ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم– بقلم يوسي بيلين – اقصاء ترامب : الان تذكروا؟

اسرائيل اليوم– بقلم  يوسي بيلين -8 /1/2021

انتهاء ولاية ترامب هو نعمة للديمقراطية الاهم في العالم. ملدنوف يثبت بتجربته في المنطقة اهمية الامم المتحدة ككيان حيادي يمكنه أن يجسر بين الاطراف المتنازعة. حان الوقت لان يتوقف تعلق  صناديق المرضى بنية الحكومة الطيبة وتعاد اليها الضريبة الموازية المفروضة على ارباب العمل“.

بعد يوم الاربعاء المجنون في واشنطن  وهجمة مؤيدي ترامب على تلة الكابيتول يطرح البعض في الحزب الجمهوري (!) اقتراحا للبدء، رمزيا، لعملية اقصاء الرئيس دونالد ترامب. متأخر جدا. هذه  الساعات التي بدت كسيناريو غير منطقي كتبها كاتب سيناريوغير سوي. أهان الديمقراطية الامريكية، وهي غير قابلة للشطب. اقصاء الرئيس لم يعد يجدي احدا. لقد قاد امريكا في السنوات الاربعة الاخيرة شخص مضطرب، والسؤال هو كم هذا هو مرض معدٍ.

المكالمة المسجلة بين ترامب وبين المسؤول عن الانتخابات في ولاية جورجيا في امريكا كانت مكالمة ليست اقل من مذهلة. فالرئيس الذي لا يسلم بهزيمته، يحاول بصوته ان يقنع براد رفنسفورغر وزير خارجية جورجيا ان يجد له 11.780 صوت ايدت بايدين كي يتمكن هو، ترامب، ان يعلن كالمنتصر في الانتخابات للرئاسة في هذه الولاية. لقد سبق لترامب ان قام باعمال غريبة الاطوار، مثل سخريته المتواصلة لاستخدام الكمامة في وجه الكورونا، ولكن مكالمة كذه لم يسبق لاحد ان سمعها. لو كان هذا احد ما آخر لبرزت على الفور مطالبة بفحص الجانب الجنائي لطلبه. ولما كان هذا ترامب ولما كان يغادر، فقد كانت الاصوات لفتح تحقيق جنائي هامشية .

ثمة من يدعي بان ولاية ترامب كانت نعمة كبيرة لاسرائيل. وأنا اعتقد أن استعداده لان يدفع بذخائر امريكية من أجل التطبيع بيننا وبين أربع دول عربية كان ميزة  اسرائيلية. وبالمقابل – خروج الولايات المتحدة من الاتفاق مع ايران شدد من خطر ايران نووية. ولكن يخيل أن من ناحية امريكية، ترك ترامب للساحة السياسية الامريكية هو نعمة للديمقراطية الاهم في العالم.

نيكولاي ملدنوف، مبعوث الامم المتحدة لمسيرة السلام الاسرائيلية – الفلسطينية، بدأ هذا الاسبوع رحلته لمنصب ليس أسهل بكثير. مبعوث الامم المتحدة الى ليبيا. في السنوات الخمسة التي سكن فيها في قصر المندوب في القدس كان له هدفان: منع قرارات لا رجعة فيها ومن شأنها أن تفشل اتفاقا دائما بيننا وبين الفلسطينيين، ومن جهة اخرى – معالجة مشاكل من شأنها أن تؤدي الى مواجهات عنيفة بين الطرفين.

في نهاية الفترة يمكن التقدير بان الناس سيشتاقون له. من سيرة حياته غنية وتضم منصب وزير خارجية بلغاريا، نجح في أن يخلق ثقة بين الاطراف، ان يدخل الى التفاصيل ويقترح حلولا من داخل العلبة ومن خارجها.

يثبت اداؤه (مثل أداء معظم اسلافه في المنصب) للمستخفين باهمية الامم المتحدة ولمن يرون فيها جهة مناهضة لاسرائيل، كم يمكن لكيان حيادي حقا ان يؤدي دورا ايجابيا بين الاعداء.

صناديق المرضى حظيت هذا الاسبوع بالمجد في اطار حملة التطعيم. فجأة يتحدث الحديث في مدحها، وعن حق. فحيقة أن صندوق المرضى كلاليت الذي هو الاكبر والاقدم، وصناديق المرضى الاخرى تقيم عيادات في كل البلاد، هي التي تسمح لاسرائيل بان تطعم مواطنيها في كل مكان، بسرعة يمكن التباهي بها. تذكير قصير: في بداية التسعينيات وصلت صناديق المرضى الى أزمة مالية صعبة ومن جهة اخرى – نحو مليون مواطن في اسرائيل لم يكن لهم تأمين صحي. وزير الصحة في حكومة رابين، حاييم رامون قاد باتجاه قانون الصحة الرسمي الذي أدى الى التغطية  الطبية لجميع، ومول جهاز الصحة من خلال دفعات متفاوتة للتأمين الوطني، ودفعات موازية لارباب العمل في الاقتصاد.

حكومة نتنياهو الغت “الضريبة الموازية” لارباب العمل، ومنذئذ تجري في كل سنة مفاوضات مضنية بين الصناديق وبين الحكومة على حجم التمويل الحكومي للصناديق. وعلى خلفية الفهم المتجدد لاهمية الصناديق، حان الوقت لاعادة الضريبة الموازية من ارباب العمل للصناديق ووضع حد لتعلقها المعيب بالنية الطيبة من جانب الحكومة.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى