ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم– بقلم  نداف شرغاي – “الفيل الفلسطيني” الذي في الغرفة البيضوية

اسرائيل اليوم– بقلم  نداف شرغاي – 29/8/2021

” الى جانب مسائل مثل ايران، العراق، غزة ، القبة الحديدية او التأشيرات، فان الموضوع الفلسطيني كان متواجدا في الغرفة البيضوية. ولعله لم يكن هذه المرة “الفيل الذي في الغرفة”، ولكنه بالتأكيد كان ظل ذاك “الفيل” .

الرضى الذي ساد في الوفد الاسرائيلي الى واشنطن، في ضوء المكان الهامشي نسبيا الذي كرس في لقاء قمة بايدن بينيت للمسألة الفلسطينية من شأنه ان يتبين كسابق لاوانه بل وربما كمتسرع. فالولايات المتحدة وان كانت لا تبادر في هذه المرحلة، على الاقل حتى اقرار الميزانية في الكنيست في تشرين الثاني القريب القادم – لخطوة سياسية مع الفلسطينيين. كما انها لن تضع على الطاولة – في هذه المرحلة – مبادرة من جانبها. ولكن الى جانب مسائل مثل ايران، العراق، غزة، القبة الحديدية او التأشيرات، فان الموضوع الفلسطيني كان متواجدا في الغرفة البيضوية. ولعله لم يكن هذه المرة “الفيل الذي في الغرفة”، ولكنه بالتأكيد كان ظل ذاك “الفيل”. 

طلب بايدن من بينيت الامتناع عن خطوات من طرف واحد في المستوطنات. تمسك بينيت بصيغة النمو الطبيعي. وحسب اسرائيل بينيت، فان المنطقة المبنية في المستوطنات وان كانت تبلغ اليوم 87 الف دونم وتقع في 1.52 في المئة فقط من اجمال مناطق الضفة ولكن مبدئيا – البناء، وفقا للنمو الطبيعي لسكان يهود يبلغ عددهم نصف مليون نسمة، سيمتد في كل مجال حكم المستوطنات – 537 الف دونم (9.38 في المئة من اراضي الضفة) وسيضم بضعة الاف وحدات السكن كل سنة. 

يختلف الامريكيون مع هذا التفسير الاسرائيلي الموسع لـ “النمو الطبيعي” وهم مستعدون لان “يبتلعوا” بصعوبة بناء داخل الجدار، واقل بكثير من بضعة الاف. السؤال “كم بالضبط سيبنى واين؟” سيتم استيضاحه في المحادثات بين اسرائيل وبين الولايات المتحدة، في هذه المرحلة من خلف الكواليس. هذا هو الاتفاق. بينيت سيحاول الحصول على اكبر قدر ممكن. الولايات المتحدة ستضغط الى اقل قدر ممكن. اذا لم تكن تفاهمات، فان الخلاف، الذي يمتنع الطرفان حاليا عن تعريفه، سيخرج الى النور. 

المسألة الفلسطينية وقصة البناء اليهودي طرحتا ايضا في السياق المقدسي.  بايدن تحدث عن العائلات العربية التي تسكن في بيوت اليهود في شمعون الصديق، الشيخ جراح، على خط التماس في القدس، طلب الامتناع عن حل ليس نزيها. بينيت اجابه بان الموضوع هو الان في يد الحسم القضائي. كما ان موضوع القنصلية في شرقي القدس طرح في اللقاء، وبقيت الخلافات بين الطرفين على حالها. ومع ذلك يمكن لبينيت ان يكون راضيا عن أنه حاليا  لا توجد خطة من جانب ادارة بايدن في الموضوع الفلسطيني، وان رأس الامريكيين ينصب في معظمه ان لم يكن كله في شؤون خارجية اخرى، وبالطبع ايضا في شأن الكورونا. الخلاف مع الامريكيين بالنسبة لحل الدولتين، وان بقي على حاله، بينيت يعارض اقامة دولة فلسطينية وبايدن وادارته يعتقدان بان هذا هو الحل الوحيد – ولكن في هذه اللحظة يتفقان على ألا يتفقا. 

تدل التجربة في “حارتنا” على أنه عندما تقفز “المسيرة السلمية” في زيارة الى المنطقة، فان اعراضها هي بشكل عام “مسيرة دموية” وارهاب. الفلسطينيون يترجمون “السلام” الى انسحابات. والارهاب يترجم “السلام” الى ضعف. والنتيجة هي عمليات. والمثال الابرز بالطبع هو “مسيرة اوسلو” الدامية. وكذا “فك الارتباط” عن غزة، ولكن في الطريق، على مدى السنين كانت لنا احداث “سلمية” مشابهة اخرى. 

ينبغي إذن الامل في أن يكون مقررو السياسة واصحاب القرار في ادارة بايدن يعرفون تاريخ وفرة “السلام”. كما ينبغي الامل ايضا في ان في الجانب الاسرائيلي سيكون من يذكرهم، بحساسية او بتصميم، كم هو رفيع الفرق في الشرق الاوسط بين مسيرة السلام ومسيرة الارهاب. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى