ترجمات عبرية

 اسرائيل  اليوم– بقلم يوآف ليمور – لا مصلحة لاسرائيل  في العودة للقتال في غزة

اسرائيل  اليوم– بقلم يوآف ليمور – 7/6/2021

” رؤساء جهاز الامن يعتقدون بان مسيرة في هذا الوقت – على خلفية الحملة التي انتهت لتوها والوضع السياسي المشحون على اي حال في اسرائيل – من شأنها أن تشعل نارا كبيرة وزائدة سيصعب جدا على اسرائيل أن تشرحها في العالم. سطحيا يفترض بحماس ان تخشى هذه النار “.

أربعة اسابيع بالضبط مرت منذ اليوم الذي اطلقت فيه حماس الصواريخ الى القدس ويخيل وكأننا على شفا تصعيد متجدد في قطاع غزة. المتفجرات كلها متناثرة منذ الان، ظاهرة لعيان الجميع. بخلاف الجولة السابقة، احد ايضا لا يجتهد لاخفائها. في غزة يهدد يحيى السنوار علنا بانه اذا لم يتلقى هذا الاسبوع حقائب الدولارات من قطر – فانه سيشعل الجبهة. وبالتوازي، حذر بانه سيعود ليدافع عن الاقصى، تلميح برد محتمل على مسيرة الاعلام المخطط لها يوم الخميس في العاصمة. 

في الجولة السابقة ايضا كانت ذريعة حماس، لمن نسي، شؤون القدس. بضغط من رئيس الاركان ورئيس الشاباك غير في حينه مسار مسيرة الاعلام بحيث لا يمر في شارع في باب العامود، ولكنه انطلق على الدرب وتوقف بسبب الصواريخ. واليوم ايضا يعتقد الرجلان (ومعهما وزير الدفاع) بان اقرار المسيرة في هذا الوقت هو خطأ جسيم بسبب احتمال التفجر الذي فيها. للاسف، سيوصون بعدم السماح للسائرين ان يمروا في الاحياء الاسلامية في البلدة القديمة، لاجل تقليص الاحتكاك والعنف المحتمل.

يمكن ويجب اجراء بحث في جوهر السيادة الاسرائيلية في القدس: ما معنى هذه السيادة، اذا كان محظورا السير في شوارع المدينة بحرية والاحتفال بتوحيدها. ولكن يمكن ويجب ايضا اجراء بحث في الشكل المناسب، بما في ذلك في سياق الموعد وفي سياق التوقيت ايضا. رؤساء جهاز الامن يعتقدون بان مسيرة في هذا الوقت – على خلفية الحملة التي انتهت لتوها والوضع السياسي المشحون على اي حال في اسرائيل – من شأنها أن تشعل نارا كبيرة وزائدة سيصعب جدا على اسرائيل أن تشرحها في العالم. سطحيا يفترض بحماس ان تخشى هذه النار. ففي المعركة الاخيرة تلقت ضربات قاسية في منظومتها العسكرية، يفترض أن تجعلها تجلس بهدوء لفترة طويلة. وكان هذا ايضا احد الاهداف المعلنة للحملة، الى جانب التطلع الاسرائيلي للقطع بين المنظمة وبين القدس. 

يبدو ان الهدف الثاني فشل، وعلى الاول يوجد علامة استفهام كبيرة. والاسوأ من ذلك، لا يبدو أن حماس مردوعة. فالعكس هو الصحيح: يحيى السنوار خرج معززا، ويشعر كمن انتصر في المعركة. خطاباته الاخيرة امتلأت بالحماسة، وفي شعبة الاستخبارات يوجد منذ الان من يدعي بان السنوار يشعر ويتصرف وكأنه صلاح الدين. 

ليس لاسرائيل مصلحة للعودة الى القتال في غزة. ليس بسبب  الثمن بل لاجل الهدف. ففي غياب قرار للدخول الى غزة وهزيمة حماس، فان استمرار المعركة بذات الطرق سيكون مزيدا من الامر ذاته. صحيح أن رئيس الاركان وجه تعليماته لقيادة المنطقة الجنوبية لان تكون في جاهزة “لعدة ايام قتالية اخرى”، ولكن مشكوك ان يحققوا ما لم يتحقق في حملة حارس الاسوار. اذا كانت اسرائيل تريد أن تغير المعادلة، فعليها أن تتصرف مثلما في فيلم “حملة الجدة”: ان تبدأ بأقوى ما عندها، وبعدها تزيد. ان تجد فرصة لتصفية القيادة العسكرية – السياسية لحماس (وبالاساس السنوار والضيف)، ومن هناك تواصل المعركة. وكبديل، عليها أن تسرع المحادثات التي تجرى بوساطة مصرية، لاجل الوصول الى تفاهمات تضمن هدوءاً طويل المدى، بكل ما يعنيه هذا من معنى ايجابا وسلبا. اما استمرار الوضع القائم، حيث يعتمد الطرفان على وقف نار هش، عديم الشروط والتوافقات، فهو خطير ومتقلب. حماس، كما اسلفنا، تطلب المال، وتوافقات في القدس. اما اسرائيل فغير معنية لان تعطيها الامرين (المال هي مستعدة لان تنقله فقط بواسطة السلطة الفلسطينية، وفقط مقابل التقدم في موضوع الاسرى والمفقودين)، ولكنها ايضا غير معنية بالعودة الى تنقيط الصواريخ الذي من شأنه ان يؤدي الى استئناف القتال.

هذا يلزم اسرائيل بان تتصرف الان برباطة جأش. ان تحدد اهدافا ومرامٍ، وان تقرر ما هو الحرج (الربط بين المال والتوافقات)، وما هو الاقل (مسيرة الاعلام). اذا امتنعت عن عمل ذلك فمن شأنها ان تعلق في دوامة خطيرة. ولمن يحتاج الى التذكير، فليست غزة وحدها على جدول الاعمال:  الجولة السابقة  اشعلت النار ايضا في الضفة، في الحدود الشمالية وفي مدن اسرائيل. السيناريو الذي يجب الاستعداد له الان ايضا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى