ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم / ترامب – كيم : ايران والفلسطينيون قلقون

اسرائيل اليوم – بقلم  يوسي كوبرفاسر – 19/6/2018

لقاء ترامب مع كيم هو بالطبع مجرد خطوة أولى في الطريق الى النزع التام لقدرات كوريا الشمالية النووية. فنجاح العملية منوط بنتائجها، ولكن كل المشككين بقدرات ترامب يبدون الان اكثر حذرا. يبدو أن السياسة – التي تدمج التصميم والقوة، الاستعداد لاستخدام القوة والايمان بقدرة الولايات المتحدة على تحقيق اهدافها بفضل مكانتها كقوة عظمى عليا وحيدة – تفوز بالانجازات.

ان الزعماء والخبراء في نظر أنفسهم للاستراتيجية والعلاقات الدولية والذين أدت سياسة المصالحة عديمة الثقة الذاتية التي انتهجوها الى قصورات واخفاقات، يواصلون عرض موقف نقدي تجاه سياسة ترامب. ومع ذلك، تسترق الى عقولهم امكانية أن يكونوا اخطأوا على مدى كل الطريق. فهم يقفون على شفا أزمة معرفية، من جهة يخافون من معانيها تجاههم، وبالمقابل يرغبون في أن يروا تحققها.

لا شك أن ترامب لن يكتفي حيال ترامب بتسوية مشابهة للاتفاق النووي مع ايران، والذي ابقى في ايديها قدرة على انتاج مخزون من السلاح النووي دون امكانية منع ذلك. واذا أصر كيم على ان يبقي في يديه قدرة كهذه، فستشدد الولايات المتحدة الضغط. والعقوبات الحالية ستبقى على حالها طالما لم يثبت كيم بانه بالفعل تخلى عن قدراته النووية. اما من ناحية اسرائيل، فالامر الهام هو ان انجاز ترامب حيال كوريا الشمالية يبرر الخطوات الامريكية حيال ايران والفلسطينيين.

الايرانيون هم أول من سيعانون من السياسة الامريكية الجديدة. فخروج كيم من صف الجوقة التي تنشد “الموت لامريكا” يضعف صمود ايران امام الضغوط الامريكية. معقول ان يطلب الامريكيون من الكوريين الشماليين ان يكفوا عن التعاون مع ايران في مجالات الصواريخ والسلاح غير التقليدي (على اسرائيل أن تتأكد من أن هذا الطلب يوجد في مكان عال في قائمة الشروط الامريكية لرفع العقوبات). كل هذا حين تكون العقوبات الامريكية، التي ستعود، تتسبب منذ الان لدول مختلفة، بما فيها في اوروبا، ان تتراجع عن الصفقات مع ايران.

ان الدعوات اليائسة من جانب زعماء ايران لكيم الا يصدق ترامب تؤكد فقط انعدام حيلتهم. فقد سبق لترامب ان اوضح بانهم في نهاية المطاف سيضطرون الى ابتلاع كأس السم والعودة الى المفاوضات. فالقيادة الاوروبية تتبين كما هو متوقع كسند متهالك بالنسبة لطهران، لانه ليس بوسعها ان تمنع الخروج العاجل للشركات الاوروبية الكبرى. روسيا هي الاخرى تعرض كتفا باردة، والصين لن تسارع الى الصدام مع الولايات المتحدة من أجل ايران.

على هذه الخلفية، فان الاضطراب في الساحة الداخلية في ايران قد يزداد، ومعه النقد على السياسة الفاشلة التي قامت على اساس الاعتقاد بان الضعف الغربي سيستمر وسيزداد. وأدى هذا الاعتقاد الى نفقات كبرى في تحقيق تطلعات التوسع الاقليمي، بحجم لا يناسب مقدرات ايران. ولا سيما عندما تتجند الولايات المتحدة واسرائيل، الى جانب الدول العربية السنية البراغماتية لصد رؤيا الجمهورية الاسلامية.

الفلسطينيون هم الاخرون يتابعون بقلق هذه التطورات. فنجاح سياسة القوة تجاه كوريا الشمالية وايران تذكر بانهم هم ايضا هدف لهذه السياسة. فالاعتراف بالقدس كعاصمة اسرائيل ونقل السفارة، والتقدم في التشريع الامريكي والاسرائيلي الذي سيقتطع نحو 2 مليار شيكل من المداخيل الفلسطينية (نحو 12 في المئة من الميزانية الفلسطينية)، طالما استمرت السلطة في دفع الرواتب للمخربين، ودعم واشنطن لسياسة استخدام القوة الاسرائيلية تجاه “مسيرة العودة” العنيفة في غزة – هي تعابير عن هذه السياسة.

ان النزال بين عريقات ومستشاري ترامب من على صفحات “هآرتس” يعكس الاحباط الفلسطيني من انه لم يعد ممكنا التوقع من الولايات المتحدة ابداء التسامح تجاه الرواية الفلسطينية، التي تبرر الكفاح بكل الوسائل ضد الصهيونية. مثل الايرانيين، لا يزال الفلسطينيون ايضا يحاولون الصراع ضد الواقع الجديد، ولكن عندما يتبين انه ينقصهم 2 مليار شيكل في الميزانية، من شأنهم ان يعمدوا ليس فقط الى تخفيض مستوى الفساد بل وايضا الى مراجعة اكثر جدية للمسار الذي اختاره كيم – تغيير الرواية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى