ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم – بقلم يوآف ليمور – إقرار المسيرة – قرار واجب

اسرائيل اليوم – بقلم  يوآف ليمور – 15/6/2021

كان ينبغي للحكومة الجديدة ان تقر مسيرة الاعلام ولكن بمسار يقلل الاحتكاك ولا يثير الاستفزاز للفلسطينيين وذلك كي لا تطلق رسالة ضعف تجاه الداخل وتجاه الخارج “.

علقت حكومة نفتالي بينيت في التحدي السياسي الامني الاول لها في غضون اقل من 48 ساعة من لحظة نشوئها. مسيرة الاعلام التي ستجرى اليوم في القدس تستدعي لها امكانية تصعيد محتملة في الجنوب، وكنتيجة لذلك – لازمة سياسية ايضا.

رغم ذلك، وربما بالذات بسبب ذلك، فان قرار الوزير الجديد للامن الداخلي، عومر بارليف لاقرار مسيرة الاعلام في القدس، كان واجبا. فحكومة بينيت لم ترغب في أن تبدأ طريقها تحت انذار حماس. من شأن هذا ان يضع في موقف غير مريح كان سيفسر كضعف تجاه الخارج وتجاه الداخل.
وعليه، فان موقف كل المحافل المهنية كان أنه يتوجب على المسيرة ان تسير، ولكن بالضبط مثلما في الاسبوع الماضي – عندما تأجلت المسيرة، بتوصية المحافل اياها بالضبط – كان القرار لاجراء المسيرة، ولكن في مسار وفي شكل يقلص الاحتكاك مع السكان الفلسطينيين في المدينة. ولهذا فقد تقرر عدم  السماح للمسيرة بالمرور في باب العامود؛ يمكن للسائرين ان يعقدوا الرقصة في الساحة في خارج الباب، وبعدها يسيروا على طول الاسوار باتجاه باب الخليل وعبره الدخول الى البلدة القديمة – حتى المبكى.

هذا مسار معقول، يأخذ بالحسبان من جهة حرية الحركة والحاجة لانفاذ السيادة الاسرائيلية في القدس، ومن جهة اخرى الاحتياجات الامنية والرغبة في الامتناع عن استفزاز من شأنه ان ينتقل الى احداث عنف في القدس وما ورائها. هكذا يكون بوسع اسرائيل أن تدعي بانها لم تستسلم للانذارات والتهديدات وسمحت للمسيرة، فيما يمكن للفلسطينيين ان يدعوا بانهم “منعوا مسا بالاقصى”.

بشكل طبيعي، ستستوجب المسيرة من جهاز الامن توزيع الاهتمام. فبينما ستحرس الشرطة بقوات معززة السائرين، سينظر الجيش الاسرائيلي والمخابرات جنوبا، بانتظار رد محتمل من حماس. المسيرة السابقة، في يوم القدس، قطعتها الصواريخ باتجاه المدينة، والتي أدت الى حملة حارس الاسوار. اما هذه المرة فالتقدير هو أن حماس مردوعة ولن تتخذ خطوة على هذا القدر من الفظاظة والاستفزاز، واذا ما ردت – والمحافل المهنية منقسمة في رايها اذا كانت سترد فقط بالاقوال ام بالافعال ايضا – فستختار عملا طفيفا، مثل اطلاق بالونات حارقة او صاروخ وحيد (يطلق على اي حال من منظمة مارقة ما)، للترسيخ في الوعي لصلتها بالقدس.

لقد سبق لاسرائيل أن اوضحت بانها سترى ايضا في عمل كهذا خرقا فظا لوقف النار، وسترد عليه بشدة. مستوى الرد الذي اقر بعد المسار الاخير بتوصية عموم محافل الامن وباقرار القيادة السياسية (المنصرفة)، هو الرد من الان فصاعدا بشكل غير متوازن على كل عمل هجومي من غزة، من اجل تثبيت ردع قوي تجاه حماس.

هذا المسار كفيل بان يقف قيد الاختبار اليوم ايضا، وان كان يمكن التقدير ان في اسرائيل وفي غزة على حد سواء غير معنيين بالانزلاق الان من جديد الى تصعيد واسع. يفترض بالطرفين ان يبدآ قريبا المحادثات على التسوية، وان كانت الفجوات واسعة بين الطرفين، والمطلب الاسرائيلي في أن يسبق كل تقدم حل لمسألة الاسرى والمفقودين، لا يبشر بتقدم قريب. وستكون النتيجة، باحتمالية عالية، عصبية متصاعدة في غزة (على خلفية عدم نقل حقائب الدولارات من قطر ايضا)، من شأنها ان تجد تعبيرها ايضا في محاولات منضبطة لتسخين منطقة الغلاف قريبا.

هذا سيستدعي من اسرائيل، في موعد ما، “ان يجن جنونها” تجاه غزة. هذا التحدي سيكون احد اول التحديات التي سيتعين على الحكومة الجديدة ان تتصدى لها، ولكن يجدر ان تصل اليه بعد مداولات وتعريف لاستراتيجية واضحة، وفي توقيت تختاره (وليس حماس هي التي تقرره) وعليه، فان على اسرائيل ان تجتاز المسيرة اليوم بسلام، وتواصل الى الامام، مع العلم أن الاختبار التالي تجاه غزة يوجد خلف الزاوية منذ الان.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى