ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم – بقلم يعقوب احيمئير – التخوف من بايدن وهمي

اسرائيل  اليوم – بقلم يعقوب احيمئير – 1/11/2020

مشكوك أن يقلب بايدن سياسة ترامب راسا على عقب. ومع ذلك، في عهد بايدن ستشعر حكومة اسرائيل بمبادرتها ان هذا ليس الوقت لمواصلة توسيع سياسة الاستيطان. لقد تصرف نتنياهو في هذه المسألة بضبط للنفس حتى في عهد ترامب. ولكن الحاجة الى اللجام في مجال السياسة في المناطق مطلوبة حقا “.

“شبعنا من اتفاقات السلام هذه ومن البث المباشر للقاءات الودية بين لابسي الجلابيب البيضاء وبين لابسي البدلات المكوية”. اقوال أو تأوهات من هذا القبيل تطلق ربما في الامسيات في احاديث الصالون. كما أن محرري  الاخبار باتوا قصيري الروح: بضعة اتفاقات عن تطبيع العلاقات وقعت وكم غيرها سيوقع؟ ولماذا تتلبث السعودية؟ يعشعش تخوف من السأم: اي دول عربية اخرى ستحسد اخواتها ستسارع هي ايضا الى الطاولات التي تبسط عليها الوثائق لتوقيع الطرفين. لم تعد بعد اليوم حاجة الى كُتّاب خطابات؛ يمكن ان تمتشق صيغ الخطابات من الاحتفالات السابقة، وبعد بضع تعديلات طفيفة، يمكن للزعماء أن يتلونها مجددا. وبعد قليل سيلمح الرئيس ترامب بمناسبة كهذه في جدول أعماله.

ان التخوف من احتفال آخر لتطبيع العلاقات، يجب أن يفسر بامكانية أن يتفوق جو بايدن بعد غد على الرئيس ترامب. واذا كان هذا ما سيحصل فهل سيبرر بايدن في السنوات الاربعة من الولاية الاولى لقب “جو النعسان” الذي الصقه به ترامب في مهرجاناته الجماهيرية؟ لا يوجد شيء يشبه لسان ترامب السليط.

ما معنى التخوف، الوهمي برأيي، من عهد بايدن، الذي يعربون عنه عندنا المحللون والسياسيون؟ مصدره في الذاكرة حديثة العهد للبادرات الطيبة التي اغدقها علينا الرئيس  ترامب. هنا من يخافون من أن بايدن كرئيس سيوقف دولاب الدلال السياسي الذي حركه سلفه، خوفا من أن تذكر رئاسته بالذات كعهد العلاقات الباردة مع اسرائيل في ايام ادارة اوباما؟ مشكوك جدا. من الصعب ان نصدق بان بايدن، اذا ما انتخب، سيعيد السفارة الامريكية الى تل أبيب فيشطب متبقٍ هام من إرث ترامب.

وهل يمكن لبايدن اذا ما انتخب ان يتجاهل تماما الموجة الراديكالية الجارفة لحزبه الديمقراطي؟ هل سيكون مجد للنبرات النقدية  تجاه اسرائيل التي ينشرها السناتور ساندرز وبعض من اعضاء الكونغرس الديمقراطيات؟ لن نتنبأ، وسنكتفي بالاعراب عن التخوف، الذي من المشكوك أن يصبح واقعا.

برأينا، مشكوك أن يقلب بايدن سياسة ترامب راسا على عقب. ومع ذلك، في عهد بايدن ستشعر حكومة اسرائيل بمبادرتها ان هذا ليس الوقت لمواصلة توسيع سياسة الاستيطان. لقد تصرف نتنياهو في هذه المسألة بضبط للنفس حتى في عهد ترامب. ولكن الحاجة الى اللجام في مجال السياسة في المناطق مطلوبة حقا.

منذ بداية السباق للرئاسة استبعد بايدن النية لبسط السيادة الاسرائيلية في المناطق. ومن خارج الحدود: اتخذ ترامب خطا  انعزاليا تطلب دفع مقابل على المساعدة الامريكية. معقول الافتراض بان بايدن، مقارنة بترامب، سيعيد الولايات المتحدة الى اطار الاتفاق لتقييد سياسة النووي الايرانية.

واذا عدنا الى البعد الحقيقي للانتخابات، الى ارض الواقع حقا، فعلى رأس سلم اولويات من ينتخب ستكون الصحة، الجريمة، الاقتصاد وبالاساس: استئناف الحلف بين البيض والسود، بين اجزاء السكان في خمسين ولاية امريكية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى