ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم– بقلم يوسي بيلين – ولنفترض أن الطرف الآخر سائب

اسرائيل  اليوم– بقلم  يوسي بيلين – 4/11/2020

حتى لو اقتنع كل العالم بان القيادة الفلسطينية سائبة وحتى لو اصبحنا احبة العالم العربي والاسلامي، فاننا لن نحل بذلك المشكلة الاصعب التي تقف على اعتابنا: ضمان اسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية قابلة للعيش “.

في مقاله “الفلسطينيون: مئة سنة من التسيب” (27/10/2020)،  يكرر دان شيفتن الادعاء بشأن التفويتات الفلسطينية لفرص الوصول الى سلام مع اسرائيل. وعلى حد قوله، فان القيادات السائبة تسببت للفلسطينيين بان يخسروا ليس فقط الاسرائيليين والامريكيين بل وان يخسروا اوروبا وحتى الدول العربية.

افترض أنه لو كان شيفتن يجري تحليلا موضوعيا، لوجد ايضا بضعة زعماء اسرائيليين سائبين القوا الى سلة قمامة التاريخ “اتفاق لندن” في 1987، والمبادرة السعودية 2002، التي وافقت عليها القيادة الفلسطينية ورفضها ارئيل شارون.

غير أن المسألة لا تتلخص بالتحليل التاريخي. وحتى على افتراض ان التاريخ الفلسطيني هو جملة من التفويتات، بينما قصتنا هي سلسلة من مساعي السلام التي رفضت، فان المسألة الحقيقية هي ماذا سيحصل لنا؟ ما هو مستقبل اسرائيل في وضع تكون فيه “الاعمال كالمعتاد” هي واقع الدولة الواحدة، مع حكم ذاتي جزئي جدا للفلسطينيين، على قسم صغير من الضفة الغربية، ومع وضع قانوني اشكالي جدا، تكون فيه اقلية تحكم الاغلبية، من خلال قوانين تسمح لها بغلاف شرعي، زعما. هذا هو برميل البارود المتفجر، الذي من شأنه أن يتفجر في وجوهنا او وجوه التالين بعدنا، وهو الذي يتعين علينا أن نفككه.

ان التفكير بان برميل البارود هذا سيتفجر من خلال سأم العالم من الشكاوى الفلسطينية وتفضيل الدول العربية لمصالحها ستقيم علاقات سياسية واقتصادية مع اسرائيل، وان تقترح هذه الادارة او تلك خطط سلام عديمة الاحتمال – هو تفكير  مضلل. فالسبيل العملي الوحيد لتفكيك البرميل هو تثبيت حدود بيننا وبين الفلسطينيين.

لقد كان الحل الاكثر عملية هو الوصول الى اتفاق مع الاردن  فور  حرب  الايام الستة على اساس حدود الهدنة بيننا وبينه، مع تعديلات معقولة  تتضمن جزءا من البلدة القديمة في القدس. طلبت حكومة التكتل الوطني من  الملك حسين ان  تضم  30 في المئة من الضفة فشرح بان الامر غير ممكن من ناحيته. واذا لم يكن ممكنا الحديث مجددا مع الفلسطينيين، واذا كان  الاردن مستعدا للتسوية معنا (رغم تنازله عن الضفة الغربية قبل 32 سنة)  تتضمن الضفة، فستعمل اسرائيل بشكل صحيح اذا ما وافقت على ذلك. اذا تبين بان هذا ايضا ليس ممكنا عمليا، فسيتعين علينا أن نتوجه الى الخيار احادي الجانب. هذه امكانية وحده حل الدولة الواحدة اسوأ منها. فلها نواقص عديدة، ولكن ميزة واحدة: اسرائيل لن توجد في وضع تحكم فيه اقلية يهودية اغلبية عربية.

ان الدول العربية معنية منذ سنوات جيل بالتقرب من اسرائيل لانه يفتح بابا لامريكا وبسبب  تطورها العلمي، الاقتصادي والامني. حتى لو اقتنع كل العالم بان القيادة الفلسطينية سائبة وحتى لو اصبحنا احبة العالم العربي والاسلامي، فاننا لن نحل بذلك المشكلة الاصعب التي تقف على اعتابنا: ضمان اسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية قابلة للعيش.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى