ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم – بقلم يوآف ليمور – لا لقاح لعناد حماس

اسرائيل اليوم– بقلم  يوآف ليمور – 19/1/2021

من اللحظة التي فهمت فيها حماس بان الكورونا لن تدفعها الى الانهيار، فانها تصرفت كما يقول الكليشيه – “ما لا يقتلني يقويني”. يمكن الافتراض بان المنظمة ستشدد مواقفها “.

مشكوك أن يكون اطلاق الصواريخ  فجر أمس نحو اسدود يشير الى ميل جديد في القطاع. ولكن في اسرائيل ينبغي لهم أن يكونوا قلقين: فالجهود للتسوية تتعثر، واسرائيل فوتت الفرصة لاستغلال ازمة الكورونا في المفاوضات مع حماس.

نفذ اطلاق النار نفسه في 02:00 قبل الفجر من منطقة توجد تحت  سيطرة حماس، في بيت حانون شمالي القطاع. وشخّص رادار منظومات اعتراض الصواريخ انطلاقها ولكنها لم تعترضها قبل أن تسقط في البحر المفتوح. حتى يوم أمس امتنع عن أن يؤكد رسميا الحالات التي سقطت فيها الصواريخ في البحر، والرقابة شطبت ذلك ايضا – بدعوى أن الامر قد يوفر معلومات للعدو ويخدمه في المستقبل. من السابق لاوانه أن نعرف اذا كان البيان الرسمي أمس هو تغيير في الميل ام محاولة لصد النقد على أن  الصواريخ لم يتم اعتراضها.

مهما يكن من أمر، فبخلاف المرات السابقة، كان الجيش الاسرائيلي امس حذرا في أن يقرر بان خللا فنيا هو الذي تسبب باطلاق الصواريخ. وبغياب معلومات دقيقة، تبقى كل الامكانيات مفتوحة: ان تكون حماس تسعى لان تطلق اشارة لاسرائيل في جملة مواضيع موضع خلاف (من الاقتصاد والكورونا وحتى السجناء)؛ أن تكون جهة عاقة ما ثارت اعصابها فقررت العمل وحدها (مثل غير قليل من الاحداث الاخيرة)؛ او أن يكون هذا بالفعل خللا (وان كان تواصل كهذا من مواضع الخلل يتعارض وكل منطق احصائي، حتى لو اخذنا بالحسبان الصيانة الغزية العليلة).

لن تتبرع حماس نفسها بالمعلومات، وبخلافا الحالات السابقة لم  تسارع أيضا للتنكر للحدث. فقد استوعبت المنظمة الهجوم  الإسرائيلي المضاد ويخيل أن الطرفين اعلنا بلا  كلمات انتهاء الحدث.

غير أنه مشكوك ان يكون الواقع على الأرض يدعم ذلك. صحيح أن إسرائيل وحماس غير معنيتين بالمواجهة، وسطحيا لا توجد أيضا أي مؤشرات على التصعيد ولا حتى على التوتر الموضعي، ولكن للواقع دينامية خاصة به. غزة متهالكة، جوعى ويائسة مثلما لم تكن ابدا، والمحادثات لتسوية واسعة أو موضعية تتحرك ببطء. وفي غزة أيضا يفهمون بانه مشكوك أن تتقدم الأمور بسرعة قبل الانتخابات في إسرائيل.  ومعقول أكثر – قبل أن تقوم هنا حكومة جديدة (واحد لا يعرف متى سيحصل هذا). يمكن التقديربيقين عال بانه حتى ذلك الحين ستثور أعصاب احد ما في غزة في وقت ما ليتحدى الواقع الأمني في الجنوب.

كانت لإسرائيل في الأشهر الأخيرة  أوراق جيدة في اليد لتغيير هذا الواقع من الأساس. فقد وضعت الكورونا إسرائيل مرتين على الأقل في جانب من كان يمكنهم أن يساعدوا غزة. في المرة الأولى في بداية الازمة، قبل نحو سنة، عندما خافوا في غزة من الانهيار وكانوا يائسين لتلقي مساعدة فورية، وفي المرة الثانية في المدى الزمني الذي بين تشرين الثاني الأخير وبداية كانون الثاني عندما خافوا في غزة ان يبقوا بلا  تطعيمات. في الحالتين فوتت إسرائيل الفرصة لمساعدة غزة مقابل إنجازات في المفاوضات، ولا سيما في المجال الإنساني (إعادة جثماني الجنديين الإسرائيليين هدار غولدن واورون شاؤول، والمواطنين ابرا منغيستو وهشام السيد المحتجزين في القطاع). كان هذا مزعجا في المرة الأولى وكان أكثر ازعاجا في المرة الثانية: في غزة سيتلقون اللقاح من دول في الخليج أو من منظمات دولية، وإسرائيل لا يمكنها أن تعارض، وضاعت لها فرصة ذهبية عبثا.  

والأسوأ من ذلك، فانه من اللحظة التي فهمت فيها حماس بان الكورونا لن تدفعها الى الانهيار، فانها تصرفت كما يقول الكليشيه – “ما لا يقتلني يقويني”. يمكن الافتراض بان المنظمة ستشدد مواقفها، بما في ذلك على خلفية ريح الاسناد الذي ستحصل عليه القضية الفلسطينية بمجرد دخول إدارة بايدن الى البيت الأبيض. من ناحية إسرائيل هذه انباء سيئة؛ مثلما هو الحال دوما، ما لا ينجح في الجنوب بالكلام، سينتهي  بالصواريخ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى