ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم – بقلم يعقوب نيجل ويونتان شنزر – حماس وحزب الله مخطئان في استعداد اسرائيل للرد

اسرائيل اليوم – بقلم يعقوب نيجل ويونتان شنزر – 20/8/2020

يخطيء حزب الله مثلما تخطيء حماس اذا ما اعتقدا بان اسرائيل لن ترد بشدة على اي استفزاز من جانبهما مراعاة لاي ظرف كان “.

 دخلت اسرائيل الى جولة تدهور اخرى على حدود غزة. ما بدأ باطلاق البالونات الحارقة والمتفجرة انتقل الى الصواريخ والمناوشات على الجدار، الارهاب الذي يعرقل حياة سكان الغلاف. كما أن اسرائيل توجد في أزمة سياسية داخلية محتملة، كفيلة بان تؤدي الى جولة انتخابات رابعة. ضمن امور اخرى، يختلف الائتلاف حول ازمة الميزانية، وتضرب أزمة الكورونا الاقتصاد ومعدلات البطالة تتسلق الى 20 في المئة. ويتطلع الجيش الاسرائيلي الى البدء بتنفيذ الخطة متعددة السنين الجديدة “تنوفا”، التي تنطوي على تغييرات ثورية في بناء القوة، تنفيذ ليس ممكنا دون حكومة مستقرة، ميزانية واضحة واعطاء اولوية مالية للجيش ليس واضحا اذا كانت ستعطى في هذا الوقت.

لقد وجدت البالونات المتفجرة والصواريخ التي اطلقت الى اسرائيل من قطاع غزة الجيش الاسرائيلي وهو في حالة تأهب، ورئيس الوزراء ووزير الدفاع يهددان بالرد بقوة على كل استفزاز، ولكن يبدو في هذه المرحلة ان حماس غير مردوعة. العكس هو الصحيح، حماس شددت اعمالها. فالزعامة الكفاحية بقيادة السنوار وهنية تسعى على ما يبدو لاضعاف خصمها مشعل قبيل الانتخابات القريبة. تسعى حماس لاستغلال الاجواء السياسية في اسرائيل والرغبة في الحفاظ على الهدوء كي تدفع الحكومة لمواصلة التنسيق مع قطر وضخ التمويل، ليس فقط حتى نهاية 2020 بل حتى نهاية 2021، مقابل اعادة الهدوء.

يحتمل أن في حسابات حماس يوجد منطق من جانبها. فالافضلية الاولى لاسرائيل يبقى لبنان وسوريا (ايران في الخلفية)، الى جانب ذلك ليس صحيحا وليس معقولا ان تسمح القيادة في اسرائيل لحماس هذه المرة ايضا ان تواصل املاء قواعد اللعب. فقد وعد الزعماء ان يرد على الاستفزازات برد حاد، والجيش الاسرائيلي، اذا ما واجه التحدي، سيعرف كيف يرد بحزم. من المهم خلق معادلة جديدة، بموجبها لا فرق بين بالون حارق وبالون متفجر او صاروخ. في اسرائيل نشأت اجواء تفيد بان على الجيش الاسرائيلي ان يعيد تثبيت ردعه من خلال اطلاق رسالة واضحة وحاسمة لحماس، في أن معادلة “الالم/المنفعة” تتغير في غير صالحها.

لقد نشرت اسرائيل كوسيلة دفاع اخرى منظومة ليزر تكتيكية لاعتراض البالونات. ويعتقد الكثيرون بان هذا جهد زائد، ولكن في ضوء توصيتنا فان هذا لا يختلف عن نشر قبة حديدية لاعتراض الصواريخ. في كل الاحوال فان الليزر ليس ردا كافيا. فجعل مطلقي البالونات اهدافا مشروعة هو السبيل لاعادة تثبيت الردع وهو لا يختلف عن السياسة الاسرائيلية للمس بالنشطاء الذين يطلقون الصواريخ. في هذا النشاط توجد امكانية كامنة للتصعيد، ولكن هذه المخاطرة ينبغي ويجب اخذها.

حزب الله في حالة ضغط

في الشمال الوضع اكثر تعقيدا. حزب الله، بدعم من ايران، كان في ذروة جهد ثأر احبطته اسرائيل. واضاف الانفجار في بيروت تعقيدا للمعالجة مما يدخل التنظيم في حالة ضغط اضافية.

ان مخططات حزب الله بالنسبة لاسرائيل لم تتغير، حتى عندما يتظاهر الناس ضده. فقيادة التنظيم كفيلة بان تخطيء فتعتقد بان اسرائيل لن ترد على استفزازها، ثأر ام تحقيق لبرنامج الصواريخ الدقيقة بسبب الوضع الحساس في لبنان، في ضوء الانفجار. مثل حماس في غزة، هنا ايضا حزب الله يخطيء.

لقد عاد رئيس الوزراء والكابينت وشددوا على سياسة بعيدة السنين في الشمال متمثلة بصفر تسامح تجاه تواجد قوات ايرانية او فروع لها على الاراضي السورية، اعمال ارهاب على طول الحدود ومحاولات نقل سلاح متطور الى حزب الله في لبنان عبر سوريا او مباشرة. وسيتخذ الجيش الاسرائيلي ردا قاسيا في كل مرة يتم فيها اجتياز اي من هذه الخطوط الحمراء.

ايران، التي بشكل عام تقرر في الهجوم على اسرائيل تتصرف في هذه الاثناء بحذر انتظارا للانتخابات في الولايات المتحدة ولامكانية انتصار ديمقراطي مما سيؤثر على سياسة “الضغط الاقصى” الذي دهور اقتصادهم اضافة الى المشاكل التي خلقها الكورونا والازمة العالمية. ايران ستفضل على ما يبدو الحفاظ الان على مخزن سلاح حزب الله لمواجهة مستقبلية مع اسرائيل. من جهة اخرى تشكل حماس ذخرا استراتيجيا اقل اهمية يمكن لايران ان تستخدمه. ويراقب الجيش الاسرائيلي عن كثب الحدود الجنوبية، ومن زاوية نظره، كل فروع ايران ملزمة بان تخشى المواجهة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى