ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم– بقلم يوآف ليمور – اشارة الى بايدن : لا مجال للحديث عن سوريا

اسرائيل اليوم– بقلم  يوآف ليمور – 14/1/2021

في الهجمات الاخيرة على ما يبدو ان اسرائيل سعت لان توضح لبايدن ايضا بانه عن سوريا لا يوجد ما يمكن الحديث فيه: اسرائيل ستواصل العمل فيها كما في الماضي، مع العلم ان من لا يحبط الارهاب على الحدود السورية – العراقية، سيتلقاه لاحقا على الحدود السورية – الاسرائيلية “.

للهجوم الاستثنائي في حجمه نسبيا والذي نسب فجر امس لسلاح الجو في سوريا، كان عنوانان اساسان: الاول محدد – الميليشيات التي تعمل في سوريا بتكليف من ايران.  والثاني دبلوماسي – ادارة جو بايدن الوافدة في واشنطن.

هذه هي المرة الرابعة في الشهر الاخير والتي يعزى فيها لاسرائيل هجوم في سوريا، فيما أن الهجوم الحالي هو الاكثر تعقيبا واتساعا منها جميعها. فبينما الهجمات الثلاثة الاخرى نفذت في دمشق وفي محيطها، كان الهجوم هذه المرة على مسافة مئات الكيلومترات عن الاراضي الاسرائيلية.

يدور الحديث عن تحدٍ اكثر تعقيدا بكثير من ناحية استخبارية وعملياتية. واذا استندنا الى التقارير المختلفة فان الهجمات في جبهة دمشق ينفذها سلاح الجو من الاراضي اللبنانية بل واحيانا من الاراضي الاسرائيلية.

اما الهجوم في عمق سوريا – على حدودها مع العراق – فيستوجب طيرانا طويلا نسبيا، في الليل، فوق دول اجنبية، ومعقول ان يستوجب ايضا تنسيقا مع قوات اخرى تعمل في المنطقة وعلى رأسها الامريكيون الذين يسيطرون جويا في هذه الجبهة.

يحتمل ان يكون هذا ايضا هو السبب في أن محافل مجهولة في واشنطن ادعت امس بان الولايات المتحدة هي التي وفرت المعلومات الاستخبارية للهجوم. يمكن التشكيك في ذلك: فالاستخبارات الاسرائيلية في هذه الجبهة عن هذا العدو المحدد افضل بكثير من الاستخبارات الامريكية. من هنا يمكن التقدير بان الهجوم كله كان ازرق ابيض، ولكن الامريكيين تلقوا عنه بلاغا مسبقا.

عمليا، توريد المعلومات الاستخبارية يعمل في المحور المعاكس. اسرائيل هي التي تطلع الامريكيين تقريبا في كل ما يتعلق بايران وفروعها في المنطقة. ويبدو أن هذا ايضا هو السبب للقاء المغطى اعلاميا اول امس (عند المساء في مقهى واشنطني شهير) بين رئيس الموساد يوسي كوهن ووزير الخارجية الامريكي مايك بومبيو.

لم يكن مطلوبا سوى يوم واحد حتى رأت ثمار هذا اللقاء النور: اصبع الاتهام الذي وجهه بومبيو نحو ايران، كمن تعطي الرعاية في نطاقها للقاعدة ولكبار مسؤولي التنظيم.

في الهجوم نفسه، الذي كما أسلفنا كان واسعا نسبيا، دمرت بنى تحتية لوجستية للميليشيات في دير الزور وفي الابو كمال. ويدور الحديث عن اهداف سبق أن هوجمت في الماضي ايضا، وان كان في ضوء حجم الهجوم يخيل أنه جمعت معلومات استخبارية مسبقة نسبيا لغرض جمع اكبر كمية ممكنة من الذخائر في حملة واحدة.

يمكن التشكيك في التقارير التي تأتي من سوريا عن حجم المصابين في الهجوم وعن هويتهم ايضا؛ فتجربة الماضي تفيد بان في الغالي يدور الحديث  عن مواطنين سوريين او عن مرتزقة (افغان، باكستانيين)، وبقدر اقل عن ايرانيين.

ان اعمال ايران وفروعها تتركز على الحدود السورية – العراقية، على افتراض أنه سيكون أكثر تعقيدا لاسرائيل ان تهاجم هناك مما في دمشق. وان كان هذا قيد الا انه ليس عائقا: فقد اثبت سلاح الجو في غير قليل من الحالات منذ تدمير المفاعل النووي السوري في 2007 بانه لا توجد مسافة تكبر عليه (وبالتأكيد في الساحة الشمالية)، واثبتت الاستخبارات بان ليس هناك في هذه الجبهة معلومات ليست مكشوفة لها تماما تقريبا.

تفيد الهجمات الاخيرة بان طهران ليست مردوعة من الاعمال المكثفة ضدها. من ادعى بانها تتراجع عن سوريا يخيب أمله على اساس اسبوعي. صحيح أن هذا اكثر تعقيدا بالنسبة لها عنه في الماضي، الا انها مصممة على مواصلة محاولاتها للتموضع في سوريا، وتسليم فروعها في المنطقة. وعلى رأسها حزب الله.

من ناحية اسرائيل، المعنى هو أن النشاط الهجومي في سوريا يجب أن يتواصل في المستقبل ايضا. غير أنه ابتداء من الاسبوع القادم، فان من سيجلس في البيت الابيض لن يكون ترامب – الذي اعطى لاسرائيل       ضوء اخضر لكل نشاط، وبسط فوقها مظلة حماية ودية واسعة – بل جو بايدن. صحيح أنه صديق قديم لاسرائيل ولكنه رئيس جديد لم تتصمم العلاقات معه بعد، خيرا كان أم شرا، مع التشديد على الخلاف المرتقب حول نيته العودة الى الاتفاق النووي مع ايران.

في الهجمات الاخيرة على ما يبدو ان اسرائيل سعت لان توضح له ايضا بانه عن سوريا لا يوجد ما يمكن الحديث فيه: اسرائيل ستواصل العمل فيها كما في الماضي، مع العلم ان من لا يحبط الارهاب على الحدود السورية – العراقية، سيتلقاه لاحقا على الحدود السورية – الاسرائيلية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى