ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم – جلال البنا – عندما تسكت الشرطة الميدان يتحدث

اسرائيل اليوم – بقلم  جلال البنا – 8/11/2021

” لعل شيء ايجابي يخرج من هذا ويؤدي هذا الحدث الى اقامة اطار مدني بعلم الشرطة. جسم هدفه الحفاظ على النظام وزيادة احساس الامن لدى سكان كفر قاسم، الذين يستحقون ان يعيشوا بامن شخصي بالضبط مثل سكان روش هعايم “.

التوثيق المذهل الذي انكشف امس في اسرائيل اليوم من المواجهة بين افراد من الشرطة وممثلي بلدية كفر قاسم، يكشف الاستخفاف الذي للمواطنين برجال الشرطة. هذا استعراض لانعدام الردع لدى شرطة اسرائيل وللحرية التي يتمتع بها رجال تنظيم “الحراسة” الذي يحظى بقدر ما من الاستقلالية في السنوات الاخيرة. 

لا شك أن هذه حادثة قاسية ومحرجة للشرطة، ولكن يمكن القول انها غير مفاجئة. فعلى مدى سنوات فقدت الشرطة قدرة التأثير والردع في الدولة بشكل عام وفي المجتمع العربي بشكل خاص. وهي تعد جسما ضعيفا وغير مهني، جهازا غير قادر على ان يجلب المجرمين الى القانون او ليحل لغز عشرات حالات القتل والعنف في المجتمع العربي.

ولعل الحدث القاسي والخطير هذا يكشف جانبا آخر من انعدام المهنية في الشرطة. هنا تطرح الاسئلة الاساسية التي على الشرطة ان يجيبوا عليها لعموم الجمهور. لماذا وباي اطار سمحت باستمرار عمل تنظيم الحراسة في كفر قاسم؟ لماذا تعاونت الشرطة معهم؟ وكيف يحصل ان في دولة سليمة النظام يتاح لمجموعة من السكان – مهما كانت نواياهم طيبة، تنفيذ دوريات ليلية، تفتيشات وفحوصات لمواطنين آخرين بل وحتى اعتقال وتوقيف مواطنين؟ لقد جرت هذه العلاقات بين الشرطة وتنظيم الحراسة على مدى السنين. ومع الزمن تلقى هذا الجسم المدني صلاحيات غير رسمية وغير قانونية، نوع من الحكم الذاتي. يبدو ان الشرطة تعاونت مع تنظيم الحراسة في الدخول الى الاحياء الاشكالية او في اوساط عائلات مشكوك فيها. هكذا مثلا، بدلا من انتجد الشرطة لمتطوعي التنظيم اطارا مدنيا في اطار بلدية  كفر قاسم، اختارت تجاهل الظاهرة غير القانونية في صالح “هدوء النفس”. بفضل صمت الشرطة اتيح عمل التنظيم، الذي اصبح جزءا بنيويا من المشهد في كفر قاسم، نشاط يهدف الى ردع السكان والنبش في حياة المارة من المدينة ومن خارجها.

اذا كان هذا التنظيم ادعى حماية النظام في المدينة أو امن المواطنين، فلماذا نشهد نشاطا جنائيا قاسيا مثل احداث اطلاق النار، اعمال القتل، حرق السيارات وافساد الممتلكات في المدينة؟ الجواب على ذلك هو انه من خلف اقامة تنظيم الحراسة يوجد هدفان. الاول هو الحفاظ على النظام في المدينة وملء الفراغ الذي خلفته الشرطة على مدى السنين؛ ولكن الهدف الثاني والخطير جدا هو منع دوريات الشرطة في المدينة، وهكذا تخفيف التوتر والاحتكاك بين الشرطة وبين السكان.

في كل الاحوال، نأمل أن يتم التحقيق في هذا الحدث بشكل يتجاوز موضوع رفع لوائح اتهام وتقديم المشبوهين الى المحاكمة. فمن يدري؟ لعل شيء ايجابي يخرج من هذا ويؤدي هذا الحدث الى اقامة اطار مدني بعلم الشرطة. جسم هدفه الحفاظ على النظام وزيادة احساس الامن لدى سكان كفر قاسم، الذين يستحقون ان يعيشوا بامن شخصي بالضبط مثل سكان روش هعايم.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى