ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم– بقلم  يوسي بيلين –  وهم الفصل بين الاردن واتفاق اوسلو

اسرائيل اليوم– بقلم  يوسي بيلين – 22/10/2021

” من يتبارك بتأييده للسلام مع الاردن ولكنه يرفض اتفاق اوسلو يكرر الاقتراح البائس ليغئال الون في 1978 لتأييد الاتفاق مع مصر ورفض اخلاء المستوطنات الاسرائيلية في شبه جزيرة سيناء “.

في عنصره. ما كان ملزما بان يأتي. في كل سنة يصعد الى الجبل، يجلس امام مندوبي العائلة، يسمع تلميحات صريحة الى هذا الحد او ذاك عن اجواء التحريض الرهيب التي أدت الى الاغتيال، ومقتنع انه لم يكن له يد في الامر. بل العكس منح رابين “شرعية” وابلغه بانه ليس خائنا، فماذا يريدون منه؟ في البداية حاول ان يقنع. بعد ذلك فهم انه قدر له ان يسمع ما ليس لطيفا له والا يتوقع ان يتماثل احد ما من الجمهور معه بالذات. في نظره هو الضحية. في نظره هم المحرضون. الصعود الى الجبل اصبح كابوسا من ناحيته.

هذا الاسبوع كان بوسعه ببساطة الا يأتي. يكاد يكون مؤلما التفكير بان هذا ما كان سيؤدي الى هزة ارضية. صحيح، هو ينتمي الى المصاف الاول، ويجدر بالمصاف الاول ان يأتي الى الذكرى، ولكنه لا يفترض ان يخطب، واذا كان الحديث يدور عن مجاملة – فهو يشعر بانه هو المهان امام المؤسسة التي تقوم عليه، برأيه، من الاعلام “المجند” وحتى الشرطة والنيابة العامة، وعلى رأسها  مقربه السابق، المستشار القانوني الذي عينه. من المحكمة وحتى الناخبين الذين يحبونه جدا، ولكنهم لا يمنحونه التفويض المرة تلو الاخرى تلو الاخرى. 

وعندها يقرر بان يجعل تغيبه المرتقب عنوانا رئيسا. وفي نوع من المتعة الخفية يرى الندوات في قنوات التلفزيون ينشغلون بذلك. الموالون له يشرحونه، والمعارضون له ينتقدونه. هو يعود الى عنصره. 

ضد اوسلو، مع الاردن. في خطابه في الكنيست في الجلسة السنوية لذكرى اسحق رابين الراحل، شرح رئيس المعارضة بنيامين نتنياهو بان اليمين وهو على رأسه ليس رافضا للسلام، وتباهى بتأييده لاتفاق السلام بين اسرائيل والاردن في 1994. وهكذا يعرض نفسه كسياسي متوازن ومسؤول، يعارض اتفاقات سيئة برأيه، ويؤيد اتفاقات جيدة، مثل السلام مع الاردن. ولكن لا بد أنه يعرف جيدا انه ما كان احتمال للاتفاق مع الاردن لو لم يوقع قبل ذلك اتفاق اسرائيلي – فلسطيني.

لقد سعى السوريون والاردنيون لان يضمنوا جبهة عربية موحدة في محادثات السلام التي اديرت بالتوازي في واشنطن. وتقدير المشاركين العرب في المباحثات كان ان جبهة موحدة يمكنها أن تحقق تنازلات اكبر من اسرائيل؛ حافظ الاسد، الرئيس السوري درج على أن يلتقي الوفود قبل كل جولة محادثات في واشنطن اجريت في اطار مؤتمر مدريد، بينما الملك حسين اراد ان يضمن بان الاتفاق بين اسرائيل والفلسطينيين لن يتسبب باغراق بلاده بمزيد من اللاجئين. 

لقد حرر اوسلو الفلسطينيين من الوصاية العربية، واتاح لهم الوصول الى اتفاق منفرد، دون املاءات غريبة. الاردن وسوريا فوجئا حين علما بان تحت أنفيهما تحقق اتفاق اسرائيلي – فلسطيني. الاردن غضب من اسرائيل ومن م.ت.ف. سوريا يمكنها أن تغضب من م.ت.ف فقط وكلاهما توصلا الى الاستنتاج بانه بعد أن افلت الفلسطينيون من وصايتهما، لا حاجة لهما لانتظار السلام الاسرائيلي – الفلسطيني وكل واحد منهما يمكنه أن يتوصل مع اسرائيل الى اتفاق سلام منفرد. 

الملك حسين كان اكثر حزما من نظيره في الشمال، وبعد يوم واحد (!) من التوقيع على اتفاق اوسلو في الساحة الخلفية للبيت البيض وقعت في ذات المكان وثيقة تفاهم اسرائيلية – اردنية اعدت قبل سنة من ذلك، ولكن الاردنيون أخروا التوقيع عليها. الملك حسين قال لي ان الاتفاق الاسرائيلي – الفلسطيني (الذي لم يحبه) منحه الامكانية لسلام منفرد مع اسرائيل.

يكاد يكون كل اعضاء الكنيست ايدوا الاتفاق مع الاردن، بمن فيهم اولئك الذين رفعوا على مدى سنوات طويلة شعار “الاردن هو فلسطين”، واخترعوا بذلك امكانية ان يوافق الاردن على أن يشكل المكان الذي يتحقق فيه تقرير المصير للفلسطينيين. بينما اسرائيل لن تضطر لان توافق على اي تنازل اقليمي. من يتبارك بتأييده للسلام مع الاردن ولكنه يرفض اتفاق اوسلو يكرر الاقتراح البائس ليغئال الون في 1978 لتأييد الاتفاق مع مصر ورفض اخلاء المستوطنات الاسرائيلية في شبه جزيرة سيناء.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى