ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم – بقلم يوآف ليمور – الخلاف الداخلي قد يكلف غاليا

اسرائيل  اليوم – بقلم  يوآف ليمور – 24/2/2021

سواء في القيادة المهنية ام في القيادة السياسية يدور جدال بل واختلاف في النهج الواجب اتباعه بالنسبة لسياسة الادارة الامريكية الجديدة تجاه الاتفاق النووي وقضاياه. على اسرائيل أن تحسم امورها الداخلية وتبلور لنفسها استراتيجية واضحة في هذا الشأن “.

عشية استئناف المحادثات بين الولايات المتحدة والقوى العظمى وبين ايران على العودة الى الاتفاق النووي، تجد اسرائيل نفسها في وضع اشكالي على نحو خاص.

لا تبدأ المشكلة في العلاقات  المهتزة مع ادارة بايدن، بل تنتهي بها. بدايتها بالذات في الداخل: في الخلاف الحاد في القيادة السياسية وفي ا لقيادة المهنية العليا في مسألة ما هي الاستراتيجية المرغوب بها لاسرائيل في هذا الوقت.

النقاش الذي أجراه رئيس الوزراء نتنياهو أول أمس رفع الى السطح هذه المشكلة بكل شدتها. فرئيس هيئة الامن القومي، مئير بن شباط، عرض في المداولات نهجا كديا جدا للامريكيين، وصفه مصدر كبير كـ “أخروي ومتطرف للغاية”. مسؤولون آخرون حضروا المداولات، وعلى رأسهم رئيس الموساد يوسي كوهن ورئيس الاركان أفيف كوخافي، عارضوا هذا النهج، وادعوا بان على اسرائيل ان تمتنع في هذا الوقت عن مواجهة داخلية وعلنية مع الامريكيين، وعليها أن تعمل مع الادارة الجديدة بوسائل سرية. كما أن رئيس شعبة الاستخبارات أمان تمير هيمان ومدير عام لجنة الطاقة  الذرية زئيف شمير أيدا موقفا مشابها، ومثلهم مدير عام وزارة الدفاع امير ايشل ورئيس القيادة السياسية الامنية في وزارة الدفاع زوهر بالطي، ممن شاركوا هم ايضا في المداولات.

هذا الجدال بين الجهات المهنية يعكس بقدر كبير جدالا مشابها في القيادة السياسية. رئيس الوزراء شكاك جدا في امكانية الوصول الى تفاهمات مع الامريكيين تحسن الاتفاق الاصلي، بينما وزير الدفاع ووزير الخارجية بيني غانتس وغابي اشكنازي، يؤمنان بان من الواجب المحاولة والحديث مع الادارة، وكذا مع القوى العظمى الاخرى المشاركة في الاتفاق، وعلى رأسها المانيا، فرنسا وبريطانيا.

واجمل البحث على المستوى العملي (هيئة الامن القومي ستنسق عمل المحفل المهني الذي يعنى بايران على المستوى السياسي، والموساد والجيش الاسرائيلي يواصلان جمع المعلومات الاستخبارية واعداد الخيار العسكري)، ولكن ليس على المستوى الاستراتيجي: في نهايته ايضا، لم تحدد اسرائيل لنفسها ما هو الانجاز المرغوب فيه من ناحيتها، وما هي الخطوط الحمراء التي تعتزم الاصرار عليها. والتوافق الوحيد كان انه يجب العمل الان مع الادارة في واشنطن وان كان من اجل ان يكون واضحا انه تم بذل كل جهد في الموضوع.

الحراكات في الجانب الاسرائيلي – التي تتعاظم على خلفية الانتخابات والخصومة الشديدة بين نتنياهو وغانتس واشكنازي – ستجعل من الصعب جدا على اسرائيل أن تدير حملة ناجعة تجاه الادارة في واشنطن، التي على اي حال تبدو أن لديها  القليل جدا من العطف لاسرائيل. صحيح أن الامريكيين تعهدوا بابعاد ايران عن النووي، ولكن حماستهم الظاهرة للعودة الى الاتفاق الاصلي مقلقة جدا، في ضوء الثقوب الكثيرة التي كانت فيه. كما أن التلميحات التي تأتي من واشنطن وكأن هذه الثقوب ستعالج لاحقا، تبدو ساذجة على نحو خاص: من اللحظة التي يستأنف فيها الاتفاق وترفع فيها العقوبات، لن يكون لايران اي سبب يجعلها أن توافق على اي تنازل.

في  المحادثات السرية التي جرت في الاسابيع الاخيرة، وبالاساس بين المؤسسات الامنية في الدولتين، رفعت اسرائيل امام الولايات المتحدة عدة مواضيع التغيير فيها “سيجعل الاتفاق  من سيء الى معقول زائد”، كما قال المسؤول الكبير. في رأس القائمة – موعد نفاد الاتفاق والى جانبه توثيق الرقابة على النشاط النووي، تقييد تطوير وانتاج الصواريخ وتقييد التموضع الايراني في الشرق الاوسط وفي اليمن. وكما تبدو الامور الان، مشكوك أن يرى الامريكيون الامور بانسجام مع اسرائيل. هذا مقلق، ولكنه ليس سببا لرفع الايدي. فالسيدة السمينة لم تغرد بعد، والى ان يحصل هذا – يوجد لاسرائيل زمن ومجال للتأثير. ومن أجل عمل هذا عليها أن تبدأ بترتيب الامور في البيت وتبلور لنفسها استراتيجية واضحة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى