اسرائيل اليوم – بقلم يعقوب بردوغو – النجوم تنتظم لحكومة الاقلية
اسرائيل اليوم– بقلم يعقوب بردوغو – 17/11/2019
حكومة أقلية لليسار بدعم من الاحزاب العربية هي سيناريو يفر منه الجميع ظاهرا. فالكل يفضل الوحدة، أليس كذلك؟ ليبرمان لن يسمح بهذا، وكذا ثلاثي تيلم لن يوافق، بل وحتى غانتس يفهم الاشكالية التي تنطوي على أن يكون متعلقا بالقائمة المشتركة. أفلم نتلقى هذا الاسبوع نموذجا عن حدود المسموح والممنوع في استخدام القوة العسكرية في ائتلاف يضم في عضويته شخصيات مثل عايدة توما سليمان وعوفر كسيف؟
ولكن اذا كانت النجوم انتظمت الاسبوع الماضي لتحقيق عملية التصفية في غزة، يحتمل أن تكون توشك على ان تنتظم هذا الاسبوع لغرض الاخراج الى حيز التنفيذ الخطة لاحباط سياسي هو الاخر، مثل التصفية، خطط له منذ زمن بعيد مسبقا، وانتظر فقط التوقيت المناسب. نعم، هذا الاسبوع كفيل بان يكون اللحظة التي ينضم فيه حلم ليبرمان والطيبي لاسقاط نتنياهو بأماني لبيد، يعلون واشكنازي.
ولعله ينبغي الايضاح: مهما يكن من أمر، سنتلقى نوعا من حكومة الوحدة. اذا لم يكن بين الليكود وأزرق أبيض، فعلى ما يبدو ائتلاف “كله الا بيبي”. من “اسرائيل قبل كل شيء”، الى “اسقاط نتنياهو بل كل شيء”. واضح ان شيئا لا يربط ايديولوجيا ليبرمان مع عودة، هوروفيتس وشبير مع هاوزر وهيندل. المقت المتبادل هناك حاد. ولكن منتخبي الجمهور هؤلاء مستعدون لان يضعوا الايديولوجيات الكبرى جانبا – في بعضهم حتى لخيانة القيم المقدسة لهم ولناخبيهم – من اجل تحقيق حلم. هذا السيناريو حقيقي اكثر مما تعتقدون: لا حاجة من أجله لكل القائمة المشتركة.
سيكون ممكنا النجاة من الانتقاد الجماهيري، وبخاصة اذا اجتذبت لائحة الاتهام ضد نتنياهو الانتباه الاعلامي. في حالة رفع لائحة اتهام كفيل نتنياهو بان يكون محيدا، وستكون الكتلة اسهل بكثير على التفكيك. يمكن اغواء اجزاء منها بوعد لخطوة تاريخية كضم غور الاردن. العرب يكونوا قد فعلوا ما هو مطلوب منهم، ويمكنهم ان ينصرفوا.
ولكن للخطط ميل لان تتشوش. في هذه ا للحظة الامر الهام الذي ينبغي أن يكون واضحا للمعسكر الوطني هو ان السياسيين من اليمين كفيلون بان يسهلوا تشكيل حكومة اقلية ذات توجه يساري واضح – ما يكفي من اليسارية حتى لارضاء القائمة المشتركة. حكومة الاقلية هذه تقام على اساس التوافقات، الوعود والخطوط الائتلافية. لا يوجد أي ضمانة لان تتفكك بسرعة كبيرة، ولا يوجد أي سبب يجعل المشاركين فيها يتنازلوا عن تنفيذ الوعود التي اعطيت لهم.
ليبرمان، اذا كان ينبغي الاعتراف بالحقيقة، لن يسد الانف: فهو سيتمتع برائحة التصفية السياسية للرجل الذي كان رفيقه وبنى له حياته السياسية. وهو الان مصمم على ان يتصدر الفعل الوحيد الذي يترك اثرا في كل سنواته في السياسة. على هذا سيكون إرثه، وهو يعيش مع هذا بسلام. من الصعب أن نعرف ما الذي يمر على ايلي افيدار وعوديد فورير، واذا كانا على علم بالمغامرة التي يأخذونها هنا على حساب الدولة.
انقلاب بالمعنى العميق للكلمة، للانتصار عبر ايديولوجيا واحدة على اخرى، لا يوجد هنا. والمبنى الايديولوجي المشوه، الخليط الغني بالتناقضات هذا، مضاف اليه حقيقة ان الدعم لنتنياهو لن يختفي بسرعة، لا يمكنها أن تبرر الامل في الاستقرار. عمليا، هذه بالضبط المواد الخام لازمة سياسية متدحرجة.