اسرائيل اليوم – بقلم يوآف ليمور – التخوف : موجة ارهاب جديدة

اسرائيل اليوم – بقلم يوآف ليمور – 22/11/2021
” الاحتكاك بين اليهود والفلسطينيين في البلدة القديمة يخلق تحديا. واذا تبين أن هذه موجة جديدة من العمليات يتعين على اسرائيل ان توقف اللعبة المزدوجة لحماس والمتمثلة في الهدوء في غزة والتوتر في الضفة “.
كان من الصعب ان نفوت امس القلق في جهاز الامن، في اعقاب عملية اطلاق النار في القدس والتي قتل فيها الياهو كي . عمليات مشابهة وان كانت نفذت في الماضي ايضا، لكن التخوف الان هو من موجة ارهاب جديدة تقودها حماس في غزة.
من التحقيق الاولي للعملية يتبين أن المخرب، فادي ابو شخيدم، عمل وحده. صحيح أنه ينتمي لحماس، ولكن لا يبدو انه كان له شركاء. ويسعى التحقيق الان لان يستوضح اذا كان تلقى تعليمات أو تمويلا لتنفيذ العملية، ومن اين حصل على السلاح الرسمي الذي استخدمه. فهذا سلاح لا يستخدمه الجيش الاسرائيلي واغلب الظن ان المجرمين او محافل الارهاب هم الذي هربوه وباعوه.
لا يستجيب ابو شخيدم لصورة المخرب المتوسط. فهو كبير في السن نسبيا (42 سنة)، متزوج واب لاطفال. معقول الافتراض بانه بخلاف معظم المخربين المنفردين الذين نفذوا العمليات في السنوات الاخيرة، كان دافعه ايديولوجيا وليس شخصيا. التصفح لصفحته على الفيسبوك تظهر غير قليل من التلميحات في هذا الاتجاه مما سيستدعي ايضا مراجعة داخلية في الشباك فيما اذا كان ممكنا التقاطه قبل ان يعمل. في السنوات الاخيرة نجح الشباك (الى جانب الجيش) في احباط واعتقال مئات الفلسطينيين الذين سعوا لتنفيذ العمليات، استنادا الى خليط من التكنولوجيا المتطورة والاستخبارات النوعية.
العملية الاجرامية في القدس نفذت بعد فترة طويلة نجح فيها قوات الامن في احباط محاولات لعمليات عديدة في المدينة. فقد كانت القدس ولا تزال الهدف الاساس للعمليات ولا سيما في منطقة البلدة القديمة حيث يوجد تركيز كبير نسبيا من الاهداف – من افراد الشرطة وحتى المواطنين اليهود.
منذ حملة حارس الاسوار تعزز التواجد الشرطي في منطقة البلدة القديمة. واتاح الامر امس الاصابة السريعة نسبيا للمخرب، بعد 32 ثانية من اطلاقه للنار. ومنع الاداء الناجع لافراد الشرطة عملية اكبر بكثير، ولكن حتى هو لم ينجح هذه المرة في ان يمنع العملية تماما: فقدرة الوصول العالية لمحافل الارهاب الى الوسائل القتالية، السهولة التي يتاح فيها لسكان الضفة الدخول الى نطاق الخط الاخضر – كما اسلفنا، الاحتكاك العالي بين اليهود والفلسطينيين في منطقة البلدة القديمة – يخلق كله تحديا كبيرا للقوات العاملة في القدس.
التقدير هو أن هذا التحدي سيتعاظم في الفترة القريبة القادمة. بشكل فوري، لان العمليات الناجحة تجر في الغالب محاولات محاكاة، ولكن توجد ايضا اسباب اعمق. اولها هو الجهد المتعاظم لحماس لدحرجة العمليات من القطاع، عبر الضفة الى الاراضي الاسرائيلية. شبكة كهذه، قادتها غزة اعتقلت الشهر الماضي في السامرة قبل أن تنفذ عمليات زرع عبوات واختطاف. ولكن هذا الجهد تواصل ويستدعي من قوات الامن جهدا احباطيا مضادا: في اسبوع متوسط، ينفذ الجيش الاسرائيلي 80 – 120 حملة اعتقالات في الضفة، استنادا الى المعلومات من الشباك.
السبب الثاني هو انعدام الحوكمة في الضفة والذي يجد تعبيره في الفوضى المتصاعدة في عدة مناطق. ومع ان السلطة الفلسطينية شرعت في حملة لاعادة السيطرة في شمال السامرة ولكنها اصطدمت بتحد متزايد من جانب محافل مختلفة – من منظمات الارهاب وحتى العصابات الجنائية التي تعمل في الميدان. بعض من هذه الجهات تشجع ايضا تنفيذ العمليات، بهدف احداث مزيد من الضعضعة لمكانة السلطة. السبب الثالث هو الوضع الاقتصادي في الضفة وفي اوساط عرب شرقي ا لقدس، والتي يدفع الكثيرين الى اذرع الارهاب. السبب الرابع، كما هو دوما، هو مكانة القدس وتفجرها، وبالتأكيد على خلفية الجمود السياسي المتواصل بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية، وجهود العديد من المحافل – وعلى رأسها مرة اخرى حماس – ادعاء الملكية على الكفاح في سبيل المدينة.
في المرحلة الحالية من غير المتوقع تعزيز القوات في الضفة، ربما باستثناء بعض التعديلات الموضعية في القدس. يعمل الجيش الاسرائيلي في الضفة بقوات صغيرة نسبيا، ويركز اعماله على الحملات ضد اهداف الارهاب. ولكن اذا تبين في الايام القريبة القادمة بان هذه موجة جديدة من العمليات، سيكون الجيش مطالبا بان يرسل اعداد متزايدة الى المناطق كي ينتج الردع.
بالتوازي، سيكون الجيش الاسرائيلي مطالبا بان يؤكد الرسائل التي يطلقها لحماس في غزة. المنظمة تلعب مع اسرائيل لعبة مزدوجة: في غزة تسعى لخلق هدوء وتجري مع اسرائيل اتصالات لبلورة تسوية تهدئة، ولكن بالتوازي تحاول تصعيد الوضع في الضفة. هذا الوضع يوجد على مدى سنوات طويلة ولكن محظور على اسرائيل ان تواصل التسليم به؛ حان الوقت لان تضع حماس امام المعضلة – إما التهدئة او الحرب، في كل الجبهات.



