ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم– بقلم  يوآف ليمور – على اسرائيل ان تستغل انجازات الحملة بهدوء طويل في الجنوب

 اسرائيل اليوم– بقلم  يوآف ليمور – 19/5/2021

” الى جانب الجهود لانهاء القتال بشكل يرفع الى الحد الأقصى ليس فقط الإنجاز العسكري، بل والانجاز السياسي أيضا على إسرائيل ان تعمل كل شيء على تريد الجبهات الأخرى التي تهدد بالانفجار “.

تسعة ايام في حملة “حارس الاسوار”، ويخيل أن التحدي الاسرائيلي الاساس الان لم يعد عسكريا، بل سياسي: كيف يمكن استخدام انجازات الحملة بحيث تضمن هدواً طويلا في الجنوب، بشكل يبث قوة ايضا وضمنا يمنع تصعيدا في جبهات اخرى. 

مع ان الحملة لم تنتهي بعد، ولكنه بات واضحا منذ الان بان الجانب العسكري يميل بشكل جلي في صالح اسرائيل. أعدت حماس سلة كاملة من المفاجآت للمواجهة مع الجيش الاسرائيلي. من عمليات الانفاق على الجدار، مضادات الدروع والقناصة وعمليات حوامات وادوات تحت بحرية وحتى شبكة الانفاق المتطورة الرامية الى توفير جواب لامكانية دخول بري الى القطاع وتوفير مأوى لنشطاء حماس. 

كل هذا انهار تماما تقريبا في الاسبوع الاخير. عمليا، المنظومة الوحيدة لحماس التي لا تزال تؤدي مهامها هي النار الصاروخية. وهنا ايضا نجح الجيش الاسرائيلي في أن يضرب بقوة بعضا من الوسائل، والجهد الان هو لضرب وسائل اطلاق متعددة الفوهات تنتشر في ارجاء القطاع. وحسب التقديرات المختلفة، في بداية المعركة كان لحماس اكثر من مئة وسيلة اطلاق كهذه، (كل واحدة منها قادرة على ان تطلق بالتوازي الى مسافات مختلفة بين 10- الى 20 صاروخ) دمر نصفها. وتشرح هذه الإصابات جزءا من الصعوبة النسبية لحماس في ان تطلق صواريخ الى مسافات بعيدة. 

في الأيام الأخيرة  كان واضحا ان المنظمة الإرهابية تدير انضباطا للنار اكثر تشددا مما في بداية المواجهة مع إسرائيل؛ فاذا كانت في الأيام الأولى للمعركة اطلقت من غزة رشقات لمركز البلاد على كل برج قصف في القطاع، فان سياسة المنظمة الان تغيرت والاطلاقات الاستراتيجية (ولا سيما الى غوش دان) محفوظة كرد على اعمال شاذة للجيش الإسرائيلي. ومع ذلك لا تزال لدى حماس قدرة نارية ذات مغزى، ولا سيما للمدى القصير، والتي جبت امس ثمنا دمويا من عاملين تايلنديين من معمل في احدى بلدات غلاف غزة. بقدر كبير ذكرنا هذا بنهاية حملة الجرف الصامد، حين قتل في يومها الأخير مواطنان بإصابة قذيفة هاون في كيبوتسنيريم. 

يتركز الجهد العملياتي الان في ثلاثة آفاق مركزية.  الأول استمرار الإصابة المنهاجية للانفاق التي حفرتها حماس. الثاني الإصابة لبنى تحتية إضافية، بما في ذلك مواقع الاطلاق، القيادات ومنازل القادة في المنظمة. وتركز الاعمال امس في خانيونس وفي رفح بعد أن تركزت في الأيام الأولى في شمال القطاع حيث توجد أساس قوة المنظمة، ومنها أطلقت أيضا معظم الصواريخ الى أراضي إسرائيل.  

الجهد الثالث هو إصابة مسؤولين كبار. في الجيش وفي المخابرات يكرسون لذلك وسائل عديدة وواضح أن الهجمات المكثفة على شبكة الانفاق دفعت بعضا من كبار المسؤولين للعودة الى العمل من فوق الأرض. ويفترض بهذا ان يسهل ملاحقتهم لان تحركاتهم العلنية نسبيا ستخلق معلومات اكثر تتيح العثور عليهم، ولكن محافل رفيعة المستوى قالت ان بعضهم يحيطون انفسهم بمواطنين أبرياء ولا سيما بالأطفال على أمل أن يشكلوا لهم درعا بشريا. في الجيش الإسرائيلي يحرصون على الا يمسوا بما يسمى  في اللغة المغسولة “غير مشاركين” ولكن قال احد المصادر امس انه “يخطيء من يعتقد انه سيحصل منا على الحصانة فقط لانه يوجد حوله مدنيون”. 

وكما أسلفنا، فان وجع الرأس ينتقل الان بالأساس الى الساحة السياسية. ومع أن الجيش الإسرائيلي تلقى الإشارة بان الحملة مستمرة في المرحلة الحالية دون عراقيل او ضغوط، ولكن من خلف الكواليس تجري اتصالات لا تنقطع لوقف القتال. في إسرائيل اوضحوا بانهم لن يوافقوا على أي شروط لوقف النار، وان شروط التسوية مع حماس لن تبحث الا في المستقبل وفقا للتطورات على الأرض. وهكذا فان إسرائيل معنية بان تعيد ادخال البضائع بالتدريج، فتح مجالات الصيد ودخول العمال. وفقط بعد أن يتضح بان النار لن تتجدد لزمن طويل.

اما اذا استؤنفت النار مع ذلك (بما في ذلك اطلاق البالونات)، فسيطلب الجيش الإسرائيلي من القيادة السياسية تثبيت معادلة رد جديدة،  بل الدخول الفوري الى قتال مكثف متجدد. في الجيش يعتقدون بان فقط هكذا سيكون ممكنا الإبقاء في غزة على ردع قوي يصمد لزمن طويل. ومع ذلك، ليس واضحا ما مدى إمكانية أن يلبى هذا الطلب؛ أفكار مشابهة تبحث أيضا بعد حملات سابقة ولكنها اصطدمت دوما بمصاعب مختلفة – من غياب الشرعية الدولية وحتى عدم الرغبة في ادخال سكان الغلاف والجمهور الإسرائيلي الى قتال متجدد. 

الى جانب الجهود لانهاء القتال بشكل يرفع الى الحد الأقصى ليس فقط الإنجاز العسكري، بل والانجاز السياسي أيضا على إسرائيل ان تعمل كل شيء على تريد الجبهات الأخرى التي تهدد بالانفجار. وقد عصفت الضفة امس للمرة الثانية في الأيام الأخيرة بما في ذلك عمليتان في الخليل وفي مفترق يهودا والسامرة. وفي الساحة  الشمالية أيضا لم تهدأ بعد اطلاق الكاتيوشا اول أمس من لبنان، والذي اضيف الى سلسلة احداث أخرى: حزب الله لم يدخل الى النشاط ولكنه لا يحاول لجمه، الامر الذي من شأنه ان يدهور الطرفين الى مواجهة غير مرغوب فيها. 

امس أيضا اعترض سلاح الجو طائرة مسيرة تسللت الى إسرائيل في شمال البقاع. ومع ان الجيش امتنع عن إعطاء تفاصيل من اين أقلعت الطائرة، ومن المسؤول عن اطلاقها وما هي الشحنة التي حملتها ولكن يمكن التقدير بان العنوان موجود في طهران. ايران هي الوحيد التي تحوز على قدرة من هذا النوع في المنطقة، ولديها مصلحة في احراج إسرائيل ومحاولة المس بها. وكما يذكر في شباط 2018 اعترض سلاح الجو على طائرة مسيرة اطلقها الإيرانيون من قاعدة في شمال سوريا. ومنذئذ تبذل طهران جدا واضحا في هذا المجال بل وتنقل طائرات مسيرة من أنواع مختلفة الى عدد من مرعييها في المنطقة. في إسرائيل أملوا في ان يتيح استمرار القتال في غزة قطع الصلة بين المعركة في الجنوب وبين الجبهات الأخرى، مع التشديد على القدس والضفة. صحيح أن القدس هدأت في الأيام الأخيرة، لكن حماس لا تزال يمكنها أن تعزو لنفسها إنجازات لا بأس بها في الساحة السياسية وعلى رأسها اخذ الصدارة في الشارع الفلسطيني، إعادة القضية الفلسطينية الى جدول الاعمال في الدولة واشعال المدن المختلطة في إسرائيل. في اليوم التالي لوقف النار ستضطر لان توازن بين الثمن الهائل الذي دفعته غزة بسببها وبين الزخم الذي تلقته في الساحات الأخرى. هذا الصراع بين خسارتها العسكرية والانتصار المدني سيقرر بقدر كبير الواقع المستقبلي في الجنوب. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى