قاتلة” زرعت في المكان مسبقاً لأجل إبعاد المنفذين.

بعد بضع ساعات من ذلك وقع إخلال بالنظام في منطقة مطلة وحاول النشطاء تخريب الجدار. عندها أيضاً رد الجيش الإسرائيلي بوسائل لتفريق التظاهرات وبالنار لإبعادهم.

بعد وقت قصير من ذلك وصل نشطاء إلى منطقة بوابة فاطمة، وتسلقوا الجدار وأخذوا كاميرات حراسة محلية ليست للجيش الإسرائيلي.

في الجيش لا يزالون يحققون من يقف خلف العملية، لكن التقدير هو أن الحديث يدور عن نشطاء “حزب الله”، من فوق كل هذه الحوادث، وأحداث خطيرة أخرى مثل إطلاق صاروخ مضاد للدروع نحو إسرائيل في الأسابيع الأخيرة، تحوم قضية بؤرة الخيام التي أقامها نشطاء “حزب الله” في منطقة هار دوف قبل بضعة أشهر.

بداية كانت هذه خيمتين، لكن في أعقاب ضغوط إسرائيلية أخليت إحداهما إلى الأراضي اللبنانية. وبقيت في الأرض الإسرائيلية خيمة واحدة يسكنها مسلحو “حزب الله”.

في نظرة إلى الوراء، أخطأ الجيش الإسرائيلي في عدم حفاظه على الحساسية الإسرائيلية فأخلى في الوقت الحقيقي الغزاة، أما الآن، بعد بضعة أشهر من نصب الخيمة في الميدان، تحولت المسألة إلى قضية سياسية معقدة.

في خطاب ألقاه حسن نصر الله، الأسبوع الماضي، هدد بأنه إذا ما عملت إسرائيل ضد الخيمة “فسنعرف ما نعمله”.

يعتقد مسؤولون كبار في جهاز الأمن أن للتوتر العظيم مع “حزب الله” في الفترة الأخيرة توجد علاقة وثيقة أيضاً بالأعمال الهندسية التي تنفذها إسرائيل في الأشهر الأخيرة على طول الحدود لأجل الدفاع الأفضل عن حدودها من محاولات تسلل القوات الخاصة لـ”حزب الله”، قوات الرضوان.

ومقابل الأعمال الإسرائيلية صعد “حزب الله” أيضاً أعماله على طول الحدود.

في الأشهر الأخيرة أقام التنظيم عشرات مواقع الرقابة وتنتصب على طول الحدود من جانبها اللبناني.

بشكل رسمي، من يوجد في تلك المواقع هو تنظيم “أخضر بلا حدود”. أما عمليا فيدور الحديث عن نشطاء “حزب الله” الذين يتخفون وراء هذا التنظيم.

 

سياسة المخاطر

“حزب الله” على علم بالضرر الذي سيتعرض له في حال نشوب حرب واسعة، لكنه يعلم أيضاً أن إسرائيل تفهم الضرر العظيم الذي يمكن أن يلحقه بها. فالاستخبارات الإسرائيلية تشير إلى أن الخط الكفاحي الذي يتخذه نصر الله الآن توجد له علاقة لا بأس بها أيضاً بالتوتر المتعاظم بين إسرائيل والولايات المتحدة، ما يؤثر على قوة القدس، وبالطبع أيضاً الشرخ الداخلي وببيانات رجال الاحتياط بأنهم سيوقفون تطوعهم فوراً.

رغم هذا، فان الرأي السائد في قيادة جهاز الأمن هو أن “حزب الله” غير معني بمواجهة واسعة. لكن نصر الله (يلعب بالنار) ويتحمل مخاطر ويؤمن بأنه يمكنه أن يوتر الحدود من تحت مستوى التصعيد الواسع.

أما إسرائيل من جهتها فلا يمكنها أن تواصل التسليم بوجود خيمة في أراضيها لفترة طويلة، وفي جهاز الأمن لا يستبعدون أن يخرج استفزاز إضافي عن السيطرة، الحقيقة التي ستجبر إسرائيل على أن ترد بقوة تجاه لبنان.

 

هكذا يمكن للطرفين أن يجدا نفسيهما في أفضل الأحوال في بضعة أيام قتالية قاسية، وفي الحالة الأقل نجاحاً في حرب واسعة.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى