ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم – بقلم  يوآف ليمور  – حرب مفوتة

اسرائيل اليوم – بقلم  يوآف ليمور  – 1/7/2021

” على اسرائيل ان تندم لانها لم تضرب حزب الله  بقوة اكبر في حرب لبنان الثانية وعلى أنها سمحت له بالتسلح في السنوات التالية للحرب “.

للحرب اللبنانية الثانية كان هناك الكثير من الافضليات التي ذكرت في التقييم، ومن العيوب  اكثر مما ذكر فيه. في منظور من 15 سنة، فإن افضليتها الواضحة هي الهدوء التام وغير المسبوق التي نتج عنها في الحدود الشمالية. وعيوبها تمثلت في القوة العسكرية الضخمة التي جمعها حزب الله اثرها وفي ميزان الردع المتبادل التي وفرتها للحزب مقابل اسرائيل.

دخل الجيش حرب عام 2006 دون استعداد. لم يكن لدى قيادة الشمال خطط محددة للحرب في لبنان، وعدد المواقع المستهدفة  لدى حزب الله كانت قليلة. بمعنى ان اسرائيل عملت من خلال العواطف وليس من خلال التفكير، لكي تنتقم لعملية اختطاف اهود لدفسر والدد ريغف، وذلك بعد اختطاف غلعاد شليط في غزة قبل ثلاث اسابيع. والنتيجة كانت مسيرة فوضوية من اصدار القرارات، تمركزت حول البحث عن صورة انتصار – لم تتحقق.

في الحرب الثانية تحددت خطة العمل لدى منظمات الارهاب، والتي ظهرت ايضا في العملية الاخيرة في غزة، استخدام الاماكن السكنية المبنية والسكان كسواتر لاطلاق الصواريخ على المناطق الاسرائيلية، وخلق الازمة لدى الجانب الاسرائيلي. اذا هاجم الجيش الاسرائيلي من الجو، سيقتل مدنيين كثر وتنشأ معارضة عالمية، اذا هاجم الجيش بالمشاة، سوف تقابله افخاخ كثير، عبوات ناسفة، صواريخ مضادة للمدرعات، انفاق وغيرها لقتل الجنود واختطافهم.

نمط العمل البسيط هذا دفع الطرفين، حزب الله والمنظمات الارهابية في غزة الى سباق تسلح، بدءا من تخزين كميات كبيرة من الصواريخ، بداية صواريخ اعتباطية، واخيرا، ذات دقة عالية، وذلك لضرب اهداف هامة في قلب اسرائيل. المنظمة تزودت كذلك بوسائل قتالية عديدة، طائرات بدون طيار وغيرها، صواريخ ضد السفن وكذلك قدرات تحت مائية، قدرات السايبر والفضاء الالكتروني والتي من شأنها التشويش على عمليات الجيش. والهدف جباية ثمن مرتفع من اسرائيل. واذا اضفنا لذلك خطة الحزب “لاحتلال الجليل” – الدخول الى المناطق الاسرائيلية  والاستيلاء على مستوطنة او موقع كامل – فإننا نفهم كم كانت عملية افشال خطط الانفاق خاصته دراماتيكية، وكذلك كم هي معقدة ستكون الحرب القادمة في الشمال.

الجيش الاسرائيلي اجتاز هو الآخر طريقا طويلة فيما توجب عليه ان يفعل منذ عام 2006.  بعد الحرب تلك ظهرت الى العلن القبة الحديدية وبعد ذلك جاءت المنظومة التي تستهدف الصواريخ متوسطة المدى، بما فيها الصواريخ الملاحية ذات الاجنحة، والتي شكلت بمجملها النجم غير المتوج للعمليات الاربع الاخيرة في غزة.

 تزود الجيش كذلك بمنظومة ستارة الريح للدفاع في مواجهة الصواريخ المضادة للدروع، وقد حسن بشكل اساسي قدراته الهجومية، مع التركيز على تجميع عشوائي لالاف الاهداف حتى تتمكن الحرب القادمة من جباية ثمن مرتفع من حزب الله تدفعه للتفكير من الاساس فيما اذا اراد الدخول فيها.

ميزان الردع يعمل على كلا الطرفين كما هو واضح، اسرائيل لا تريد ان تعرض جبهتها الداخلية لتجربة غير مسبوقة في حجم الدمار وعدد الاصابات. وحزب الله لا يريد ان يرى مجددا المباني تنهار في الضاحية الجنوبية وتدفق سكان الجنوب نحو الشمال في محاولة للحصول على ملجأ، وان يرى في ذاته من حامي لبنان الى المسبب في خراب لبنان.

وعلى الرغم من الهدوء المبارك، على اسرائيل ان تصوب اخطاءها كونها لم تستغل الحرب اللبنانية الثانية كي تجبي من حزب الله ثمنا اعلى بكثير، وكونها مكنت الحزب من التسلح المتفوق في السنوات التي اعقبت الحرب. هذا ليس معناه كف يدها عن العمل مستقبلا، اذا ما شخصت مستقبلا تشكل قوة ذات تهديد استراتيجي على امنها.  مع التأكيد على خطة مواجهة الصواريخ.

في حالة كهذه، فإننا نأمل ان الاخطاء التي حدثت في ادارة المعركة واتخاذ القرارات لن تتكرر مرة اخرى، من الضروري استدعاء الاحتياط بسرعة وتشغيل خطة الاقتصاد اوقات الطوارئ، من خلال التحول الفوري الى الهجوم. بما في ذلك الهجوم البري، وجباية ثمن ليس فقط من حزب الله، ولكن ايضا من دولة لبنان التي يعمل تحت حمايتها، ومع التنسيق الكامل مع الجبهة الداخلية وادارة معركة اعلامية توضح من هو المنتصر في النهاية ومن هو الخاسر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى