ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم– بقلم يوآف ليمور – كشف نفق الارهاب : في قطاع غزة يستعدون للحرب

اسرائيل اليوم– بقلم  يوآف ليمور – 21/10/2020

يبدو أن منظمات الارهاب في القطاع لم تتخلى عن فكرة الانفاق، او المقاومة ويعتقدون بانه حتى لو أرادوا السلام او التهدئة فيتعين عليهم ان يستعدوا للحرب “.

إن كشف النف الذي حفر من غزة الى اراضي اسرائيل هو انجاز عملياتي اول للعائق التحت أرضي الذي يقام على طول الحدود مع القطاع.

لقد عثر على هذا النفق بمساعدة التكنولوجيا المركبة على العائق، بهدف الاخطار في حالة حفر انفاق أو النية لتخريب العائق نفسه. من هذه الناحية لا يدور الحديث فقط عن احباط عملياتي بل وأيضا عن حدث ذي مغزى ردعي: معقول ان يكون النفق كان يسعى لان يتحدى العائق ويفحص قدراته وسبل تجاوزه. ومجرد الكشف يطلق الاشارة الى الطرف الاخر بانه يواجه تحديا كبيرا جدا، سيحتاج منه لمقدرات كبرى كي يحاول اختراقه نحو الاراضي الاسرائيلية.

ولكن الى جانب الانجاز التكتيكي – العملياتي للعائق  وللقوى التكنولوجية والاستخبارية في فرقة غزة وفي قيادة المنطقة الجنوبية، يفيد هذا الحدث بأمرين اضافيين – واحد عملياتي والثاني استراتيجي.

العملياتي، يتبين أن منظمات الارهاب في القطاع (وعلى رأسها حماس) لم تتخلى عن فكرة الانفاق. رغم العائق – الذي  من المتوقع أن يكتمل بعد نحوخمسة اشهر – يؤمنون بانهم سينجحوا في الحفر والتسلل الى الاراضي الاسرائيلية، وهم مصممون على عمل ذلك بكل ثمن تقريبا. واستمرارا لذلك، يحتمل أن نرى في المستقبل محاولات للحفر على مسافة أعمق حتى المياه الجوفية، او للعودة للعمل في محور التفافي من غزة الى الاراضي المصرية ومنها الى الاراضي الاسرائيلية في منطقة لم يتم فيها بعد اقامة العائق التحت أرضي.

استراتيجيا، يفيد هذا الحدث انهم في غزة يستعدون للحرب. في الاشهر الاخيرة اشارت كل محافل التقدير في اسرائيل بان حماس ضعيفة ومردوعة، ولا تريد التصعيد. كما أن سلوكها في الميدان يشهد على ذلك: من امتناعها عن الانضمام الى القتال بعد تصفية مسؤول الجهاد الاسلامي بهاء ابو العطا في تشرين الثاني من العام الماضي، عبر تجلدها في جملة احداث درجت فيها على العمل والرد في الماضي، وحتى محاولاتها لان تدفع الى الامام بكل سبيل محادثات التهدئة مع اسرائيل.

لا تزال هذه التقديرات سارية المفعول. لا تريد حماس الحرب، وهي تفضل حلا يسمح لها بإعادة بناء القطاع واحلال الهدوء والازدهار (النسبي، فعلى أي حال تبقى هذه غزة) لسكانها. ولكن الى جانب ذلك فان حماس ليست مستعدة باي  شكل من  الاشكال لان تهجر فكرة المقاومة التي تقبع في أساس وجودها. ورغم حلو اللسان في المحادثات مع المصريين، القطريين وممثلي الأمم المتحدة، فقد كانت ولا تزال منظمة إرهاب تسعى لابادة دولة إسرائيل.

وعليه، فانه عندما تحفر حماس الانفاق فانها في واقع الامر تطلق الإشارة لرجالها وللجمهور الغزي بانها قد تكون غيرت تكتيكها، ولكنها لم تغير الاستراتيجية، وحتى ان استغرق الامر وقتا – فانها ستعود الى طريقها.

ولهذا فانها تواصل أيضا الاستثمار في مشروعها الصاروخي وبالوسائل الأخرى التي يفترض أن تستخدمها في حرب مستقبلية ضد إسرائيل، والكفيلة بان تندلع حتى في المدى الزمني القريب دون أن يكون الطرفان معنيين بذلك. فبعد كل شيء غزة هي غزة، الحساسية فيها عالية كما هي دوما، وربما دائم على خلفية الوضع الاقتصادي اليائس والكورونا التي تفجرت في القطاع أيضا.

في إسرائيل على وعي باحتمالية التفجر هذه، ويحاولون ابعاد المعركة. فالى جانب احباط النفق الذي اشغل الجيش الإسرائيلي في  الأيام الأخيرة يبذل جهاز الامن جهدا مكثفا بالعمل على سلسلة مشاريع مدنية وإنسانية تسمح بهدوء  طويل المدى في الجبهة، ولكن أحدا لا يوهم نفسه: كما يقول الكليشيه القديم الذي هو صحيح دوما في الشرق الأوسط، وثبتت صحته امس مرة أخرى، فان من يريد السلام (أو الهدوء) – فليستعد للحرب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى