ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم– بقلم يوآف ليمور – لنعمق الردع ، ونؤجل الحرب

اسرائيل اليوم بقلم  يوآف ليمور – 15/7/2021

في الحرب التالية لن تكون جوية فقط بل وبرية ايضا. وفي هذهالاثناء تفعل اسرائيل خيرا إذ تمارس كل ما لديها من ادوات كي تعمق الردع وتؤجل الحرب “.

للكشف  عن مخزن أسلحة حزب الله في كفر عبا في جنوب لبنان هدفان. الاول، هو  ان  نري  حزب الله مرة اخرى بانه مخروق استخبارياواعماله مكشوفة لاسرائيل. والثاني، هو تحذير الاسرة الدولية، الاقليمية واللبنانية من الثمن الباهظ الذي سيكون للحرب التالية في لبنان.

ليست هذه هي المرة الاولى  التي تكشف  فيها اسرائيل  معلوماتاستخبارية، في محاولة لممارسة الضغط المباشر  او غير المباشر لحزب الله. فقد فعلت هذا في شؤون اصغر، مثل استخدام حزب الله لمواقع المراقبة تحتغطاءمنظمة حماية البيئة، وفي شؤون اكبر، مثل مكان قسم من المواقع التي يستخدمها حزب الله لتحويل الصواريخ الى دقيقة.

ان كشف مخزن السلاح هو استمرار مباشر لذلك. ويفترض  به أن يدفع حزب الله لان يبحث في داخله عمن سرب وان يخشى من أن تكوناسرار اخرى له  – اهم من هذه، مكشوفة لاسرائيل. كما أنه يفترض به بالتوازي أن يدفع سكان القرية اللبنانية لان يخافوا ويطرحوا الاسئلة. مشكوك أن يتجرأ أي من آباء الـ 300 تلميذ  في هذه المدرسة على أن يصطدم بحزب الله ولكن القلق والخوف سيظهران  جيدا وسيؤثران على حزب الله.

كمنظمة اساس قوتها هو الدعم غير المتحفظ من السكان الشيعة في لبنان، فانها لا بد ستعطي الرأي في أنها بافعالها تحول نفسها من مدافعةعن السكان الى مصدر الخطر الاساس عليهم. يمكن الافتراض الا يكونهذا موقع السلاح الوحيد الذي اقامه حزب الله قرب  السكان المدنيين. فهذهممارسة  معروفة لديه، ومثلها تقوم به منظمات الارهاب في غزة. الفكرة بسيطة: نقل  المعضلة الى اسرائيل. اذا هاجمت هذه المواقعسيقتل لبنانيون ابرياء  كثيرون،  الامر  الذي  يثير  انتقادا دوليا حادا، بل وربمااتهامها بجرائم حرب. اذا امتنعت عن  ذلك، ستجد صعوبة في وقف نارالصواريخ على بلداتها، وبالضرورة تعطي حزب الله انجازا هاما.

في الـ 15 سنة التي انقضت منذ حرب لبنان الثانية، جمع الجيشالاسرائيلي معلومات عن الاف المواقع كهذه. وقال قائد المنطقة الشمالية اللواءامير برعم ان للقيادة فقط يوجد اليوم عشرين ضعف الاهداف التي كانت لهافي 2006. وتوجد اهداف كثيرة اخرى في عمق لبنان. سلاح الجو وحده جاهز لمهاجمة الاف الاهداف في كل يوم من الحرب، تلميح صغير لما يخططله الجيش الاسرائيلي (وما ينتظر لبنان) في المعركة التالية.

النتيجة المحتمة ستكون دمارا جسيما في  قرى جنوب لبنان، وفي كل موقع آخر ينصب فيه حزب الله وسائل قتالية، مثلما عادت وحذرت مؤخرا كلالقيادة السياسيةالامنية في اسرائيل. البديل هو أن يقتل الكثيرون فياسرائيل، وان تطول الحرب جدا. ولكن بخلاف المعركة الاخيرة في غزة لايمكن للجيش الاسرائيلي أن يعمل في لبنان من الجو فقط. منظومات الدفاع الجوية ليست قادرة على أن تحمي من وابل الاف الصواريخ في اليوم، ومناجل وقف النار وتشديد الضغط على حزب الله، من خلال دحر السكان شمالا، ضمن امور اخرى –  سيتطلب من الجيش الاسرائيلي أن يدخل الى لبنان بريا، ليستولي على الارض نفسها ويجعل من الصعب على حزب الله اطلاق الصواريخ منها.

هذه الخطة التي نفذت جزئيا في 2006 (بل وبتأخير وبتلعثم ايضا) يجري  التدرب  عليها منذئذ انطلاقا من هدف تنفيذها في الحرب  التالية فيلبنان. ليس لاحد في اسرائيل أوهام في أن تكون هذه نزهة لطيفة فيحديقة؛ ثمن هذه الحرب سيكون جسيما، في الجبهة الامامية والخلفية. ولكن مثلما اشار برعم امسالحرب التالية ستكون مركبة بالنسبة لنا ولكنها لاتطاق بالنسبة لهم“. هذا التحذيرمضاف اليه كشف  مخزن السلاحجاء لممارسة الضغط اللبناني الداخلي الذي يلجم حزب الله، وللضغط من خارج لبنان على ما تبقى من حكومة لبنان. تجربة الماضي تفيد بان حزب الله سيحاول تشويش والتدوير للعيون، وسيبقى على عادته.

وبعد كل هذا، من الواجب القول: حدود الشمال هادئة، وسطحيا لاتوجد اي مؤشرات على حرب قريبة. حزب الله ملجوم (وكذا اسرائيل)  ومشغول البال الى ما فوق الرأس في المشاكل اللبناية الداخلية. ولا يزال، هذه حدود قابلة للتفجر وهذا عدو خطير. وعليه، خير تفعل اسرائيل حين تمارس  كل ما لديها من ادوات كي تعمق الردع وتؤجل الحرب.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى